أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

في اول حوار له بعد استقالته لمجلة الفكر نلخص ابرز ماجاء في حوار رءيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي يكشف فيه عن ملابسات الاحداث التي جرت إبّان فترة حكومته التي استقالت نهاية العام 2019

مجلة تحليلات العصر الدولية

⭕️عبد المهدي : لم يكن مجيء حكومتنا بسبب امتلاكنا كتلة نيابية. انا تركت المجلس الاعلى في  2015م. وان الموجة التي شهدناها بالبحث عن مستقلين، قد مثلت -في رأيي- حلاً للآخرين وليس حلاً للازمة التي وقفت عندها البلاد في 2018. حاول الاخرون الوصول إلى نتيجة لتجاوز انغلاق مسارات تفسير الكتلة الأكبر، او الوصول لتوازنات مقبولة من قبل القوى السياسية. فكنا حلاً مؤقتاً لهم.

⭕️عبد المهدي ؛الشيعة ليست مفردة مذهبية فقط، وليسوا مجرد اغلبية سكانية. الشيعة لهم ثقل كبير في الثقافة العامة، في التاريخ، وفي التقاليد ناهيك عن الامور الاخرى.  صدام حاول مثلاً ان ينسب نفسه للامام الحسين(ع) وهذه ليست مسألة عادية. هذه مسألة تشير لمحاولة الحاكم التماهي مع الأغلبية، كذلك الخليفة العباسي المأمون هو الآخر حاول التقرب من الامام الرضا(ع) . فاما التماهي او التصادم والقمع و الاستبداد. فإذا لم يعرف المكون الشيعي مصالحه، ولم يكن منصفاً وعادلاً  مع الآخرين فمن الصعب حكم العراق.
⭕️ عبد المهدي ؛اذا لم يفهم الشيعي الوضع الكُردي او الواقع السني او المسيحي او العلماني والثقافات المختلفة فسيضر بمصالحه ومصالح الاخرين والبلاد. لكن على الاخرين ايضاً ان يعرفوا مصالحهم لانه بدون ذلك لن تستقيم المعادلة. فهناك افاق وحدود لكل مكون ومركب فان لم تحدد افاق وحدود الجميع فان الالفة الاجتماعية لن تتحقق وسنؤسس لنظام متصادم وليس منسجماً ومتصالحاً.
⭕️: عبد المهدي :على العقل الشيعي، والعقول الاخرى ايضاً ان تكون ناضجة اذ اردنا الوصول الى الحكم الراشد العادل والاستقرار ليترك لمفهوم المواطنة ان تنجج وتصبح حاكمة ومستدامة ما دامت مستبطنة لمصالح الجميع.
⭕️ عبد المهدي : لم تعرف الاغلبية الشيعية وكذلك بقية المكونات مصالحها وحدودها وافاقها، وبقي كل طرف مغلق على نفسه ومنفصل في وعيه وسلوكه العميق عن الاخرين فمن الصعب تحديد الوطنية وتفعيل قوة الشعب

⭕️عبد المهدي : نحن عشنا مراحل اخطر، ما قبل 2003م وبعده. ففي الصراع الأمريكي–الإيراني، كانت أمريكا تعرف الخطوط الحمراء الإيرانية في العراق فلا تمسها.

⭕️ عبد المهدي : الشهيد قاسم سليماني(رحمه الله) كان دائما مكشوفاً وكان يمكن استهدافه بسهولة، لكن لم يكن هناك قرار بمستوى الذي حصل في مطار بغداد. بالمقابل الإيراني يعرف الخطوط الحمراء الأمريكية. الطرفان كانا يتصارعان ولهما مواقف مختلفة حول العراق ودورهما فيه ويقومان باعمال محدودة ومحسوبة لا تقترب من الخطوط الحمراء.
⭕️ عبد المهدي : الذي حصل في حكومتي، ان الادارة الأمريكية غيرت قواعد السلوكيات والعلاقات. واذا عدتم إلى المنهاج الوزاري الذي قدمته إلى مجلس النواب،  قلنا نحن لسنا جزء من نظام العقوبات ولسنا جزء من  مقاتلة بلد عندنا معه علاقات دبلوماسية  ونشير بذلك إلى أمريكا.

⭕️ عبد المهدي : دولة العراق ليست جزء من محور المقاومة. والكلام هنا عن الدولة اما الجمهور او قسم من الجمهور فله نقاش اخر.

⭕️ عبد المهدي : بعد 10 ايام من تشكيل الحكومة. بدأ الأمريكان بالقول ليس لدينا ابيض واسود. اما ان تكون معي او ضدي. قلنا لهم: “يمعودين يا جماعة احنا ما نكدر نصير معك لو ضدك”. العراق (كحكومة ودولة) دائماً موقعه  متوازن بين الطرفين، و مبدأ (معي أو ضدي)، يجعلني أما أن اذهب بالضد من جيراني وهذا لا يمكن، او  اذهب  بالضد  منكم وهذا ايضاً لا يمكن، فالعراق دولة ولها التزامات داخلية وخارجية، قالوا لنا ليس عندكم خيار الا ان تكونوا معنا او ضدنا

⭕️ عبد المهدي : كنت على اتصال دائم بكبار المسؤولين خصوصاً وزير الخارجية بومبيو، وكنت اقول له انتم بلد صديق وانا عندي بلد جار، كيف اقف معك  ضد جاري او كيف اقف مع جاري ضدك، او اقول له انت تبعد عني 5000 ميل، ولي تاريخ 5000 سنة مع ايران فكيف اقف ضد ايران… الخ. هذا غير منطقي،  عليكم ان تراعوا الوضع العراقي كون الانحياز الى جانب طرف على حساب آخر غير ممكن. وتصوري ان الامريكان بعملهم هذا يدفعون الكثير من القوى الى صف خصومهم.
هنا بدأت العلاقات بيننا تتوتر، فقد كان اما ان اتراجع عن هذا المبدأ واعرض البلد الى شيء خطر جداً وهذا غير ممكن، او ان ابقى اوازن  قدر الامكان، وهذه المسألة  دفعنا ثمنها.

⭕️ عبد المهدي : بخصوص الحشد الشعبي، عند مجيئنا فان اول الاعمال  التي قمنا بها هي المساواة بين مرتبات الحشد الشعبي والقوات المسلحة، فمن غير المعقول ان قوة مقاتلة تقف و تقاتل وتستشهد، لكنها تاخذ نصف الراتب مما تأخذه بقية القوات المسلحة.

⭕️ عبد المهدي : للحشد الشعبي دوراً مهماً و كبيراً في العراق، وعندما نغيب الحشد الشعبي نرجع إلى نفس قصة  عام 2014م. في عام 2014م كان عندنا ثلاث فرق عسكرية في الموصل. بالمقابل مئات الدواعش احتلوا الموصل. فالروح القتالية وليس العدد هي الاهم، فاذا لم تتوفر كما توفرت لاحقاً عندما التحم الحشد ببقية القوات المسلحة فلن يتحقق النصر في معاركنا.
⭕️ عبد المهدي : مسالة الحشد وشيطنته معناها خيانة لمصالح ليس فقط الشيعة وأنما عموم الشعب العراقي.

⭕️ عبد المهدي : في احدى اجتماعات الائتلاف الوطني العراقي (2006) بعد فوزه في الانتخابات وحصوله على 128 مقعداً وكان الكتلة الاكبر. كان علينا اختيار رئيس الوزراء وجرت داخل الائتلاف انتخابات. حصل الدكتور ابراهيم الجعفري 64 صوتاً، وانا حصلت على 63 صوتاً. وفي كلمتي امام أعضاء الائتلاف قلت: يا اخوان انتم انتخبتم على اساس هذا من “حزب الدعوة” وهذا من “المجلس الاعلى”. هل سألتم المرشحين حول مناهجهم الأمنية، الاقتصادية، السياسية..الخ؟، لم تسألوا كيف تكون ادارة الدولة وانتم اليوم الطرف الحاكم. فلا انتم عبدالكريم قاسم ولا انتم صدام حسين، انتم اليوم كتلة الاغلبية النيابية، فكيف سندير امور وشؤون الدولة؟.

⭕️ عبد المهدي : القوى السياسية لم تراجع نفسها، واصبح همها الفوز بالموقع وتعتبره هو النجاح، ولم يكن همها بناء الدولة والمجتمع، وإعادة تركيب الحياة السياسية في البلد في ظروف جديدة. فمعيار النجاح اصبح وجود احدهم في الموقع وليس مقدار ما يحققه في مشروعه الوظيفي من بناءات

⭕️ عبد المهدي : القوى السياسية دفعت الثمن وانفصلت عن جمهورها. فلم تصمم القوانين الانتخابية على اولوية انعكاس ارادة الشعب في الانتخابات، فكل الهم، هو: كم ساحصل وما هي نسبتي من هذا النظام، وعلى ضوئه اقيّم موقفي من القائمة المغلقة او الدوائر الصغيرة او غيرهما. فالمعيار كم ساكسب من الاصوات

⭕️ عبد المهدي : صراع المدن صعب في العراق. هذا ما كان يعول عليه البعض في تشرين 2019 باثارة صراع شيعي شيعي. لكن الاحداث برهنت ان مثل هذا الصراع ليس سهلاً لعوامل عديدة. نعم قد يحصل صراع حارات لكن صراع مدن صعب جداً ان يحصل الآن.

⭕️ عبد المهدي : العراق ليس بلدا  مفلسا, ففي امريكا تجاوزت ديونها الناتج الوطني الاجمالي، لكنها قوة عالمية وتمتلك الدولار الذي تطبعه فتصدر ازمتها الى الخارج. وكلي يقين بان الوعي ان لم يدرك هذه الحقائق ويصحح المسارات فان انسداد مسارات

⭕️ عبد المهدي : اليوم الجميع يعترف بالتقدم الزراعي، بحيث اقتربنا من الاكتفاء الذاتي في انتاج الحبوب، وهو امر لم يكن يتوقعه اغلب الدارسين والخبراء بما في ذلك الدوليين وكانوا يحكمون بالموت والتراجع المطلق للزراعة وهو من الامور المعقدة التي يصعب التعامل معها. هذا الانجاز الكبير استخفت به في وقتها الاغلبية خصوصاً من القوى السياسية. قالوا انها الامطار ولا شيء اخر وركزوا على الحرائق الطبيعية او التي كانت تفتعلها داعش. اما منهجنا فكان مدروساً فاقترضنا الاموال من خارج الموازنة على ان نسددها من فوارق الاستيراد، ووعدنا المزارعين بالتسديد السريع حتى لمن هو خارج الخطة، وغيرنا من رؤيتنا للخطة المائية، ووفرنا المخازن للخزن من الصبات الكونكريتية التي رفعناها من الشوارع، فتضاعف الانتاج في 2019 عما كان عليه في 2018، وارتفع في 2020 الى حوالي 5.5 مليون طن من الحنطة وهذا يقترب من الاكتفاء الذاتي

⭕️ عبد المهدي : عندما نرفض الوقوف مع العقوبات الامريكية على ايران فلان مبدأ العقوبات خاطىء، اضر ودمر العراق في الماضي،  ولانه يضر بمصالح العراق حالياً وتاريخياً ويدفعنا الى موقف عدائي، وهذا اخطر من عدم الخضوع لسياسة امريكية خاطئة ستتغير يقيناً كما يعلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى