أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

قاسم مصلح الخفاجي .. اختطاف ام اعتقال ؟ اين الصح واين الخطأ ؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - علي الموسوي

انقسم الشارع العراقي بعد محاولة اختطاف او اعتقال القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح الخفاجي ..

رأي اول يزعجه وجود الحشد ويسعده بقاء المحتل بحجة ضرورة دعم الدولة ومؤسساتها كما أنه يبارك للكاظمي على جرأته ويصفها بالصولة لكسر شوكة وقوة الحشد الشعبي على حساب بقاء الجيش والقوى الامنية الاخرى ..

ورأي آخر يعتقد ان مؤسسة الحشد الشعبي مظلومة ومستهدفة على الرغم من كل التضحيات التي قدمتها بطرد الارهابيين الدواعش وحفظ الامن وتقديم الاف الشهداء وبالتالي لولا هذه التضحيات لما كان اليوم اي وجود للنظام السياسي الحالي ..

بالتأكيد هناك فجوة كبيرة بين الرأي الاول والثاني بدأت تكبر وتتحول الى حالة من التهديد والانتقام والاتهام بالاستقواء والعمالة لامريكا وحلفائها او لإيران وحلفائها ..

كمراقبين محايدين نحاول الوقوف على هذا الاتهام وعلينا أن نعود الى اصل المشكلة التي ابتدأت منذ ان وصل داعش الى ابواب بغداد وهدد علنا بهدم وسبي المدن الشيعية المقدسة.. !!
تأسست فكرة الجيش الرديف للجيش العراقي والقوات الأمنية الاخرى وهي الأقرب الى فكرة القوات الشعبية (البسيج) والحرس الثوري الإيراني..
وبمعنى آخر لا يمكن مواجهة المنظمات الارهابية والدواعش التي تحمل ايديلوجيات وافكار دينية وعقائدية الا بقوة عقائدية دينية وطنية تؤمن بطريق الشهادة والاستشهاد وترك الغالي والنفيس والأهل والاحبة من أجل اهداف سامية كبرى ..

بالفعل انتهت وسقطت أسطورة داعش بفضل فتوى متطوعو نداء المرجعية وفصائل الحشد الشعبي الاخرى بعد تخطيط الإدارة الامريكية بادارة الرئيس باراك اوباما ببقاء تنظيم داعش في العراق لثلاثة عقود !!

بعد هذه المقدمة نعود الى عمل الكيانات والاحزاب الشيعية التي صوتت في البرلمان على ضرورة مغادرة القوات الامريكية وانهاء الاحتلال …

فوجئ الجميع بالمماطلة الامريكية ورفض قرار البرلمان العراقي والذي انتهى بتحشيد الشارع العراقي ضد شخص رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي رفض المساومة بالانظمام الى التحالف الامريكي ضد إيران وانهاء وجود الحشد الشعبي وإلغاء الاتفاقية الصينية مع العراق ..

اتهم الرجل بقتل المتظاهرين وتم تهديده بالتصفية الجسدية او تقديمه الى المحاكمة بهد اتهامه الصريح وجود طرف ثالث مسؤول عن قمع المتظاهرين وقتل العديد منهم .. !!

بدأت الفوضى الخلاقة والاعتداءات على مؤسسات الدولة واغلقت المدارس وعلقت المشانق وعاد السحل والتمثيل وكأن التاريخ الاسود لا يريد مفارقة العراقيين ..

وتوجت جميع هذه الأعمال الارهابية باستهداف نائب رئيس مؤسسة الحشد الشعبي القيادي ابو مهدي المهندس وضيف العراق الكبير القائد سليماني رحمهما الله .. ومازال الحشد يتلقى الضربات حتى يومنا هذا ويرجو محاسبة الفاعلين دون جدوى !

غادر عبد المهدي منصبه بعد ان تآمر عليه الصديق والعدو وتخلى عنه اقرب الناس وطالب بإسقاطه بحجة تقويم الحكومة او الاصطفاف مع المعارضة !! وسقط وفق لعبة خسيسة اشترك فيها اطراف شيعية سيحاسبهم الشعب ويلعنهم التاريخ ، وتم الاتفاق بمباركة السفير الامريكي والدول الإقليمية والتشارنة على تقديم مصطفى الكاظمي إلى منصب رئاسة الوزراء ..!

منذ اليوم الاول حذرنا من وصول الكاظمي الذي تعاون مع الصهاينة بتسليم الأرشيف اليهودي العراقي ليقبض الثمن بعد ذلك ويعمل وفق المشروع الامريكي لتفتيت العراق باغتيال المعارضين وأبعاد المخلصين وانهاء مؤسسة الحشد الشعبي وتحويل العراق الى مستعمرة امريكية إسرائيلية..

الان وبعد كل هذه المعطيات هل لنا ان ننتقد حق العراقيين بالدفاع عن انفسهم .. ؟

هل لنا تحميل طرف دون آخر جميع المسؤوليات بتدهور الاوضاع الامنية في البلد !

ان مشكلتنا الحقيقية مع بعض السياسيين الذين يحاولون شرعنة وجود المحتل الامريكي وتقديم كافة التسهيلات له ! وعندما تخترق الأجواء العراقية بالمسيرات الإسرائيلية والأمريكية ويتم استهداف قادتها وابطالها وتقف حكومة بغداد عاجزة ولا تستطيع حتى الاستنكار.. !!
بالتأكيد هذه الاعتداءات ستولد ردود أفعال من الأطراف الاخرى وهو ما يمنح الشرعية الكاملة لعمليات المقاومين ومنهم فصائل الحشد الشعبي ضد المحتل وهو حق يكفله الدستور والقانون الدولي بالدفاع عن النفس حتى لو اختلفنا بالاساليب المتبعة التي نراها احيانا لا تليق بهذه الاسماء الكبيرة ..!

وبهذه المناسبة لابد من الإشارة إلى البصمة الصوتية المنسوبة الى القيادي قاسم مصلح والتي انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي بعد ان تم اعتقاله بتهمة قصف قاعدة الاسد والتي يتحدث بها عن ضرورة الدخول إلى الخضراء واعتقال العملاء وانهاء الامر اي عملية انقلاب عسكري !

من الضروري معرفة ان هذه البصمة لا تعود إلى قاسم مصلح ولا الى شخص ينتمي الى مؤسسة الحشد الشعبي وبتصوري انها منشورة من اعداء مؤسسة الحشد الشعبي وهي محاولة أخرى لتشويه سمعته واظهاره بمظهر المعتدي والمتآمر على العراق ،

ومن الضروري معرفة توجهات مؤسسة الحشد الشعبي التي تعلن باستمرار انها تحت ومع السلطة الشرعية والقانون وهي احد التشكيلات العسكرية المهمة في البلد وليس ميليشيات كما يصفونها وانها مع الدولة لا مع السلطة .. فالسلطة قد تكون فاسدة وعميلة ولكن الدولة تبقى للجميع ولا يمكن مساومتها ..

لقد اخطأ الكاظمي مرة أخرى وفشل فعلا ذريعا بعد اعتقاده ان اعتقال قاسم مصلح سيكون عملية تأديبية لمؤسسة الحشد برمتها وسيعزز مكانته عند القائد الضرورة ، وكان بإمكانه تسليمه لامن الحشد لانه جزء من المؤسسة العسكرية لاتخاذ السياقات القانونية والتحقيق بالاتهامات الصادرة بحقه ..

اخيرا وبعد ما تقدم بتصوري لا يجب ان نتوقع من الاخرين المزيد من انضباط النفس والتعقل ، وكما يقولون للصبر حدود ..

لا بد من التذكير ان العراق يشهد حالة غليان شعبي ثوري لا تقبل وجود المحتل ولا العملاء ، وابناء الحشد يجدون انفسهم بين كماشة الأنضواء تحت إمرة القوات المسلحة وكماشة المحتل الامريكي ، وبتصوري ان الصدام الشامل قادم لا محال ما لم يتم تدارك الامور بتغيير الكاظمي وطرد المحتل الامريكي ومحاسبة المقصرين واجراء الانتخابات في تواريخها المحددة في محاولة لتهدئة الشارع بتقديم المزيد من الخدمات وعودة الهدوء والبناء في العراق الحبيب ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى