أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

قافلة المقاومة تسير، والبعض يَعووي قربها

مجلة تحليلات العص الدولية - إسماعيل النجار

لبنان المُنهار والمأزوم داخلياً والمُنقَسِم على نفسهِ، كل شيء فيه متوقف إلَّا قافلة المقاومَة،فهي تسير في الطريق المستقيم، ومن حولها ذئابُ السفارات، في إشارةإلى أن حجم الألم كبير، ومشهد القافلة مُخيف، لا يتحمله العدو ورُعاتُه وعملاؤه.

المشهد السياسي المُعَقَّد في لبنان مَبنيٌّ على تعليمات صارمة للاعبين، من معلميهم الكبار، لكي يستمروا فيما بدأوا فيه لعَلَّهم يتمكنون من انتزاع شيء من المقاومة، كانوا قد عجَزوا عن الحصول عليه في السياسة، و بقوَّة السلاح.
لقد عَمَّت البلاد منذ ثلاث سنوات مظاهرات وفوضَىَ سياسية ومالية وقضائية، وتركت آثاراً مباشرة على الوضعين الأمني والِاجتماعي، وخلقَت تحوُّلاتٍ جذريةً في الرأي العام، ضد جميع أحزاب لبنان المشاركين في السُلطَة، بما فيها حزب الله، تأثرَت بها بيئَةُ المقاومة،كغيرها بشكلٍ مباشر، وإن بشكلٍ أقلّ،لكن، وبفضل الهدوء والرصانة التي تتمتع بها قيادة الحزب، ودورهُ الكبير في نشر الوعي السياسي لما يحصل على الساحتين الإقليمية واللبنانية ، استطاع أن يُعيد الأغلبية الساحقة من أولَئِكَ الناس إلى المُرَبَّع الأول،إلى ما قبل الِانهيار الكبير.

لكنّ هذا لا يكفي، في ظل آلة إعلامية معادية ضخمة تعمل على نفث السموم وبث الفِتَن، والتحريض على المقاومة وبيئتها، وتعمل ليل نهار لإنجاح مهمتها التي سُخِّرَت لأجل إنجاحها، والتي لأجلها تَمَّ ضَخُّ عشرات المليارات من الدولارات ، على مدىَ عشرين عاماً مَضَت.

ما كانَ مطلوباً، ولا يزال، هوَ خطوات عملية وإجراءآت لتخفيف آثار الأزمة عن المواطنين، وأهمها تأمين المادة الإستهلاكية الأساسية الأولىَ وهيَ مادة “المازوت”.

فكَسَر حزب الله الحصار بجلب المادة التي لم يستطع أعداء المقاومة إلباسها عباءة دينٍ أو مذهبٍ أو منطقة، إذ تمَّ توزيعها على المواطنين بشكلٍ عادل، وبأسعار مدعومة للغاية، ناهيكَ عن الكميات التي تم تقديمها مجاناً لِمَن يستحق.

◦ بَقيَ المشهد السياسيّ الداخليّ معقداً جداً، لِارتباطه بالظروف الإقليميةبشكلٍ مباشر، والذي يُستَهدَفُ به حزبُ الله، من إخوَة له وشركاء في الوطن، خدمَةً لأمريكا وللعدوّ الصهيوني، حيث حاول الحزب إيجاد نقاط التقاء وسطيةً، بين كل الأفرقاء، لحلحلة عُقَد الِاختلاف تلك،لمنع تأثيرها في مسيرة بناء الدولة، لكنه عَجَزَ وَوقفَ مستغرباً، أمام رغبة البعض من الشركاء وتصميمهم على الإصغاء لما تُلَقِّنُهُ إيّاهُ كُلٌّ من الرياض وعوكَر!.

الِانتخابات النيابية القادمة، والمقررة بتاريخ ٢٧ آذار ٢٠٢٢،أو في شهر أيار على أبعَد تقدير، يجري الإعداد لها والِاستعداد، من جميع الأفرقاء السياسيين في لبنان، بخارطة سياسية مختلفة تماماً عن العام ٢٠١٨، بسبب قرار تيار المستقبل عدم ترشيح أيّ مرشّحٍ،في هذه الدورَة الِانتخابية، إذ بغيابهِ يكون لبنان قد فقدَ أهم ركيزة ممثلةٍ للطائفة السُنِّيَة الكريمة في لبنان،
مِما يجعل الأمر أكثَر سهولة على المتربِّصين بهِ، والطامحين بسرقة زعامتهِ، والِاستيلاء على الشارع السني اللبناني، وإجبارهِ على السير في طريق التعصب الطائفي الفتنوي، الذي لا طائلَ منه، والذي جرّبه كثيرون،فلم ينجحوا.

إذاً، فحزبُ الله استطاع المحفاظة على طبيعة عمل وخط سير قافلة مقاومتهُ وبيئَتِه، وقامَ بما يُمليه عليه واجبه من تقديم المساعدات، رغم أنه ليس بديلاً عن الدولة،ولم يبقَ أمامه إلّا معركة سياسية واحدة، يخوض غمارها الآن، هي تثبيت خطوطه الحُمر، أمام كل مَن تُسَوِّل له نفسه استخدام القضاءضده، أو يقوم بالتلاعب بصلاحيات اليونيفيل من أجل تعديلها، بهدف خلق مشاكل وصدامات مع البيئة الحاضنة لهذه المقاومة، كما حصل في بلدة شقرا الجنوبية أول من أمس.

ولكن، في ظل تعليمات أميركية صارمة الى عملائهم في الداخل، بوجوب الِاستمرار بزيادة الضغوطات على قيادة الحزب وبيئتِهِ، بعدم التنازل أو التجاوب مع مطالب الثنائي الشيعي، يرتفع منسوب الخوف من عمليات أمنية، أو اغتيالات تقوم بها إسرائيل وزبانيتها ضد شخصيات حساسة، للِاستثمار على دمها، كما حصل في عامَي ٢٠٠٥ و٢٠٠٦، والتي قد تشكِّل السبب في انفجار داخلي لن تكون خواتيمه شبيهة بخواتيم ٧ أيار ٢٠٠٨، لذلك ندعو الله عَزَّ وَجَل أن يحفط لبنان و يُحَسِّن الختام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى