Uncategorized

في عيد الحب.. (للكبار فقط)

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبدالملك سام

طوال حياتي ما رأيت شخصا سعى وراء السراب الذي أطلقوا عليه كذبا إسم (حب) إلا وكان كمن فتح على نفسه بابا للشقاء والتعاسة ؛ والسبب يعود لأن هؤلاء خدعوا بالتلبيس المخادع لمهندسي نشر الإباحية والانحلال ، فالعيب ليس في الحب كمفهوم إنساني راقي وهدف إجتماعي ، ولكن العيب في الحب الذي تم تصميمه بالشكل الذي يؤدي إلى تدمير قيم الناس وبالتالي إدخالهم في تعاسة البعد عن الخالق وتعاليمه .

بطبيعة التكوين يميل أدم لحواء ، ومن رحمة الله فقد أرسى لنا قواعد لتأمين سعادة ورخاء هذا اللقاء ، وهذا هو سبب ما نراه من ضوابط وميل لتسهيل هذا الرابط المقدس بين بني البشر ، ومن رحمة الله أيضا أن جعل لهذا الإجتماع قدسية يؤجر بها من أراد أن يستمتع بهذه النعمة ، وفعلا نجد أن أكثر الأزواج سعادة هم من كانت قلوبهم ممتلئة بحب الله . أما تلك القلوب الغافلة والضائعة فلم تنال سوى التعاسة والشقاء ، فالشهوات مثلها مثل الماء المالح كلما شربت منه زاد عطشك وما أرتويت !

ينفق اليهود والشياطين الكثير من الأموال – رغم حبهم الجم له – على نشر الخداع من خلال وسائل الإعلام المختلفة ، وهم في ذلك يحاولون نشر الانحلال والفساد ، وتضييع الأسرة ، والتحريض على الخيانة ، وتفكيك المجتمعات . وفعلا حققوا الكثير من أهدافهم الهدامة ، فمثلا نجد أن أكثر من 40% من الأمريكيين يعيشون مع أسر بالتبني ، وفي بريطانيا حوالي 80% من الأطفال أبناء علاقات غير شرعية ، وعدد الفتيات الائي فقدن عذريتهن قبل الزواج في المجتمع الفرنسي يقترب من 90% ، فهل هذه المجتمعات سعيدة ؟! أم أن الوضع المنحل هذا أدى للتعاسة وما يرافقها من تفكك الأسر وإنتشار الطلاق وأنتشار الآفات الإجتماعية ؟!

في مجتمعاتنا أيضا هناك آفات تسببت فيها هذه الثقافات ، فأصبحت مجتمعاتنا تميل إلى عدم الإستقرار كلما تغلغلت ثقافة الانحلال فيها أكثر ، وعبر مسلسلات وأفلام وقصص ومنظمات زادت تعاستنا كلما أبتعدنا عن القيم والأخلاق ، فأنتشر الفساد ، وتوترت العلاقات بين الزوجين الذين كان يفترض أن تكون علاقتهم مودة ورحمة ، وزادت حدة العنف وسوء الفهم ، وتشوهت أجيال بكاملها حتى أصبحت مجتمعاتنا سهلة الإختراق والإستعباد ، وأنتشرت عادات كالمغالاة في المهور وتأخر سن الزواج وإنتشار الطلاق السريع ، وزادت تعاسة الشباب والشابات ، والله وحده يعلم ما نحن مقدمون عليه إذا لم نصحو !

الحب في حد ذاته ليس جريمة ، ولكن ما يتم الترويج له ليس حب الزوج لزوجته ، بل هو بعيد كل البعد عن ذلك . هو حب للشذوذ الذي يقدم على أنه طبيعي ، وإستغلال للغرائز لإستباحة كل أمر أمرنا الله به ، بل هو حب لمعصية الخالق ، ومن الطبيعي أن يقودنا هذا كله للتعاسة والندم ! نريد حبا يقربنا من الله ، وهذا هو ما سيجعلنا نقترب من بعضنا . عندها فقط يحق لنا أن نحتفي ببعضنا ، لا أن نحتفل بعيد لا يمت لأخلاقنا وقيمنا بصلة . نريد حبا لا يجر علينا ندما ، ولا يوجع لبعضنا قلبا ، ولا يجعلنا عرضة للإنحدار عن إنسانيتنا وشرفنا ، وليذهب الفلانتاين إلى الجحيم .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى