أحدث الأخبارشؤون امريكية

في امريكا الحصول على أكبر عدد من أصوات الناخبين لا يضمن الفوز

مجلة تحليلات العصر-د بلال الخليفة

بالرغم من أن انتخابات الرئاسة الأميركية تتم عن طريق الاقتراع الشعبي المباشر بأن يذهب الناخبون إلى صناديق الاقتراع ويختاروا الرئيس من بين المتنافسين، فإن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد.
فالمرشح الذي يحصل على أكبر عددِ من أصوات الناخبين لن يكون بالضرورة الرئيس القادم للبلاد، بل سيظل مصيره رهنا بيد مجموعة تسمى المجمع الانتخابي أو الكلية الانتخابية (Electoral College). حيث إن المجمع الانتخابي يتكون من 538 مندوباً.
المجمع الانتخابي هو مجموعة من الأشخاص الذين ترشحهم كل ولاية، ليصبحوا ممثلين لها في فترة الرئاسيات.
وتختار بعض الولايات ممثليها بالتصويت الشعبي عبر وضعهم على ورقة الاقتراع‎، وهناك ولايات أخرى تختارهم خلال المؤتمرات العامة للأحزاب في الولاية، أو يختارهم الكونغرس المحلي لكل ولاية.
ولدخول البيت الأبيض يحتاج المرشحان للرئاسة الأمريكية إلى 270 صوتاً -أي النصف زائد واحد- على الأقل من مجمل أصوات أعضاء “المجمع الانتخابي” البالغ عددهم 538 مندوباً، أي ما يوازي عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي. ولكل ولاية أمريكية عدد معين من الأصوات داخل هذا المجمع بحسب عدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونغرس الأمريكي.
من المهم الإشارة إلى أن ولاية كاليفورنيا، أكبر الولايات الأمريكية من حيث عدد السكان، لها 55 صوتاً في المجمع، في حين تبلغ عدد أصوات فلوريدا 27 صوتاً، بينما تملك ولاية داكوتا الشمالية ثلاثة أصوات فقط.
وباستثناء ولايتي نيبراسكا وماين، اللتين تطبقان نظاماً نسبياً، تسري قاعدة ثابتة طبقاً للنظام الانتخابي الأمريكي: من يحصل على أغلبية أصوات الناخبين في إحدى الولايات، يحصل على جميع أصوات أعضاء المجمع الانتخابي الممثلين لهذه الولاية. فمجرد حصول أحد المرشحين على أغلبية بسيطة في ولاية كاليفورنيا على سبيل المثال، يفوز المرشح الانتخابي بعدها بجميع أصوات المجمع الانتخابي للولاية البالغ عددها 55 صوتاً.
الان نسيق امثلة لرؤساء خسروا بالانتخابات العامة لكنهم اصبحوا رؤساء بالتصويت داخل المجمع الانتخابي.
1- جون كوينسي أدامز
سنة 1824 عرفت الولايات المتحدة حدثا غير مسبوق، عندما حكمها لأول مرة رئيس لم يحصل على أغلبية أصوات الأميركيين. ففي الانتخابات الرئاسية لم يحصل جون كوينسي أدامز على أغلبية الأصوات أمام منافسه أندرو جاكسون الذي حصد 38 ألف صوت أكثر من أدامز، وبالرغم من ان جاكسون لم يحصل على العدد الكافي من أصوات الكلية الانتخابية ليحكم البلاد.
فقد حسم مجلس النواب الأمر باختيار أدامز ليكون الرئيس الأميركي الجديد.

2- روثرفورد هيز
أصبح الرئيس الـ 19 لأميركا رغم فوز منافسه الديموقراطي صامويل تيلدن سنة 1876بأغلبية الأصوات الشعبية، لكن الرئيس الـ 19 للولايات المتحدة فاز حينها بفارق صوت واحد من أصوات الكلية الانتخابية التي تحدد من هو الرئيس.

3- بنجامين هاريسون
السيناريوهان السابقان تكررا من جديد سنة 1888 حين أصبح بنجامين هاريسون الرئيس الـ 23 للبلاد رغم خسارته الأصوات الشعبية بفارق 90 ألف صوت أمام منافسه الديموقراطي جروفر كليفلاند.

4- جورج بوش الابن
وفي انتخابات عام 2000، فاز جورج بوش الابن بالانتخابات آنذاك على الرغم من أنه حصل على أصوات أقل من منافسه الديمقراطي آل غور بفارق 540 ألف صوت وذلك لأن بوش حصل على أغلبية أصوات المجمع الانتخابي (271 صوتاً) ليصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى