أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

فقراء العراق ومساكينه .. هما الخاسر الوحيد في موازنة اللصوص

مجلة تحليلات العصر الدولية - أياد السماوي

لا زالت ردود الأفعال المختلفة على إقرار قانون الموازنة العامة لسنة 2021 , تتوالي خصوصا فيما يتعلّق بتثبيت سعر صرف الدولار عند السعر 1450 دينار للدولار الواحد وما سجّله الكرد من انتصار ساحق في تثبيت كامل شروطهم القائمة على مبدأ ثروات كردستان لكردستان فقط , وثروات العراق للعراق وكردستان .. وقبل تسليط الضوء على ردود أفعال مرحلة ما بعد وقوع الفأس في الرأس .. لا بدّ من قول كلمة حق للتأريخ .. أنّ كتلتي دولة القانون والنهج الوطني اللتان قاطعتا جلسة التصويت على قانون موازنة اللصوص , هما الكتلتان السياسيتان الشيعيتان اللتان لم تنضّما للحرب على فقراء و مساكين العراق , هذه الحرب التي رفع رايتها سائرون والحكمة بالتواطئ مع سنّة العراق وكرده وتخاذل تحالف الفتح وقسم من تحالف النصر .. وبهذه المناسبة أوجّه كلامي للقادة الشيعة الأربعة ( هادي العامري , مقتدى الصدر , عمار الحكيم , حيدر العبادي ) وأقول لهم أنّكم أيها السادة قد ارتكبتم جرما كبيرا بحق فقراء ومساكين أبناء شعبكم بإصراركم العجيب والغريب على إبقاء سعر صرف الدولار الجديد البالغ 1450 دينار للدولار الواحد .. وبهذه المناسبة أودّ أن أذكر القيادي في تحالف سائرون ( حاكم الزاملي ) عمّا أدلى به من تصريحات لقناة دجلة الفضائية في لقائه مع الإعلامية سحر عباس في حلقة يوم 21 / 03 / 2021 , وأقول له إذا كنت تحمل ذرّة من الكرامة فعليك أن تستقيل من تحالف سائرون , وتقدّم اعتذارك لجمهورك من الفقراء والمساكين الذين خدعتموهم ..

وإلى كلّ من صوّت ورفع يده للقبول بسعر صرف الدولار الجديد الذي وضعته الحكومة أقول .. إنّ الذي حافظ على سعر صرف الدولار دون الـ 1500 دينار للدولار الواحد خلال الفترة المنصرمة , هو توقعات السوق بالرجوع إلى السعر القديم البالغ 1180 دينار للدولار الواحد .. الآن وبعد أن تمّ تثبيت سعر الصرف في قانون الموازنة عند السعر 1450 , فإنّ توّقعات معظم خبراء الاقتصاد أن سعر صرف الدولار سيرتفع ليتجاوز الـ 2000 دينار للدولار الواحد خلال الأشهر القليلة القادمة , وهذا مما سيترّتب عليه موجة جديدة من التضخم في أسعار جميع السلع والخدمات .. وسيكون المتّضرّر الأكبر في هذه الموجة الجديدة من ارتفاع الأسعار هم فقراء الشعب العراقي ومساكينه ومعدميه من سكان العشوائيات وأحياء الصفيح والمناطق الفقيرة البائسة .. حيث سيؤدي ذلك إلى زيادة بؤسهم ومعاناتهم , كما سيؤدي إلى مزيد من الفقر والجوع .. وسينعكس كلّ هذا على الحالة الاجتماعية للبلد , فهذه الأوضاع الاقتصادية المزرية ستؤدي إلى زيادة معدلات الانحراف الأخلاقي وارتفاع معدلات الجريمة المنّظمة والسرقة , وربّما ستؤدي إلى مزيد من الفوضى , وقد تضع البلد على حافة الانفجار .. ختاما أقول .. شكرا لكم يا من أعلنتم الحرب على فقراء ومساكين شعبكم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى