أحدث الأخبارشؤون امريكية

فنون الاغتيال الأمريكي .. السوشيل ميديا طريق الوصول لضحاياهم !

مجلة تحليلات العصر الدولية

حسين فلسطين
✍ ٢٠ آب ٢٠٢٠

لعل هنالك طيف واسع ممن يبرئ الولايات المتحدة الأمريكية من ما جرى ويجري في العراق ودون الخوض في غايات وأسباب ودوافع في منح البراءة علينا دحضّ ادعاءات وأباطيل هذا الفريق من خلال استعراض تأريخي بسيط للسجل المخابراتي الأسود لأمريكا فمن اغتيال (رودلس) الاكوادور إلى قتل ( عمر توريخوس ) رئيس بنما مروراً ب(لومبوبا) زعيم الكنغو لم تستثني ( سي آي أي ) حتى اقرب حلفائها واشهرهم وهو زعيم الشمال الفيتنامي ( نغو دييم ) الذي كان يدهم الضاربة لعدوتهم فيتنام الجنوبيه !!

أبرز حجج من يفرغ الساحة الأمريكية من الأحداث الجارية في العراق وخصوصاً ما حصل في الآونة الأخيرة من عمليات أغتيال ممنهجة وذكية ادعائهم بجهل الامريكان لجغرافية العراق ومناطقه وشوارع وازقة مدنه الصغيرة وهذا الادعاء المثير للسخرية لا يتطلب وضع كل ما نعلم به من أدلة منطقية وعلمية على أن كل عمليات الاغتيال تتم بسلاح وتخطيط أمريكي بغض النظر عن أداة التنفيذ .

فالقوات الأمريكية التي احتلت العراق في ٩ نيسان ٢٠٠٣ استطاعت وبعد اقل من اسبوع تتجول في (شارع ام علاء) احد الازقة الشعبية في مدينة الشطرة شمال ذي قار وذات القوات تعرف ادق التفاصيل عن التركيبة السكانية لشوراع بغداد ولديها إحصائية تتضمن عدد بيوت ومنازل الشيعة والسنة فما بالكم اليوم وبعد مرور أكثر من سبعة عشر عام من الاحتلال؟

تسلك المخابرات الأمريكية طرق عدة في تحديد واصابة اهدافها ومن بين تلك الطرق هي مواقع التواصل الاجتماعي (سوشيل ميديا) فمن منكم يعلم أن عملاء وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إي) يقرأون ما يصل إلى خمسة ملايين تغريدة ومنشور يوميا وهذا ما اثبتته وسائل إعلام المانية رسمية مرتبطة بالجهاز الأمني الالماني وبذلك تتمكن الوكالة من معرفة ردود فعل الجمهور على الأحداث العالمية والمحلية ولأن العراق الساحة الأهم لدى الإدارة الأمريكية فأنها تعلم بتفاصيل ردات الفعل الناتجة من مستخدمي هذه المواقع !

أن عملية أحداث الفوضى في العراق هدف امريكا الأول والاهم في هذا الوقت وهي تقوم بعمليات اغتيال نوعية وذكية للغاية فهي لم تغتال رواد مواقع التواصل الاجتماعي المناهضين للسياسة الأمريكية بل انها تضرب من يحسبهم البعض بأنهم اصدقاء امريكا او المناهضين للحكومات المتعاقبة ليكون الاتهام المبّيت جاهزاً لضرب خصومهم وبالنتيجة فأنها أكثر المستفيدين من ردات الفعل “الشعبية الموجهة” والسلبية بأتجاه أحزاب وكيانات سياسية وفصائل قاومت الوجود الأمريكي سياسياً وعسكرياً .

لك أن تتخيل أن أحد ضحايا عمليات الاغتيال الغادرة حدثت لأحد الناشطين بعد ساعات من نشره لمنشور اتهم فيه الضحية فريق سياسي مناهض للوجود الأمريكي بأنه سيكون هدفهم في المستقبل القريب وهذا ما يؤكد ضلوع المخابرات الأمريكية في عملية الاغتيال ومن الباب المنطقي للبحث عن المستفيد والمتصرر من هذه العمليات نجد أن واشنطن أكثر المستفيدين عكس القوى المناهضة للوجود الأمريكي الذي لحق بها ضرر تلك العمليات بفعل الإعلام الموجه والمؤدلج.

فنون الاغتيال الأمريكي السبعة الشهيرة لم تعد ناجحة في الوقت الراهن وإن ما يسلكه الأمريكيون من طرق في العراق يشبه إلى حد كبير استخدامهم للمادة الكيميائية التي وضعتها المخابرات الأمريكية في علبة سيكار ترسل للزعيم الكوبي (كاسترو) في ستينيات القرن الماضي على أمل أن يدخن سيكاراً قبل إلقائه خطاب له، ما قد يدخله في حالة هلوسة فينفضح أمام ملايين من انصاره ، لذلك فعلى ما يبدو مع فارق التشبيه طبعاً أن أمريكا بدأت فعلياً بوضع مادتها الكيميائية (كاتم الاغتيال) في سيكار من يناهضها سعياً منها لأسقاط هيبة معارضيها وازاحتهم بأقل الخسائر فما تحتاجه الآن علبة من رصاص ومسدس كاتم للصوت وجهاز كمبيوتر يراقب حسابات الناشطين وحكومة لا توفر الحماية لأفراد شعبها موالياً كان ام مناهض ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى