أحدث الأخبارفلسطين

فلسطينيو الداخل المحتل … نحو دور مختلف

عماد عفانه

فلسطينيو الداخل المحتل هل يعيد الاحتلال اكتشافهم من جديد، أم يحاول أن يزجهم في مسار مختلف.
هل كان شعبنا في الداخل المحتل عاجزين طوال أكثر من 73 عاما من النكبة عن تنظيم أنفسهم لناحية إطلاق مقاومة من داخل الكيان!!!
أم كانت لديهم أولوية أخرى، لجهة الحفاظ على كينونتهم وهويتهم كأصحاب الأرض الأصليين، وعدم الذوبان في ظل الأكثرية، والتلاشي في جب التعايش، والانسياح في مسار الاندماج، ليكونوا مجرد عمال أو جنود يدافعون عن ويخدمون الكيان في مختلف المجالات!!!
وأنهم وضعوا لأنفسهم هدف مقدس إلى جانب ما ذكر، لناحية الحفاظ على أحد أهم المقدسات في فلسطين، المسجد ألأقصى المبارك، والمحافظة على إعماره وعماره، ومده بالمرابطين والمحفظين والحافظين والحراس المتطوعين، كأحد أهم العوامل المساعدة في الحفاظ على هوية شعبنا في الداخل المحتل.
في ظل التعامل الأمني للعدو الذي صبغ العلاقة مع شعبنا في الداخل المحتل، ومحاولاته المحمومة لفرض طقوس التعايش عليهم، ما خلق بيئة غير مواتية إلا للمقاومة بالطرق السلمية، والاحتماء بالمظلة القانونية رغم عوارها، وتحويل المحنة الى منحة، لناحية العمل على تطوير الواقع الفلسطيني في الداخل المحتل، ليكونوا ظهيرا لشعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس، والتاريخ يثبت لعبهم لهذا الدور باقتدار في الانتفاضتين السابقتين 1987-2000، وما زالوا يلعبون هذا الدور تجاه القدس، كما لمسنا لهم دور مختلف لهم ابان معركة سيف القدس، بالصدام المباشر مع قوات العدو، الأمر الذي ربما فتح اعين العدو الأمنية للنظر اليهم بطريقة مختلفة، لناحية رسم مخطط ينهي خطرهم.
لم يقصر العدو في زرع بذور الفساد والشقاق في صفوف شعبنا في الداخل المحتل، فنشر بينهم المخدرات والفساد الأخلاقي، كما نشر السلاح فكثرت الجرائم وانتشرت العصابات.
أما على الصعيد السياسي فحاول العدو صنع انقسام بينهم عبر استقطاب بعضهم للترشح للكنيست الصهيوني، وأغرق في كي وعي بعضهم وصولا الى تصويت أعضاء كنيست عرب الى جانب قوانين هي ضد المصالح العربية والفلسطينية بشكل لا يقبل النقاش.
حقيقة كون فلسطينيو الداخل المحتل، قنبلة قابلة للانفجار في وجه العدو، وخنجر مسموم في خاصرتهم، لم تكن غائبة عن العدو، إلى أن قرعت هذه الحقيقة آذان العدو بقوة عندما التحموا مع العدو في معارك شوارع ابان معركة سيف القدس سواء في القدس او النقب او في اللد أو أم الفحم.
لذا ليس من المصادفة أن يخرج منفذي العمليات الأخيرة من النقب ومن أم الفحم، فيما عين العدو ترقب خروج منفذي عمليات جديدة من القدس او اللد.
الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل أصحاب دور أصيل في النضال الفلسطيني، ويكفيهم شرفا رباطهم وصبرهم وتشبثهم في أرضهم ورفضهم الهجرة والتهجير رغم كل المخاطر التي كانت تتهددهم في ذلك الوقت وفي كل حين، فلا أحد يستطيع المزاودة عليهم وعلى دورهم وعلى نضالهم الذي ما زال مستمرا.
إلا أن العمليات الأخيرة التي خرج منفذوها من النقب ومن ام الفحم، بغض النظر عن انتماءاهم أو أيدولوجيتهم، التي يحاول العدو اللعب على وترها لناحية شيطنتهم، والتحريض الدولي عليهم، عبر ربطهم بداعش كمنظمة مصنفة إرهابية، ستحدث مع الوقت تحول في طبيعة الدور الذي لعبوه طوال السنوات الماضية، في التعامل مع كيان الاحتلال.
تحول دور شعبنا في الداخل المحتل، لدور نضالي صدامي عنيف مع الاحتلال، وتجسيد دورهم كقنبلة موقوتة في حضن الاحتلال، مطلوب فلسطينيا بشدة، خاصة بعد ان بات الخطر يتهدد بقوة حاضر ومستقبل المسجد الأقصى ومدينة القدس وسكانها الفلسطينيين.
إلا ان اضطلاعهم بهذا الدور بمعزل عن استراتيجية تكامل الساحات ضفة غزة القدس، ودون تنسيق معزز وفعال مع باقي الساحات، لناحية تفعيل استراتيجية المقاومة الشاملة بشكل متزامن وضمن خطة متدرجة ومتدحرجة، ربما يعرضهم لخطر الاستفراد والتهجير القسري، لذا على قادة المقاومة الانتباه لهذه المخاطر، كي لا تأخذهم العاطفة، وتسكرهم الحمية عند التعامل مع هذا الأمر الذي يمس حياة ومستقبل الملايين من شعبنا الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى