أحدث الأخبارشؤون آسيوية

غَفىَ الذئب داخل طالبان واستفاقت حمامة السلام

مجلة تحليلات العصر الدولية - إسماعيل النجار

مَتىَ يستفيق هذا الذئب مجدداََ ويقضم عنق الحمامة ويعود الأصيل إلى أصله والصنيع الى لحدِه؟الله أعلم.

**إنها حركة طالبان الإرهابية الأصولية ذات التوجه السلفي التَيمي التي ذبحَت وقتلت وأحرقت ولم تترك من الموبقات شيئاََ يُذكَر في هذه الحياة إلَّا وفعلته بشكلٍ يندىَ له جبين الإنسانية.
عشرين عام والحركة تخوض حرباََ بين الجبال وفي القرى النائية وحول المُدُن الكبرَىَ ضد الإحتلال الأميركي وفي العام ٢٠٢٠ وقعَت الحركة اتفاقاََ مع الأميركيين في الدوحة برعاية قطرية بعض بنوده تم الإعلان عنها والبعض الآخر بقيَ سرياََ حتى مطلع هذا الشهر حيث كشف عن نفسه من خلال ما حصل من إنسحابات مفاجئة للقوات الأميركية من كامل الأراضي الأفغانية ولا زالت قوة متوسطة الحجم داخل مطار كابول تؤمن الحماية لجلاء باقي الدبلوماسيين الأميركيين وعائلاتهم من البلاد تاركين خلفهم عشرات الألاف من المتعاونين الأفغان معهم خلال فترة الحرب سيكونون طعاماََ لذيذاََ لكلاب طالبان عند جلاء آخر جندي من مطار كابول.
**حركة طالبان التي ارتدت ثوب الحمامة وقررت الإنفتاح فجأة على محيطها والعالم فاجئت الجميع بجملة القرارات التي اتخذتها لكي تساعد نفسها بالتمكن من الاستيلاء على السلطة بشكل كامل قبل أن تبدأ بفتح دفاتر الحسابات لكل اللذين قاتلوا ضدها متعاونين مع الإحتلال الأميركي وغيرهم.
الرسالة الأولى التي ارسلتها طالبان الى طهران كانت عبر اعادة كل رايات الشيعه التي تم انزالها الى مكانها واصدار امراََ بعدم التعرض لهم والسماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بحرية،
كما أعلن مسؤولون رفيعوا المستوى أن الحركة ستسمح للنساء بالعمل وتسمح لهم بحرية التعليم،

**لكن ما هي الرسائل التي ارسلتها طالبان لجارتها الصين وروسيا القلقتان من انقلاب الصورة بهذه السرعه مع الإحتفاظ بحق عدم اعلان الفرحة بالهزيمة الأميركية المذلَة والمهينة بعد ٢٠ عام على الاحتلال والحرب وذاك الكم الكبير من الخسائر البشرية والعسكرية والمادية؟
من المؤكد ان الحركة قررت الانخراط بالعمل السياسي وبناء افضل العلاقات مع دول الجوار بعد مراجعة سياسية كبيرة اجرتها داخل اروقتها ورسمت استراتيجية سياسية وثقافية جديدة بدأت العمل من خلالها على تطوير نفسها لتكون أحد اسرة المجتمع الدولي بصورة مغايرة للسابق،
ولكن هناك أمر جِد دقيق وحساس،، هوَ اعلان افغانستان إمارة إسلامية متطرفه على حدود جمهورية ولاية الفقيه الجعفرية المناقضة تماماََ لفكر طالبان. على حدود الصين الشيوعية والملحدة، وهذا الأمر يفرض تساؤلات كثيرة حول ما اذا كانت واشنطن خططت لهذا الانسحاب بالاتفاق مع الحركة وطلبت منها تغيير ثقافتها لكي تتمكن من السلطة تاركةََ لها مئات المستودعات الضخمة من الاسلحة المتطورة والذخائر والمواد التموينية والطبية واللوجستية من دون ان تقوم القوات الأميركية بإتلافها او تدميرها ناهيكَ عن مستودعات الجيش الأفغاني الضخمة التي تمتد على مساحة أرض البلاد شرقاََ وغرباََ شمالاََ وجنوباََ سيطرت عليها الحركة من دون قتال.
يبقى الخوف أن تقدم الحركة على ايواء عناصر ارهابية متطرفه تابعه لداعش والنصرة والقاعدة وغيرهم وتأمين حماية رسميه وغطاء لهم بهدف استعمالهم ضد دول الجوار وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
كافة الدول التي تحيط بأفغانستان تراقب الوضع وخصوصاََ إيران ومن باب الإحتياط لكي لا ينام قادة طالبان على وسادة من حرير فإن بعض هذه الدوَل حركوا مجموعات عسكرية مناهضة للحركة اعلنت انطلاق العمليات العسكرية ضدها، وحركوا الشارع الافغاني في بعض المدن لأختبار صدقية تصريحات قادة الحركة من خلال مراقبة رد فعلهم على المظاهرات.
**افغانستان دولة مفخخة على الجميع مراقبتها ومتابعة سياساتها واخذ الحيطة والحذر من أي تقارب بينها وبين السعودية والامارات لكي لا تتحول الى بؤرة ارهاب رسميه يصعب معالجتها قد تشعل اسيا برمتها وتنهك ايران وروسيا والصين وتزرع البسمة على شفاه الصهاينة والأميركيين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى