أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

في معركة المركزي … من نجح عباس أم حماس

مجلة تحليلات العصر الدولية

من نجح في المعركة السياسية التي اندلعت خلال الأيام الماضية على انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بين الفريقين، الأقلية مع، والاغلبية ضد.
نتائج المعركة تقول ان عباس انتصر في هذه المعركة، ليس لأنه نجح في عقد المجلس، وليس لأنه نجح في تأمين النصاب العددي لانعقاده، وليس لأنه نجح في تعيين من يريد ومن يرضى عنهم العدو في المقاعد الشاغرة في المجلس الوطني وفي اللجنة التنفيذية.
بل لأنه نجح في حشر الكل الفلسطيني بمن فيهم حماس في معركة التمثيل الفلسطيني في حدود المؤسسات التي يستأثر بترأسها، والتي تعترف بالعدو.
وبدا فقد ضمن عباس عدم خروج حماس معها الجهاد وغيرها في بحثها عن المشاركة في التمثيل الرسمي للقضية والشعب والثورة الفلسطينية عن السقف الذي حدده سابقا النظام العربي الرسمي ومن خلفه الأمريكي والاوربي.
إلا أن حماس تظن أنها هي من فازت في معركة المجلس المركزي، نظرا لنجاحها في تأمين أغلبية فلسطينية فصائلية وقوى وشخصيات فلسطينية من داخل ومن خارج مؤسسات المنظمة معارضة لاجتماع المركزي.
إلا أن الواقع يقول أن الجميع، الخاسر والرابح، المؤيد والمعارض، يرزح تحت السقف المنخفض والأجندة التي حددها عباس وفريقه لمسار القضية التائهة في عبثية التجارب الفاشلة.
نجح عباس في حشر خيارات حماس ومعها الجهاد وغيرها في المشاركة في التمثيل الفلسطيني تحت سقف المؤسسات التي حافظت على تحنيط القضية الفلسطينية على مدار أكثر من 65 عاما.
كما نجح عباس في جر حماس وغيرها لخوض معركة حتى لو كسبتها، فلن يضعها ذلك على مسار التحرير، لأن مجرد كسبها سيمثل فاتحة لمعارك داخلية لا تنتهي مع الشركاء الباحثين عن المحاصصة فيما يعتقدونه غنيمة.
من قال أن المشاركة في المنظمة ومؤسساتها هو الحل الوحيد لإخراج القضية الفلسطينية من جب التمزق والانقسام، علما أن محاولة المشاركة في المنظمة ومؤسساتها هو السبب الرئيس للانقسام، نظرا لخوف عباس وفريقه من التنحي عن سدة القيادة بعدما فقدوا الأغلبية لصالح حماس ومعها قوى المقاومة.
أستغرب من انسياق الجميع لإضفاء هالة من القداسة على المنظمة ومؤسساتها، علما أن قداسة أي منظمة أو مؤسسة مرتبط بمدى تحقيقها للأهداف التي تحكم عملها والتي انطلقت من أجل تحقيقها، فاذا فشلت المنظمة ومؤسساتها في تحقيق الأهداف والمصالح العليا للثورة والشعب الفلسطيني، فلا حصانة ولا قداسة لها، ما يفرض على العقلاء البحث عن بدائل أكثر جدوى.
ومن هنا فلا غرابة من إصرار عباس وفريقه على إضفاء هالة القداسة على المنظمة ومؤسساتها، فهذه الهالة الكاذبة من القداسة هي من يؤمن لهم الاستئثار والاستمرار في السيطرة والاستفراد بقيادتها.
فهل تعلمت حماس ومن معها من قوى المقاومة الدرس واستخلصت العبر، أن ستبقى رهينة سقف عباس وأجندته المشوهة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى