أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

قراءة أخرى في ابعاد استعراض حركة ربع الله

مجلة تحليلات العصر الدولية - ابو حسن الكعبي

أثار استعراض جماعة ربع الله اليوم في بغداد ردود أفعال ناقدة ومؤيدة،ونحن لن نعلق على كل ما ورد حول الاستعراض الذي قامت به حركة ربع الله ولكننا سأنتوقف عند أهم الأبعاد في هذا الاستعراض والذي نعتقد أنه:

١- نجح في جر التيار الصدري إلى فخ الاعتراف ولو ضمنيا بأن كتلة سائرون هي من تقف وراء الإبقاء على سعر صرف الدولار.

٢- إيصال رسالة إلى الكاظمي بعدم السماح له بالتماهي مع الأردنيين والمصريين باتفاقات قد تجري عند زيارتهم إلى العراق قريبا على حساب مصالح العراق والعراقيين أو الذهاب بعيدا في اتفاقات تخدم التطبيع.

٣- التمكن من تحييد أو تضعيف التيار الصدري من محاولات السيطرة على التظاهرات التي ربما يتم تفعيلها لاحقا والانفراد بقيادتها وتحويلها لمصلحته الحزبية حيث جعلته في مساحة لا تخرج عن إطار التسقيط والنظر إليها من قبل الجمهور الشعبي بأنه لا يختلف عن الأحزاب السياسية الفاسدة التي تبحث عن النفوذ ومصالحها الحزبية.

٤-عدم تجاهل الجماعة لأصل مشاكل العراق والأزمة التي يعيشها نتيجة الاحتلال الأمريكي،مع التأكيد على رفض التوجه الموجود لدى الكاظمي المؤيد من قبل بعض الكتل السياسية الشيعية والسنية والكردية في استمرار رفع سعر الدولار لأجل تجويع الشعب ومن ثم العمل على استسلامه للتطبيع.

٥- توجيه رسالة ميدانية واضحة ضد الكاظمي وبعض الأطراف الإقليمية وبعض السياسيين المتأمركين بأن جماعة (ربع الله) لديها القدرة على الحسم وأن كافة الأدوات المرتبطة بكم ليس لديها القدرة على المواجهة بل إنها عاجزة أمام وجود المقاومين.

٦- عدم القبول في مداهنة بعض الكتل السياسية وبعض السياسيين للكرد ولاسيما لجماعة مسعود البرزاني في سلب حق المكون الشيعي وكذلك أبناء هذا الشعب بالموازنة العامة للدولة.

٧- كما هو معلوم بأن الواقع الشيعي الراهن في العراق يسوده نوع من الإحباط السياسي الذي ظهر مؤخرا نتيجة الإخفاقات السياسية والاقتصادية والخدمية وايضا بسبب التلاعب بالمشاعر والامزجة الشعبية للجمهور الشيعي من خلال الحرب النفسية والإعلام والإشاعات وبالتالي جاءت عملية الاستعراض لجماعة ربع الله كي تعيد الأمل والثقة للشارع والجمهور الشيعي الذي يعيش ذلك الإحباط ويخفف عنهم آثاره وتموجاته السلبية ويشجعه على المبادرة ومغادرة الجمود.

٨- أعاد استعراض (ربع الله) الهيبة السياسية للوجود الشيعي وأكد على أن الكيان الشيعي يمتلك من عناصر القوة الجاهزة للدفاع عن مصالح هذا الوجود والعراق في أي وقت.

٩- وجهت العملية تحذيرا للقوى الخارجية والداخلية من مغبة التعويل على مرحلة ما قبل الانتخابات القادمة وبعدها تحت الإشراف الدولي لتغيير موازين القوى في الحكومة والبرلمان القادم بأن هذا الأمر صعب ولن يتحقق نتيجة وجود فصائل المقاومة ومنها جماعة (ربع الله)التي لن تقف متفرجه ولا مكتوفة الأيدي لكي تفعل تلك القوى ما يحلو له دون وجود الرادع والمتصدي لكافة مشاريعها في العراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى