أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

فلسطين تجمعنا

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. سامي ناصر خليفة

نعم.. نختلف مع بعضنا البعض – أفرادا وشعوبا وأنظمة – في منطقتنا العربية.. وهو أمر طبيعي وبديهي في مجتمعات متعددة المذاهب والأعراق والقناعات وطرق التفكير، وفي جو ملوث بالفتن التي تصنعها وتشعلها وتغذيها قوى شيطانية داخلية وخارجية لتمزيقنا وتضعيفنا.

نعم.. لدينا مآخذ كثيرة على بعضنا البعض أدت إلى جملة من الصراعات والتجاذبات التي مزقت وحدة مجتمعاتنا وطالت أسس التعايش السليم فيما بيننا، بل وأغرقتنا في متاهات ظلامية أرجعتنا عقودا من الزمن إلى الوراء..

ولكن.. مع كل هذا الوضع المتردي، لا نختلف على أن القدس أولى القبلتين ومسرى نبينا محمد ص وعروس عروبتنا والرازحة تحت دنس المحتل الصهيوني، هي من تملك القلوب والعواطف والأفئدة.. وهي عنوان وحدتنا، بل وقوتنا أيضا.

ولا نختلف أيضا على أن الشعب الفلسطيني وهو اليوم يقدم التضحيات -شهداء وجرحى- ليستمر صامدا عزيزا مقتدرا في وجه المحتل دفاعا عن هذه المدينة المقدسة، بحاجة ماسة إلى وقوفنا معه، ودعمنا وإسنادنا له بكل الوسائل المتاحة وفي جميع المحافل.

لذا.. من الأفضل أن نوظف هذه المحنة الجامعة لكل العرب والمسلمين باتجاه واحد، هو دعم وإسناد صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاصب، والتركيز على أن خيار المقاومة هو الحل الأوحد مع عدو ظالم مستبد لا يضع للإنسان ثمنا، ولا احترام في قاموسه للمثل والقيم البشرية!

وبالتالي.. ليس من الحكمة توظيف بعضنا هذه القضية لإحياء اختلاف هنا أو خلاف هناك، بل العقل والحكمة والمنطق والمصلحة تفرض علينا أن نتوحد جميعا تحت هذه المظلة الجامعة، والتي أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أن السلام مع هذا العدو هو وهم وسراب لا يعزز إلا الشكوك والظنون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى