أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

غياب الرؤية والخطاب الشيعي في التحولات الدولية والإنتخابات العراقية المقبلة

مجلة تحليلات العصر الدولية

مع التحولات الحاصلة في المنطقة ودعوات للتهدئة في بعض الجبهات للتحضير إلى مصالحات والتفاهم على ملفات مثل الدعوات للحوار الإيراني السعودي- اليمني- السعودي والتركي- المصري والخليجي الخليجي.
والمفاوضات الإيرانية الأمريكية بخصوص الملف النووي والتي من المؤكد يرافقها تفاوض سياسي على ملفات في المنطقة والعراق محور أساسي لتشابك وضعه السياسي والأمني والاقتصادي .
العراق سيدخل في كل الحوارات التي تحصل بين هذه الدول ومحور هذه المبادرات سببها هو الدور الشيعي والتضحيات التي جعلت أمريكا والسعودية ودول الخليج التابعة تبادر للحوار وبالطبع ستستخدم كل الأساليب لجعل الشيعة في العراق غير مؤثرين سياسيا في التحولات القادمة أو عملية توازن لجعلهم صوت من الأصوات من خلال عملية احتواء معدة مسبقا وفق مخرجات مدخلها تكون الأنتخابات لو استطاعوا تمرير السيناريوا وألا يكون البديل الفوضى والبدء بعملية استنزاف شاملة والتخطيط لهذه المشاريع تجري الآن في الحوارات بين الدول التي تريد أن ترسم للعراق مستقبله السياسي ودور المستقبلي .

والمتابع يلاحظ ويرصد بشكل جدا واضح غياب الخطاب الشيعي الذي يعبر عن مشروعه ورؤيته للاغلبية المستهدفة التي يدور الحوار حولها وحول عناصر قوتها ومستقبل تأثيرها السياسي في أرض العراق والمتابع يلمس بكل تأكيد ووضوح مدى التشرذم وهبوط الخطاب الضيق الذي يعبر عن مكاسب آنية حزبية شخصية لا تتعدى مكاتب الأعداد التي يتم استأجارها وقت الأنتخابات وتغلق ثاني يوم انتهاء التصويت ويصبح المواطن على كذبة التواصل مع من يتأمل إن يرسموا له مستقبل أو فتح أفق لمشروع استراتيجي وفق أهداف واقعية يدركها الشيعي الذي يفكر في مستقبله وبوطنه ليلتحم مع بقية الشيعة في مصلحة شاملة.

ان ما يتم مشاهدته من صراع بين الكتل الشيعية وما يبرز من خطاب هو لايتعدى الحصول على مكسب حزبي وشخصي وعملية استقواء بدول لها دور تخريبي في العراق معلن مثل أمريكا والسعودية والامارات وقطر وتركيا وحتى إيران الدولة التي تدعم الشيعة في العراق لم نستفد من تجربتها السياسية والاقتصادية في تمحور الداخل العراقي بغياب الإطار وفق المصالح الشيعية العليا التي تدخل في التنافس الذي يلامس واقع المواطن الشيعي الغارق في الأزمات التي تستثمر من قبل دول لاتريد بروز دوره وتأسيس قوته في إطار دولة يكون لها صوت إقليمي ولاعب دولي رغم عناصر القوة الكبيرة للعب هذا الدور الموزعة بين كيانات وخطاب فاشل لم يستطع احتواء أفراده في كثير من المواقف .

ورغم ما تم رصده ومتابعته يبقى الشيعة في العراق لديهم عناصر قوة لا تتوفر لأي كيان.

أولا :الشيعة يشكلون أغلبية سكانية وجغرافية في العراق.
ثانيا :دورهم كبير في إسقاط دكتاتورية حزب البعث والدور الأكبر في تأسيس الدولة العراقية بعد ٣٠٠٣ .
ثالثا:. المواقف والتضحيات التي قدمها الشيعة في التصدي لمشاريع الإرهاب و فلول البعث والقاعدة وداعش والاحتلال كبيرة وتجعل له الاحقية في ممارسة دورهم بشكل كامل وفق معطيات حقيقية.

رابعا: دور المرجعية في القضايا المفصلية لحقوق الشيعة وحفظ الكيان والمذهب.

خامسا: استثمار دعم الجمهورية الإسلامية السياسي والاقتصادي والاستشاري والعسكري وحضورها الإقليمي والدولي وتعتبر عضو محاور في التحولات الحاصلة ومدافع عن حقوق الشيعة وللعراق محورية في ستراتيجيتها الأمنية والاقتصادية والعقائدية.

سادسا: استثمار الصراع الأمريكي الروسي والصيني والتنسيق مع الدول الكبيرة التي لها حضور دولي وممثلة في مجلس الأمن ولها حق الفيتو مثل روسيا والصين والدول التي لها حلف معها وهذا التنسيق هو استراتيجي على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري والتحالفات.

سابعا: استثمار الخطاب الديني العقائدي الحسيني ودوره في توحيد الخطاب الشيعي لسد الطريق أمام صنع مأساة جديدة تصنعها أمريكا والوهابية والصهيونية في أرض العراق.

ثامنا: مراكز الثروة والطاقة تتركز في المناطق الشيعية استثمار هذا الملف بشكل ناعم ودستوريا لحفظ حقوق الشيعة في مناطقهم وحل ازماتهم كون المواطن الشيعي يقارن بين الإقليم والمحافظات الشيعية التي تختزن الثروات.

هذه ابرز عناصر القوة كفيلة بتاسيس إطار وخطاب شيعي يكون لاعب ومؤثر لو اتفق زعماء الشيعة واقصد من المرجعيات الشيعية إلى الشخصيات العامة المؤثرة التي تتبنى الخطاب الشيعي للضغط على قادة الأحزاب السياسية بتبني هذا الخطاب وتشكيل إطار يحفظ الحقوق والبلد ويشكل الشيعة عنصر القوة فية بدل التشرذم الحاصل الذي اضعفهم وشتت قوتهم التي انعكست على المواطن بشكل أزمات متنوعة في كل مفصل والانتخابات القادمة هي مدخل للمحاولة لإصلاح الخطاب الشيعي ليتماهى مع التحديات والتحولات والازمات لارجاع ثقة المواطن الشيعي في منظومته السياسية والدينية وبالتالي في بلده الذي ينطلق منه للمشاريع الكبيرة مستقبلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى