أحدث الأخبارسوريا

قانون “قيصر” على ماذا أختصر؟؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: د. أحمد الزين

مقدمة: قانون “قيصر” الامريكي يدّعي “حماية المدنيين” السوريين من العنف، الذي يدخل حيز التنفيذ في 17 حزيران/ يونيو 2020، ويهدف الى محاصرة ومعاقبة الرئيس بشار الاسد والنظام السوري لإجباره على القبول بالحل السياسي للأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن 2254 (والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، وليتم التحول السياسي بقيادة سورية). وقد كشف المبعوث الامريكي الى سوريا جيمس جيفري أن امريكا قدمت للأسد عرضاً للحلّ هو بمثابة إملاءات واوامر امريكية لإبطال مفاعيل قانون “قيصر”، تتلخص بالبدء بعملية سياسية وإصلاح سياسي، لا تقود إلى تغيير طبيعة النظام، إنما تطالب بتغيير سلوكه، وعدم تأمينه مأوى للمنظمات الإرهابية (بزعمهم حماس والجهاد وحزب الله)، وعدم توفيره قاعدة لإيران لبسط سيطرتها على المنطقة المحاذية للجولان المحتل، وعدم تنسيقه مع روسيا في المجال العسكري ومنع تمددها وتوسيعها رقعة الاشتباك. هذا القانون غير الشرعي وغير الإنساني يمثل إرهابا وحصارا اقتصاديا جائرا، بمعنى اخر هو معركة بفرض عقوبات اقتصادية، الهدف الاساسي يتمحور حول تأمين أمن “إسرائيل” وحماية وجودها وضمان تفوقها العسكري وهيمنتها وسيطرتها على فلسطين المحتلة وبلدان المنطقة، وإضعاف اي قوة وإزالة أي خطر يهدد مصيرها الوجودي.
وهو قانون امريكي احادي الجانب خارج منظومة شرعية الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي يفرضه منطق القوة وقوة الاستعلاء والتفوق العسكري والاقتصادي، ولا يتوافق ابدا مع قوانين ومواثيق المنظمات الدولية والاعراف السياسية والدبلوماسية، ويشكل إنتهاكا صارخا للقوانين والمبادىء الإنسانية، وهو مستنكر ومدان بكل المقاييس القانونية والشرعية والأخلاقية والإنسانية والحضارية والأديان السماوية..
قانون “قيصر” سيبقى حبرا على ورق او وجهة نظر.. كمن يسمع جَعجعةَ الطاحونة ولا يرى طِحيناً.. ولا أثر..!!
______________

كلامٌ منثورٌ مُقفّىً لهُ فَواصلُ، عن رؤية مختلفة على ماذا أختصر؟؟
قانون “قيصر” هو كل ما في الامر انه جريمة تختصر، خُطّ في كلمات واسطر، وبنود في صفحات وأقرّ، وُقعه الكونغرس وترامب ونُشر، للغدر والتلويح بالنار والنذر، انه بمثابة إعلان حرب كالجمر المستعر، أنّها تَـرمِي بِـشررٍ كالقَصر، انه تمجيد قوة البعبع الامريكي للهيمنة والقهر، من مجرم متغطرس متكبر، من مستعمر ناهب مستكبر..
قانون “قيصر” يمثل تهويلا على سوريا وتهديدها بالعصا والجزر، وفرض عقوبات اقتصادية وحصار واكثر، لتجويع شعب مقاوم عزيز أبيّ حضر، خاض الميدان والوغى وانتصر، على الحرب الكونية والإعراب الحمر، وقضى على الإرهاب والتكفير والكفر، ومشاريع التفتيت والامارة وولي الامر، أذناب من شذاذ الافاق وقوى بالوكالة عن محور، مثلث الشيطان والشرّ، من بني سعود وبني صهيون ورعاة البقر..
قانون “قيصر” يستهدف كيانات لبنان وروسيا وايران والاحرار، والشركات والافراد والتجّار، وكل من يتعاقد لصالح الدولة ويجلب الدولار، وعلى الوزراء والنواب وقادة العسكر والحرس وبشّار، ويمتد تداعياته على منع الاستيراد والانتاج والاستفادة من الطاقة نفط وغاز في البرّ والبحار، ووقف التعاملات التجارية والمالية والاستثمار، ومنع صيانة الاليات العسكرية والطائرات والمطار..
قانون “قيصر” يهدف حرمان الاسد ومحوره من الاحتفاء بالنصر، وسد اي فرصة لتوظيفه سياسيا ولا يستثمر، في الانتخابات والتسوية السياسية والحوار، والكيد والكيل بأعُذر من أنُذر، بالضغط على اللاجئين السوريين في الخارج لعدم التصويت للرئيس بشار، ظنا ان بقائه في السلطة سيكون أقصر، وخطط إعادة أعمار سوريا تتعثر، ومراقبة المصرف المركزي والساسة والعسكر، وتدهور سعر العملة الوطنية مقابل الدولار، وإنخفاض القيمة الشرائية لليرة السورية بالغلاء والإحتكار، وإضعاف اقتصاد سوريا حتى تستسلم وتتقهقر، حلم “ترامب” بعيد المنال لن يتحقق ما بقي الدهر، سوريا بلد الحضارة والتطور والفنون والاداب والشعر والفكر، وتحتضن اترابها مقام السيدة زينب الحوراء من أهل البيت الطهر، يحميها الله ربّ الارض والسماء الاقوى والاكبر، وقوى المقاومة واصدقاءها وحلفاءها ومحور، متحد متماسك متعاون وفيّ صادق قوي مقتدر..
قانون “قيصر” يحمل في طياته طبيعة عدوانية ووصمة عار، ولقيم الإنسانية إنتكاسة وإنكسار، هو انتقام امريكي من كل أشوس مغوار، بعد هزائمها في الجو والبحر والبرّ، وكسر هيبتها ونظامها أحادي القطب المنهار، من وطأة العنصرية وموجات من العنف والتظاهر، وسوء إدارة أزمة كورونا والبطالة وشدة الحرائق والدمار، والتسريح الوظيفي والكساد الاقتصادي وأسعار النفط في إنهيار، امريكا تذوق ما تجرعته من ظلمها وجورها الامصار، حكمة بالغة وعدالة وعقابا اليما من الربّ العادل الجبار..
قانون “قيصر” صيغَ لحماية أمن “إسرائيل” الغازية الآتية من خلف البحار، لتلهينا بلقمتنا وتنفذ في غفلة “صفقة القرن” وضم الضفة الغربية والاغوار، وتوطين الفلسطينيين في بلاد الشتات والإقفار، لذا المعركة تتطلب تحديا وثباتا ومزيدا من العزم والقوة والاقتدار، ليس بتقديم بيانات إدانة وشجب وإستنكار، بل معادلة ردع استراتيجية لفك الطوق والحصار، لن ننتظر حتى نصل الى حافة الانفجار، لن نجوع لن نركع قالها سيد الانتصار، وسيبقى السلاح في أيدينا وسيبقى الكفاح وخيار المقاومة انجع خيار، تصميم على المواجهة تلحق بالعدو الهزيمة والدمار، وقتل كل من يريد بنا الأذى والاضرار، وخنقنا “لا استطيع التنفس” كمثال من وُضع على غرار، “كلا” سنفتص من إجرام “ترامب” وسياسته العنصرية والعبودية والإستكبار، وإجرام “نتن ياهو” وسياسته الاستيطانية والاحتلال والاستعمار، وإجرام “محمد بن سلمان” وسياسته الإرهابية والتكفير والقتل بالمنشار.. قسما سنثأر لدماء الاطفال والنسوة والعجزة والشهداء الأبرار، والقادة الشيخ والسيد وسليماني والمهندس الاخيار، ولكل جرائم وإرهاب التحالف الامريكي الصهيوني السعودي في اليمن وفلسطين والعراق وسوريا ولبنان وإيران وافغانستان والديار..
امريكا ليس قدر، ولنا في التاريخ دروس وعبر.. الم يقل محمد (ص) المصطفى المختار، صبرا ال ياسر وعمار ، بعد ما ذاقا عذاب الكفار، فإن موعدكم جنّة وأنهار، وكل ما قام على الظلم والبغي سيهدم وينهار، هذا وعد الله الجبّار القهّار، والذي قال: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.. وعدا سنصلي في القدس لن يطول الإنتظار، وحتما “إسرائيل” في زوال واندثار، وامريكا ستنكفأ حكما وإلا مصيرها وشيك الانتحار، وقطعا السعودية ذيل تابع ضعيف الاثر أضحى كالغبار، سينتهي في زوبعة فنجان أو إعصار..
الخاتمة: اللهم زدّنا يسرا ولطفا وسترا، وعلى مقاومينا ومناصرينا قوة وعزما وصبرا، وجازيهم ثوابا وخيرا واجرا، وحقق لنا على اعدائنا غلبا ونصرا، تثبيتا لما أتيت به سنّة وقدرا، ومن أصدق من الله قيلا وخبرا، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى