أحدث الأخبارالإسلاميةالعراقشؤون آسيويةمحور المقاومة

فتوى تحريم السيد السيستاني التعامل بالمنتوجات الإسرائيلية.. التوقيت والدلالة

مجلة تحليلات العصر الدولية - أحمد محمد

▪️شفقنا-خاص- في الوقت الذي تتسابق فيه بعض الانظمة العربية للتطبيع مع اسرائيل، وفي الوقت الذي تجاوزت بعض الانظمة التطبيع الى التحالف الاستراتيجي مع اسرائيل، وفي الوقت الذي بات البعض يستقوي باسرائيل ويدعو الى اقامة علاقات تجارية واقتصادية معها، كان لمدينة النجف الاشرف رأي آخر، يتناقض كليا مع حملة الترويج المستعرة للتطبيع مع اسرائيل وإقامة تبادل تجاري معها.

▪️هذا الراي لم يكن سوى صوت المرجع الديني الاعلى سماحة اية الله السيد على السيستاني، الذي لم يحرم التعامل مع المنتوجات الاسرائيلية فحسب بل حرم التعامل مع منتوجات اي شركة تدعم إسرائيل.

▪️وجاء في الاستفتاء الذي أرسل لمكتب المرجع الديني الاعلى: “هل يجوز البيع والشراء من محلّات تخصّص بعضاً من أرباحها لدعم إسرائيل؟”. وأجاب السيد السيستاني قائلاً: “لا ترخيص في التعامل بالمنتوجات الإسرائيلية ومنتوجات الشركات التي يثبت بصورة مؤكّدة أنّها تدعم إسرائيل دعماً مؤثّرا”.

▪️هذه الفتوى الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والتي تحمل العديد من الدلالات بسبب توقيتها، جاءت لتؤكد ان القضية الفلسطينية مازالت القضية الاولى لدى العرب والمسلمين، وان المرجعية الدينية في العراق تولى اهمية خاصة لهذه القضية لكونها قضية اسلامية وانسانية، رغم محاولة امريكا والغرب، حذفها من ذاكرة العرب والمسلمين.

▪️فتوى السيد السيستاني، جاءت لتؤكد ايضا، ان فلسطين تبقى البوصلة، رغم كل الفتن التي تضرب ديار العرب والمسلمين، وهي فتن كان الهدف من زرعها، صناعة اعداء وهميين، ودفع المسلمين ليقتل بعضهم بعضا، واستنزاف ثرواتهم، من اجل ان تبقى اسرائيل الاقوى والمهيمنة في المنطقة.

▪️فتوى السيد السيستاني جاءت لتؤكد ايضا، ان كل الازمات والمشاكل التي يعاني منها العراق، لم تشغل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف عن قضية المسلمين الاولى فلسطين، فهي تبقى حاضرة في قلب وعقل ووجدان المرجعية العليا.

▪️فلسطين كانت ومازالت تحتل مكانة خاصة لدى السيد السيستاني، وهذه الفتوى ليست الاولى الداعمة لفلسطين والفلسطينيين لسماحته، فهناك العديد من الفتاوى التي اصدرها سماحة السيد في هذا الشأن، منها تحريمه بيع اي عقار لهم في العراق، ففي رده على استفتاء جاء فيه:”نُمي إلى أسماعنا أن بعض اليهود الصهاينة قد دخلوا العراق بعد الاحتلال (الاحتلال الامريكي عام 2003)  ويسعون في عملية منظمة إلى شراء الفنادق والمراكز التجارية والدور وقطع الأراضي في بغداد والمحافظات ويبذلون بأزائها أسعاراً خيالية فما هو حكم بيعها عليهم.. أفتونا مأجورين”. كتب سماحته:” لا يجوز البيع والثمن سحت والله العالم”.

▪️وفي عام 2008 ، وتحديدا في 28 من شهر كانون الاول من ذلك العام، عندما كانت غزة تتعرض لعدوان اسرائيلي، اصدر سماحته بيانا جاء فيه:”يتعرض الشعب الفلسطيني العزيز في قطاع غزة منذ ظهر امس إلى هجمة اسرائيلية شرسة واعتداءات متواصلة أسفرت لحد الان عن سقوط مئات الضحايا بين شهيد وجريح.

▪️ويأتي هذا العدوان الهمجي بعد حصار خانق أطبق على هذا الشعب المظلوم منذ عدة أشهر ، وقد أدى إلى خلق ظروف انسانية صعبة نتيجة لقلة الطعام والدواء والوقود وسائر ما يمس الحياة اليومية للمواطنين.

▪️ان تعابير الادانة والاستنكار لما يجري على اخواننا الفلسطينيين في غزة والتضامن معهم بالالفاظ والكلمات لا تعني شيئا امام حجم الماساة المروعة التي يتعرضون لها.

▪️ان الامتين العربية والاسلامية مطالبتان ازيد من اي وقت مضى باتخاذ مواقف عملية في سبيل وقف هذا العدوان المتواصل وكسر الحصار الظالم المفروض على هذا الشعب الابي.

▪️نسال الله العلي القدير ان ياخذ بايدي الجميع الى ما فيه الخير والصلاح ، انه سميع مجيب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى