أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

فضيحة شهادات التزوير تشمل كتاب التاريخ: هؤلاء هم صانعو إستقلال لبنان الفعليون!

مجلة تحليلات العصر الدولية - خليل إسماعيل رمَّال

حل “عيد الإستقلال” على شبه الكيان المكبَّل بوحوش السياسة والمال منذ ولادته الجهيضة، وأحيت الدولة المناسبة بدون حياء بعرض عسكري للمعدات والأسلحة العسكرية الرهيبة الكاسرة للتوازن وسط انهيار اجتماعي ومالي واقتصادي ومالي وعدم القدرة على زحزحة سفاح المصارف اللي الأكبر الذي يعوِّم نفسه حالياً ضد القضاء العالمي بينما قضاؤنا “النزيه” آخر من يعلم، ووسط مجزرة تربوية وفضيحة ٢٥٠ ألف شهادة مزورة جديدة لم ترف لها جفن وحوش المال والسياسة وحكومة ميقاتي وهو نفسه المتهم بتزوير قروض الإسكان. ذلك أن التزوير هو سمة مسخ الوطن حتى كتاب التاريخ وذلك الإعلان المُزيَّف لدولة لبنان الكبير على يد مجرم الحرب الصليبي غورو.
وتعقيباً على المجزرة التربوية فإنَّ تاريخ لبنان مزوَّر حتى في سردية الأحداث الحقيقية وفي طمس أسماء أبطال الإستقلال الحقيقيين الذين صنعوا النصر والكرامة وبذلوا دماءهم الزكية الطاهرة التي تقابلها اليوم أنبل مقاومة عرفها العالم.
سنخصص هذا المقال لتكريم أبطال الإستقلال الحقيقين لأن كتب تاريخ النظام الذي بُني على باطل بعد جلاء المجرم الفرنسي أوهمنا حتى اليوم بأنَّ أبطال الإستقلال هم الثنائي (غير المرح) بشارة الخوري ورياض الصلح وحزبا “الكتائب” و”النجادة” وحكومة بشامون وصائب سلام وسعدي المنلا وشمعون وعسيران وأرسلان وعِلَّان، حيث نَجَّدَ (من النجَّادة) النظام الكذاب ذاكرتنا بأسماء معينة وحتى مناطق جغرافية محدَّدة (لا دخل لبعلبك والجنوب وعكار فيها) وأهمل عن سابق تصور وتصميم أسماء لبنانيين وطنيين شرفاء هم الذين انتزعوا لنا الشرف والعزة لا الذين تربوا عند فرنسا وادَّعوا مقاومتها مثل السيء الذِكْر بيار الجميِّل الجِد وعائلته الموبوءة، ولم يذكروا لنا عمالة رؤوساء الجمهورية خلال الاستعمار الفرنسي وعمالتهم له.

لم ولن يَذكر كتاب التاريخ المزيف الذي سيأتي لاحقاً، المقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة أبناء الإمام القائد السيّد الصدر أو المقاومة الإسلامية العظيمة أو جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية كما لَم يذكر لنا أنَّ عائلات متعددة ورجال إكليروس كانوا مؤيدين أشداء للإستعمار (المسمى انتداباً للتلطيف) بل إنهم تظاهروا دعماً له واصطدموا برجال الجندرمة اللبنانيين. وهذا ما يفسر زعم الحياد المقوى بالمنشطات اليوم حيث لم يتعظ هؤلاء من الماضي وعِبَرِه! هذا النظام الكاذب ما بعد الإستقلال المزعوم كان مشغولاً بتزوير الأحداث التي علمونا إياها في المدارس مثل مدح الخائن عميل توسكانة فخر الدين المعني “الصغير” وابن عمه المتخاذل الطاغية السفَّاح المجرم بشير الشهابي وكان همه الجغرافي جبل لبنان فقط ولم يسمع بالنهضة العاملية العظيمة في حبل عامل والبقاع.
إنَّ أبطال الشرف والكرامة الفعليّون الذين انتزعوا الإستقلال هم:
– سماحة الإمام القائد المرجع المجتهد السيِّد عبد الحسين شرف الدين الذي دعا إلى مؤتمر “وادي الحجير” في نيسان 1920 والذي أطلق شرارة الثورة العاملية وقرر الإنضمام إلى حكومة الوحدة السورية بقيادة الأمير فيصل رغم اضطهاد مذهب أهل البيت من قبل هؤلاء عبر التاريخ الإسلامي.
– البطل سلطان باشا الأطرش والأبطال أدهم خنجر الصعبي وصادق حمزة الفاعور وقاسم حيدر الذين قادوا العمليات العسكرية ضد الإستعمار البغيض.
– النائب والوزير الجنوبي محمد الفضل إبن النبطية الذي يبرز إسمه كأحد الموقعين على قصاصة العلم اللبناني الأولى في 11 تشرين الثاني 1943.
-القائد البطل محمود الأحمد بزي ومدينة بنت جبيل عاصمة المقاومة والتحرير منذ ذلك الزمن.
-عشائر بعلبك الهرمل وبالأخص آل جعفر وباقي العائلات البعلبكية الشريفة التي ساهمت في العمليات العسكرية ضد الإحتلال الفرنسي خصوصاً خلال معركة وادي فيسان في البقاع الشمالي حيث كبدته خسائر فادحة.
– الدركي الأمباشي الرقيب الشهيد ضاهر علي الحاج مشيك من بقاع الهِمَم الذي بذل روحه للدفاع عن البرلمان في 27 نيسان 1944 ضد أنصار الإحتلال والمرتزقة الفرنسيين وقام بإعادة رفع العلم على سارية المبنى.
– الدركي السيَّار من البقاع أيضاً الشهيد حسن موسى عبد الساتر (من الحزب السوري القومي الإجتماعي) الذي استشهد في نفس الموقعة دفاعاً عن علم لبنان وبرلمانه.
– صيدا عاصمة الجنوب التي انتفضت في 12 تموز 1936، وحصلت فيها مجزرة فرنسية ضد تظاهرة استشهد فيها العشرات من بينهم: الأطفال ثروت صباغ وشفيقة أرقدان وسعيد البزري، والمناضلان محمد مرعي النعماني وعبد الحليم الحلاق، وجُرِح في المجابهة المناضل الشهيد معروف سعد والأديبة يمنى العيد.
– الزعيم أنطون سعادة والحزب السوري القومي الإجتماعي الذي قدم شهداء أبرار في مواجهات عديدة أبرزهم أول شهيد للإستقلال هو سعيد فخر الدين من بلدة عين عنوب قضاء عاليه، وبطل معركة “ميسلون” يوسف العظمة العظيم وقدم الحزب شهداءه في الكيان اللبناني رغم نضاله من أجل سوريا الطبيعية.
– الحزب الشيوعي اللبناني الذي وهب في سبيل الوطن خيرة قادته فكانوا سابقين لعصرهم ومنهم فرج الله الحلو الذي قدم وثيقة الإستقلال للمفوض السامي، عدا عن شهداء الحزب في المقاومة ضد العدو الإسرائيلي.
– طرابلس عاصمة كل اللبنانيين، لا فئة واحدة فقط كما ادعى يوماً محمد كبَّارة وهو يسخط على ميقاتي ما غيره، قدَّمت خيرة أبنائها في تظاهرة 13 تشرين الثاني 1943 ضد اعتقال المناضل عبد الحميد كرامي، حيث سقط فيها 14 شهيداً و25 جريحاً.
ننحني لهؤلاء الأبطال التاريخيين الذين نذكرهم بالخير والرحمة والإمتنان رغماً عن “طُرْح الكيان” وكتاب تاريخه المزيَّف “الناطر كف من غيمة”!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى