أحدث الأخبارشؤون آسيوية

فشل لعبة المعارضة في البرلمان الباكستاني امام رئيس الوزراء عمران خان/ علي الربيعي

علي الربيعي

عندما احس رئيس وزراء الباكستان عمران خان ان هناك مؤامرة امريكية تحاك ضده لاتستهدف إقالته فحسب عن طريق برلمانيين جوكرات خونة مرتبطين بسفارات وجهات اجنبية بل حتى تصفيته جسديا فيما بعد. الادارة الامريكية استطاعت إيصال رسالة الى المعارضة مفادها اذا أردتم استمرار تعاوننا مع جمهورية الباكستان فلابد من تنحية عمران خان من رئاسة الوزراء. عمران خان سارع بتقديم طلب الى رئيس جمهورية الباكستان بحل البرلمان وأنهاء اللعبة بذكاء، ما ان فشل تصويت البرلمان من سحب الثقة منه. فهو (عمران خان) عرف ان الخطوة القادمة هي إقالته عن طريق جنرالات العسكر وإنهاءه سياسيا. فتاريخ باكستان يشهد على ذلك. فلا زال التاريخ القريب يروي كيف انهى الجنرال ضياء الحق رئيس الوزراء ذو الفقار علي بوتو وكيف انهى الجنرال برويز مشرف نواز شريف بانقلابات عسكرية.

بإستثناء المخابرات والاستخبارات العسكرية الباكستانية التي من الصعوبة جدا اختراقها او الانتماء اليها الا بعد تزكيات وامتحانات صعبة فإن الجيش الباكستاني مخترق من جهات عدة كأي جيش اسيوي. حل البرلمان لم يكشف اللعبة الوسخة التي لعبتها الجوكرات البرلمانية فحسب، بل استطاع عمران خان جعل رصيد المعارضة الباكستانية صفرا في الشارع بعد تعرية عمالتها ومصادر قوتها. كانت كلمته حول بيان اسباب حل البرلمان الهبت كل مدن باكستان حين قال: لقد ارادوني ان اكون حسين العصر وهيهات ان يكون لهم ذلك. تحليلات الميديا العالمية تقول ان المعارضة بمغامرتها الغبية لسحب الثقة من رئيس الوزراء تكون قد ارتكبت غلطة سياسية جسيمة لن تغتفر بعد ان صدقت كلام السفارة الامريكية في اسلام آباد. وان عمران خان سوف يكتسح الانتخابات بنسبة تصل حتى ٩٠% من أصوات الناخبين في الانتخابات القادمة، بعد ان باتت المعارضة صفرا الى يسار الواحد وليس الى يمينه ربما.

هكذا يكون عمل السياسي القوي النزيه. الاول في جدول اعماله هو سحب البساط وتطهيره من مجلس الشياطين المتواجده عليه ثم العمل على فتح الباب امام الملائكة. عمران خان ربما استفاد من تجربة عادل عبد المهدي في العراق، الذي قبل في وزارته الشياطين ولم يبقي فسحة لدخول الملائكة للمشاركة في العملية السياسية. جاءتة عدة تهديدات من امريكا حتى وصل الامر الى التهديد باغتياله ولم يفصح عنها الا بعد استقالته وهذه زلة سياسية كبرى. فقد ترك باستقالته العراق في مهب ريح ليس لها اتجاه الا واحد هو التدمير الممنهج على يد ساسيين يحترفون العمالة قبل السياسة. عادل عبد المهدي نسي ان السياسي النظيف لابد ان يكون مهددا والا فان نظافته مشكوك فيها. ونسي ان تصفيته ليست بالسهلة على العكس من التصفية المؤجلة للسياسي العميل حين انتهاء دوره. وهذا مصير العملاء السياسيين في العراق الذين سيدخلون غرفة انتظار القتل المؤجل، لحرق تفاصيل ملف عمالتهم ان لم تناط بهم مهمة اخرى. كما كان مصير صدام حسين وعمر سليمان رئيس المخابرات المصرية. واخيرا لابد من انصاف الرجل مثل ما ان البعض يوجه سهام اللوم الى عادل عبد المهدي لكن الحق يقال ان الرجل كان شجاع سياسيا بما يفي بمتطلبات منصب رئيس الوزراء لكنه زهد في المنصب مقابل الحفاظ على حياة الجماهير البريئة المعتصمة في الساحات عندما اخترقتها جوكرات السفارات واولاد بقايا ازلام البعث.

خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى