أحدث الأخبارالعراقايرانمحور المقاومة

قاآني إيران.. الشريك الحيوي والضرورة الأستراتيجية

مجلة تحليلات العصر الدولية - علي فضل الله

العراق وملفاته الساخنة يحظى بإهتمام القيادة الايرانية..
فإيران الدولة الجارة، لديها جوار جغرافي مع العراق وشراكة استراتيجية مع بعض الفاعلين السياسين في بلدنا، والجارة إيران تدرك جيدا” إرتباك المشهد السياسي والأمني في العراق، والذي قد ينعكس سلبا على الجغرافية والوضع الايراني، وهذا ما يجعل القيادات الإيرانية متخوفة من الأحداث في العراق وتسارعها، لذا فهي حريصة على التواصل مع الحكومة العراقية من جهة ومع الفاعلين في العملية السياسية من ساسة العراق من جهة أخرى.. فالعراق بطبقته السياسية المتسلطة على المشهد السياسي، قاصرة بمفردها وإنقساماتها، بأن تواجه هذه الفوضى العارمة وهذا التدافع الدولي على جغرافية العراق، وعليه ليس معيبا” أن نعمل على تحقيق شراكة إقليمية ودولية، من أجل الحفاظ على المكتسبات الأمنية التي تحققت في المرحلة السابقة.
وهنا لا بد أن نستحضر أمور عدة ونطرح تساؤلات تحفز الذاكرة العراقية التي قد تكون أصيبت بالنسيان أو الزهايمر السياسي، من أجل المفاضلة الواقعية والمنطقية لتحديد بوصلة الشراكة النافعة للعراق في تحقيق مصالحه العليا،، هنا نعود لطرح التساؤلات(الأستراتيجية والحيوية)؛

#من كان وراء داعش وتنمره على العراق والمنطقة؟
داعش نتاج امريكي بأمتياز تعود هذه السلالة الارهابية إلى سلفهم الطالح الجماعات الوهابية ولا أريد أسهب بالتفاصيل وكان للدعم الخليجي سواء بالموارد البشرية(البهيمية) والدعم المالي واللوجستي الأثر الكبير من تمكين داعش في سوريا والعراق بالأضافة لتركيا التي كانت ممرا” لوجستيا” لعبور داعش وكذلك كثير من الدول الغربية والدعم الأستخباري.
#من وقف مع العراق؟ ومن الذي وقف متفرجا”؟ أبان دخول داعش وسيطرتها على خمسة محافظات؟
العراق بحكم الأتفاقية الإطارية مع الولايات المتحدة الامريكية توجهت حكومته(نهاية ولاية حكومة المالكي الثانية بطلب مباشر للسفير الأمريكي في العراق، والأمريكان رفضوا تقديم المساعدة وإيقاف تجهيز عقود الأسلحة وبعد ثلاثة أشهر كرر الطلب السيد العبادي عند تسنمه وكان الرفض الأمريكي حاضر، هذا الموقف كان يشابهه موقف دول الخليج والدول العربية(كانوا يتمتعوا بالتلذذ لمشاهد الذبح الداعشية للعراقيين.
وبنفس الوقت وأثناء دخول داعش بعد ساعات من طلب الحكومة العراقية من الحكومة الأيرانية، تدفقت الأسلحة من أيران بمختلف أنواعها وعبر ممرات برية وجوية وبعد يوم واحد من دخول داعش، وهنا لا بد أن لا ننسى هذه المواقف، ليس فقط لحفظ جميل الأيرانين، بل لمعرفة من يريد الخير للعراق وأهله، ومن يخطط لتدميره وتقسيمه.

#كيف أنتصرنا على داعش؟
إنتصر العراق بثلاث ركائز، لا رابعة لها، فتوى (الجهاد الكفائي) التي أطلقها الإمام السيد السيستاني( دام ظله)
أمًا الركيزة الثانية فكانت تلبية النداء من غياري العراق، فخلال 48 ساعة لبى النداء ثلاثة ملايين متطوع وكانت الأعداد بتزايد مهيب، والتلبية جاءت بالموارد البشرية لسد الأنكسار والنقص في الموارد البشرية لقواتنا المسلحة، بدماء جديدة تحمل عقيدة التضحية التي تستطيع أن تواجه أعتى جيوش العالم، ومن العراقيين من لبى الفتوى بالدعم المالي واللوجستي.
الركيزة الثالة، والتي لولاها لما إكتمل مثلث الإنتصار للعراقيين، تلك الركيزة هي الدعم كبير الذي قدمته إيران على مستوى التسليح أو حضور القيادات العسكرية والأمنية الإيرانية لساحات المواجهة وهذا ما لم تقدمه أية دولة من دول العالم أجمع للعراق، فكانت لوجود تلك القيادات أهمية حيوية، لمعالجة إنكسار القيادات العراقية بل إنهزامها أمام داعش ومنح الثقة للمقاتلين العراقيين بالإضافة إلى إدارة المعارك ضد داعش.
فلكي لا تكون ذاكرة الشعب العراقي مثقوبة، ونصبح عاجزين من أن نميز بين من أراد قتلنا وتهجيرنا من العراق، وبين من قدم لنا خيرة قادته وفتح كل مخازن أسلحته كي ينتصر العراق وشعبه..
هنا أقولها للتأريخ وإزالة البس المفتعل من قبل الأعلام الأصفر الموجه من أعداء الإنسانية والعراق، إن أكذوبة(رفض سياسة المحاور و التمحور) إنما هي كذبة ساقها لنا من كان يعتقد بإنتصار داعش، والأصح هو ضرورة التمحور مع محور إقليمي أو دولي وهذه سمة العلاقات الدولية، وقطعا” ان نجد أفضل وأنقى وأرجح من من ساندنا في لحظة كان العراق قد فقد ثلث أراضيه خلال ثلاثة أيام..
فنحن لسنا نمتلك من القوة العسكرية والإقتصادية والسياسية التي تجعلنا زاهدين بهذا التكنيك السياسي الحديث(التمحور)، وهذه السياسة تعمل بها كبرى دول العالم، بل وحتى أمريكا(التي تعمل على منع العراق من التمحور مع غيرها)لم تخض حربا” بعد هزيمتها في فيتنام، إلا من خلال التمحور وصنع التحالفات الدولية، فلماذا يحل لأمريكا فعل ذلك؟ وهي صاحبة أكبر قوة عسكرية وأقتصادية وتكنلوجية؟ ولكن يحرم على العراق فعل ذلك، ونحن الدولة الواهنة المستباحة.
صديق الصعاب والمحن.. إيران، التي تم إختبار شراكتها مع العراق بأصعب الإمتحانات(حرب داعش والإرهاب)لم تتخلى عن نصرة العراق ودعمه، في الوقت ذاته كانت أمريكا قد تخلت عنا، ولدينا معها عشرات العقود بعشرات المليارات وإتفاقية إستراتيجية إطارية، وهذا ما لم يكن مع إيران..
ويأتي الخونة والمشترى ذممهم من قبل السفارات، أن ينسونا بأكاذيبهم وزيفهم،، تلك الأحداث اليت ميزت بين الغث والسمين وعبر مرحلتين؛
مرة أراد متحللي السفارة الدولارية عبر تجريم مرتكزات النصر (مثلث الإنتصار) المرجعية والحشد وإيران.
وأخرى بمحو ذاكرتنا وإقناعنا إن أمريكا وحليفاتها الخليجية والعربيةوالغربية، إنهم الملائكة المردفين الذين قاتلوا مع قواتنا الأمنية(بينما هم الشياطين التي كانت تتلذذ بتقتيل العراقيين الأبرياء على يد صنيعتهم داعش) وعليه لا بد للعراق أن يتخلى من إيران (مطلب المتحللين$)ويهرول إلى محور الشر والشيطان..
أقول لساسة العراق بعد كل تلك المعطيات والتحديات، لا بد من سياسة المحاور والتمحور لأنها ضرورة أستراتيجية بل حيوية، لمعالجة النقص في مستوى التكنلوجيا والتسليح والإسناد ونكون جزء من جسم دولي كبير ومهاب لا يبتلع من دول الشر ومحوره.. فالبقاء على حالة النفاق السياسي والتذبذب بالعلاقات الدولية، سيدخل العراق في حالة من التيه السياسي، وتجعل وزنه الدولي بوزن القش الذي تذره الريح في يوم عاصف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى