أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالكويت

في ذكرى احتلال الكويت، لله ثم للتاريخ

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبد المنان السنبلي

عندما صوتت اليمن ضد مشروع القرارٍ الأمميٍ الذي أجاز التدخل العسكري الأجنبي في العراق مطلع تسعينيات القرن الماضي، لم تكن بذلك في حقيقة الامر ضد فكرة تحرير الكويت، وإنما كانت ضد فكرة التدخل الأجنبي في المنطقة وضرب العراق .
في الحقيقة لقد بدت اليمن يومها كما لو أنها بموقفها القومي المعلن ذلك تغرد خارج السرب لا لشيءٍ إلا لأن أمريكا لم تكن تريد لذلك الموقف أن يكون، وتبعها بطبيعة الحال العرب والذين بدورهم أعطوا ذلك الموقف تفسيراتٍ وتأويلاتٍ لم تكن في حقيقتها إلا من نسج الخيال، فصنفوا اليمن يومها في خانة الدول التي لا تريد للكويت أن تتحرر مع أن الموقف اليمني كان واضحاً وشفافاً ويقوم على أساس رفض أي تواجد أجنبي في المنطقة وعلى ضرورة إنسحاب العراق من الكويت حتى لو استدعى ذلك استخدام القوة (العربية) لإخراج العراق من الكويت .
الخلاصة، عوقبت اليمن جراء تلك التفسيرات المغلوطة والمتعمدة لموقفها وذلك بطرد أكثر من اثنين مليون عامل من دول الخليج يومها بالإضافة إلى الكثير من العقوبات الإقتصادية والسياسية التي لا مجال لسردها الآن، ومضى العرب تقودهم أمريكا إلى ضرب وتدمير ومحاصرة وتجويع بوابة العرب الشرقية – العراق حتى سقطت العراق، فماذا كانت النتيجة ؟!
هاهم العرب اليوم يعيشون واقع ما بعد سقوط العراق تشتتاً وفرقةً وانبطاحا ! وهاهي أمريكا باقيةٌ في المنطقة تعبث بأمنها واستقرارها وثرواتها وأموالها تحت مسمياتٍ وعناوين مختلفة، فلا يردعها رادعٌ ولا يمنعها مانع !
وكما صوروا العراق أنه (بعبعٌ) ذات يوم ليمرروا مخططاتهم التآمرية ضد الأمة، هاهم اليوم يصورون إيران (بعبعاً) آخر لهؤلاء الأعراب بعد العراق ليستمروا في إنفاذ ذلكم المخطط في تفكيك وتدمير الأمة والنيل منها وعلى يد من ؟!
على يد ذات الأدوات والدمى !
بصراحة .. أكاد أجزم اليوم أن الأحرار من العرب الذين انساقوا وراء هذه المؤامرة جهالةً وبعد أن تكشف لهم حقيقتها يكاد لسان حالهم يقول : (ليتنا تعاطينا مع الموقف اليمني يومها بشيءٍ من الإيجابية والحكمة .. كنا حررنا الكويت وحافظنا على العراق قوياً موحداً وابقينا على أقل القليل من التلاحم ووحدة الموقف والقرار ! آهٍ .. كم كنا أغبياء !)
أما اليمن فهاهي اليوم مازالت تدفع من أمنها واستقرارها وإقتصادها ووحدتها ثمن موقفها القومي ذلك والذي، وإن تجاهلوه يوماً أو شوهوه، لا يمكن أن يتجاهل صدقه وصوابيته التاريخ .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى