شؤون امريكية

في حال فوز بايدن

مجلة تحليلات العصر

 

إذا فاز المرشح الديموقراطي جو بايدن، فإن السياسة الامريكية الخارجية ممكن ان تشهد انفتاحا اكثر على الحلفاء التقليديين مثل المانيا وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها، سيعود بايدن لهم بعد ان أثار الرئيس ترمب استياءهم أكثر من مرة خلال الأعوام الأربعة الماضية. فيما سيكون أقل حميمية مع البعض الآخر المقربين من ترمب مثل السعودية والامارات وتركيا.

أما مايتعلق بإيران، فإن معظم المراقبين والمختصين يعتقدون أن بايدن سيعود الى الاتفاق النووي وسيعمل مع الدول الخمس لإحياء هذه الاتفاقية بشكل او بآخر، ولكن هذه النظرة لا تأخذ بعين الاعتبار عاملين مهمين، أولا ان ترمب قد يعمل في الشهرين القادمين من فترة رئاسته المتبقية على اتخاذ قرارات حاسمة سيحول دون العودة السهلة للاتفاق النووي، أما العامل الثاني والاهم فإن إيران قد تكون هي من لا تود العودة الى الاتفاق النووي علما ان المرشد الأعلى والمحافظين كانوا ضد الاتفاق النووي، وسيكون هناك سباق رئاسي ايراني محموم في غضون الأشهر القادمة ومن المتوقع فوز المحافظين في هذا السباق وهذا يعني التشدد الأكثر في السياسة الإيرانية. بمعنى آخر أن الانفتاح نحو ايران مستبعد في الأمد القريب وستبقى السياسة الامريكية على حالها إن لم تشهد تشددا اكثر من قبل أحد الطرفين أو كلاهما.

بما يتعلق بسياسة بايدن تجاه العراق، فانه ليس متوقعاً ان تشهد سياسة إدارة بايدن تحولا جذريا بما يتعلق بالعراق، حيث يرى مراقبون بأن المشاكل الداخلية وانشغاله بمعالجة مخلفات الوباء وتداعياته الاقتصادية داخليا سيجعله في غنى عن أي اهتمام يذكر بالخارج على الأقل في العام الأول، والعراق لن يشكل أي اهتمام جوهري في السياسة الامريكية في المنطقة.

وستعمد الإدارة الامريكية الجديدة الى الإبقاء على الملف العراقي لدى وزارة الخارجية والمختصين فيها مع الاستمرار في التحالف الدولي لمحاربة داعش، وبذلك فأن الدعم الأمريكي للعراق لن يشهد تحولا جذريا سابقه، ولن يكون هناك دعم مالي يذكر سوى ماتقدمه حاليا المؤسسات الأمنية والإنسانية الأمريكية عبر قواتها ومنظماتها العاملة في العراق وعلى نحو خاص المعنية بملف النازحين وإعادة اعمار المناطق المحررة ولو بشكل محدود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى