أحدث الأخبارشؤون آسيويةفلسطينمحور المقاومة

غزة على موعد مع عدوان جديد قبل الإنتخابات الإسرائيلية الخامسة

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

ما دام الوضع السياسي في مستدمرة إسرائيل غير ثابت ،فإن غزة لن تكون آمنة من العدوان الصهيوني،خاصة وأن حلفاء مستدمرة الخزر الجدد من العربان تعهدوا بتمويل أي عدوان يقوم به شريكهم الإستراتيجي “كيس النجاسة”النتن ياهو،كي يتمكن من الإجهاز على القضية الفلسطينية وتهميش النظام الهاشمي في الأردن، وفقا لبنود صفقة القرن التي ما تزال قابلة للتنفيذ بسبب رعونة المراهقة السياسية في الخليج،وتمويلهم المسبق لعودة المقاول ترمب مرة أخرى للحكم في أمريكا.
إسرائيل والسلام لا يتفقان ،وهذه بدهية لا يختلف عليها سويان عاقلان ،لأن التوراة تنهاهم عن التوصل للسلام مع أحد،وإلا سيضطرون للبحث عن عدو داخلي أي خوض حرب أهلية ،ولأن الدم اليهودي على اليهودي حرام ،فإنهم يرفضون السلام مع أي أحد كي لا ينزلقوا إلى الحرب الأهلية،ولو كانوا غير ذلك لوّعوا إتفاقا مع حماس في عهد مشعل-بيريز،وقد أمر الهالك شارون بتصفية زعيم حماس الشيخ أحمد يسن ،بعد تصريحه الناري بأنه يوافق على هدنة طويلة الأمد مع مستدمرة إسرائيل.
عام 2008 نظم الرئيس التركي الطيب أردوغان مفاوضات سلام سورية-إسرائيلية لمدة ثلاثة أشهر قيل إنها غير مباشرة ،وتوصل الطرفان إلى إطار إتفاق سلام ،وعندما قرأه أردوغان طلب من رئيس وزراء المستدمرة آنذاك إيهود اولميرت المجيء إلى إستانبول على جناح السرعة ،وأخبره أنه حقق لإسرائيل ما لم تحققه بالحرب،لكن أولميرت وبعد أن قرا بنود الإتفاق ومن ضمنها عودة السوريين إلى شواطيء بحيرة طبريا ،أخبره إنه سيعود إلى المستدمرة ليعرض الإتفاق على الكنيست ،إلا أنه هرب إلى الأمام وشن عدوانا غاشما على غزة وألحق بها دمارا كبيرا وأعدادا كثيرة من الشهداء والجرحى.
اليوم يعيد التاريخ نفسه بصورة أو بأخرى ،خاصة وإن النتن ياهو يمر في وضع حرج،وقد فشل في تشكيل حكومة ذات أغلبية تؤيده ،ورغم أن من نتائج عدوانه على غزة ،إنسحاب غريمه اليميني المتطرف نفتالي من محاولة تشكيل حكومة جديدة،والتعهد بعدم مشاكسة النتن ياهو،ولكن نتائج عدوانه الرابع على غزة هربا من دخوله السجن ،كانت متواضعة ،ووضعته في مأزق مع المستدمرين الذين يصفونه بالفاشل ،وقاموا بتأليف أغنية تنال منه وتحقّره،وهم يطالبونه حاليا بالرحيل لفشله في تحقيق نصر على غزة رغم الدمار الذي أحدثه وعدد الشهداء والجرحى.
سياسيا فإن إتفاق وقف إطلاق النار مع غزة مبهم وباطل،وجاء إنقاذا للنتن ياهو وحلفائه في الإقليم الذين كانوا في مهب شعوبهم،ولذلك فإن هذا الإتفاق لن يصمد ولن يثمر عن هدوء أو إستقرار،لأن النتن ياهو بعد إنسحاب نفتالي من سباق تشكيل حكومة ومن منافسته السياسية له ،سيفشل في تشكيل حكومة جديدة ،كون رصيده السياسي قد شارف على النفاذ ،وبالتالي فإنه سيتستغل وضعه كرئيس حكومة تيسير اعمال،ويأمر جيش الحسناوات والحفاضات المنهار ،بشن عدوان خامس على غزة ،لإعادة الإعتبارإلى جنوده ،والتنكيل بأهالي غزة ،بدعم وتأييد وتمويل من قبل المراهقة السياسية في الخليج.
لذلك نقول أن عمليات إعادة إعمار غزة ،وتبرع الجميع بذلك ،إنما هو تجهيز القطاع مجددا لعدوان خامس قبل نهاية العام،ونذكّر أن التبرع الإماراتي للسيسي بمبلغ نصف مليار دولار لإعادة إعمار غزة، بواسطة شركات المقاولة المصرية إنما هو لفتح الباب أمام جواسيس الطرفين كي يبحثوا عن أسرار غزة تمهيدا للعدوان الجديد المرتقب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى