أحدث الأخبارفلسطين

فلسطين ترأس اجتماع الجامعة، فهل ستحقق ما تريد؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

يوسف رزقة

نحن على مسافة يومين من اجتماع الجامعة العربية على مستوى الملوك والرؤساء، الاجتماع القادم هذا أظنه يحمل الرقم (١٥٦) من اجتماعات الجامعة العربية العتيدة، بعد أن تقرر عقدة بشكل سنوي في مارس من كل عام. قادة العرب قدموا الجامعة للشعوب على أنها الإطار الجامع للقادة، والموحد لمواقفهم في القضايا العربية والإقليمية والدولية، وهي إطار تنسيقي لبناء توافق وتفاهم بين الدول عند وقوع مشاكل.
المؤسف أن مشاكل القادة العرب لم تكن مشاكل مع دول الإقليم، أو مع الدول الاستعمارية المهينة على المال والاقتصاد والسلاح، ويبدو أيضا أنه لم يعد لها مشاكل مع دولة الاحتلال الصهيوني، حيث باتت (إسرائيل) أقرب لبعض القادة العرب من القادة الفلسطينيين. لقد ثبت باليقين أن مشاكل العرب كانت مشاكل بينية، ثمة مشكلة في الخليج بين الإمارات والسعودية وقطر، ومشكله أخرى لهم مع اليمن، ومشكلة ثالثة لها مع السلطة الفلسطينية، وثمة مشاكل بينية بين دول المغرب العربي، وقديما احتل العراق الكويت، ثم تحالفت الكويت مع دول الخليج وأميركا حتى تحطم النظام العراقي، وتمزق أيادي سبأ.
الجامعة التي أنشئت للتنسيق والتوحيد، ولتقديم حلول للمشاكل العربية القومية، كالمشكلة الفلسطينية، التي أخذت لها مكانا ثابتا في كل بيانات الجامعة منذ نشأتها وحتى تاريخه، دون حل او تقدم نحوه ، بل إنني أشعر بأسف لأني لا أدري هل ستحتل في بيان ٢٠٢٠م المركز التقليدي نفسه؟!
نعم، أشعر بقلق وألم، وكيف لا أتألم وأنا أرى دولة البحرين ترفض عقد اجتماع طارئ للجامعة بناء على طلب فلسطين، ثم هي ترفض أيضا وضع اتفاق (الإمارت إسرائيل) على جدول أعمال الجامعة،؟!
فلسطين تريد محاصرة تداعيات الاتفاق الإمارتي الإسرائيلي من خلال الحصول على إدانة للموقف لإماراتي ليس للاتفاق في حد ذاته، ولكن للخروج على نص المبادرة العربية للسلام، وهو خروج يشجع دول أخر على الإثم نفسه، في نظر السلطة طبعا.
فلسطين سترأس اجتماع التاسع من هذا الشهر، ولكنها للأسف لا تستطيع تحقيق ما تريد من الاجتماع، بحجة أن الإمارات اتخذت قرارا سياديا، والجامعة لا تتدخل في القضايا السيادية للدول. وبإمكان فلسطين أن تطلب من القادة العرب تجديد التزامهم بالمبادرة العربية.
فلسطين ستخرج من اجتماع الجامعة بقرار تقليدي هزيل، لا يتعرض لاتفاق الإمارات. عباس يذهب للجامعة متسلحا بالتوافق الفلسطيني الذي حصل عليه في اجتماع الأمناء العامون للفصائل، ولكن هذا التوافق لن ينفعة كثيرا، لأن قادة العرب توافقوا أيضا على التحلل من التزاماتهم نحو فلسطين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى