أحدث الأخبارالإمارات

قراءة أولية في الاتفاق الإماراتي… الاسرائيلي .

مجلة تحليلات العصر الدولية

هادي بدر الكعبي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء يوم الخميس الماضي وبشكل مفاجئ عن اتفاق وصفه بالتأريخي بين الامارات والكيان الصهيوني، وقال إن الاتفاق جرى برعاية أمريكية.
و هذا الاتفاق قوبل بمعارضة ورفض فلسطيني وإدانة واستنكار شديد ووفقات احتجاجية من قبل فصائل المقاومة حيث تم خلالها ترديد شعارات مناهضة ورافضة لهذا الموضوع.
ولكن هذا الاتفاق يحمل الكثير من الأهداف والغايات ونحن في حقيقة الأمر نحاول وضع تصور اولي عن تلك الأهداف والغايات لكي نضعها في إطارها القريب من الواقع المتمثل بالآتي:

١- يمكن اعتبار الإعلان عن هذا الاتفاق بأنه حركة استعراضية واستفزازية من نتنياهو ليس الهدف منه ما هو معلن بقدر ما هو إظهار لنجاح سياساته الخارجية والعمل على توظيف ذلك النجاح داخليا.
لاسيما وأن نتنياهو يعاني من تهم فساد وأزمات حكومية واحتجاجات تؤكد تراجع شعبيته، الأمر الذي دفعه لأجل هذه المناورة الاستعراضية لكي تعيد الالتفاف الشعبي حوله في مواجهة الضغوط القضائية والسياسية التي تهدد مستقبله السياسي والشخصي.

٢- أرادت إسرائيل الخروج عن سياستها مع العالم العربي والمتمثل بالصفقات السرية إلى الدور المكشوف لتعلن عن وجودها بأنها كتف بكتف ضد إيران وبالتالي إسرائيل تريد الإعلان من خلال الاتفاق عن نفسها ووجودها وأنها تدافع عن مصالحها دون الحاجة إلى السرية.

٣- أن إسرائيل أرادت بهذا الاتفاق الحصول على افضل ضمانة لها بتجنب وجود العداء المستمر ضدها ومحاولة تحويل الرأي العام العربي عموما والخليجي خصوصا لقبولها كأمر واقع كبقية الدول الأخرى.

٤- عملية الاتفاق تدعو إلى جعل عملية الاعتراف بهذا الكيان اللقيط ليس هدف مرحلي وإنما هو هدف استراتيجي يتغلغل في وعي الإنسان الخليجي بضرورة الاستسلام له وتوريث الأبناء هذا الهدف ليصبح سلوكا اجتماعيا لا يمكن التمرد عليه عبر الأجيال القادمة.

٥- يوجد قلق لدى إسرائيل بأن السعودية لم تكن دولة محورية قادرة نيابة عن إسرائيل بالضغط أو الإقناع لدول الخليج بعدم التعامل أو التعاون مع إيران حتى تكون مصد، وقد لاحظت أن هناك ليونة من قبل بعض الدول الخليجية، وفشل سعودي في استقطاب الخليج أو الضغط عليه بأي أسلوب بمنع التعامل مع إيران لذا دخلت هي بنفسها إلى المنطقة وبدءت بدول خليجية ومنها الامارات ومسقط ولا تنتهي بهما.

٦- إسرائيل تخشى أن تقوم إيران بفتح جبهة ضدها من مرتفعات الجولان والتي تبعد حوالي ٧٠ كلم عن دمشق، وهذه الخشية دفعت إسرائيل لكي تبحث عن موقع جغرافي يكون على مرمى حجر من إيران وهذا ما وجدته في الإمارات، فإسرائيل أرادت إرسال رسالة مفادها أن الاقتراب من الحدود عبر سوريا يقابله اقتراب من إيران عبر دول الخليج ومنها سلطنة عمان والإمارات لأن الموقع الجغرافي لدول الخليج ومنها الامارات يوفر لإسرائيل:

أ- القدرة على التواجد الرسمي ضمن القواعد العسكرية في الإمارات والمشاركة مع الدوريات البحرية والجوية في الخليج باجهزته المتطور.

ب- توفر المرونة الكافية للكيان الصهيوني في تثبيت أجهزة التنصت لكشف أغلب الاتصالات السلكية واللاسلكية في إيران.

ت- الاستفادة من هذا الموقع الجغرافي لدولة الإمارات في التعرف على مرافق وطواقم وحركة وأسلوب المناورات العسكرية التي تجريها القوات المسلحة الإيرانية.

ث- العمل على التشويش والاخلال في عمل الرادرات والبطاريات وحتى ربما إيقافها عن العمل.

٧- تريد إسرائيل بهذه العملية أن تعكس مدى قدرتها على التمدد في علاقتها العربية، ولتعلن عن ابتداء مرحلة جديدة في منطقة الخليج الفارسي من خلال البوابة الإماراتية.

٨- كما هو معلوم أن المنطقة مقبلة على تغيرات كبيرة وأن هناك تحول بالخارطة السياسية من بروز لاعبين دوليين واقليميين جدد، وبالتالي كل تلك الأحداث والمتغيرات تجعل إسرائيل تبحث عن ترتيب البيت الخليجي لكي تعزز من وجودها السياسي والأمني والعسكري والاقتصادي والاستراتيجي.

٩- البعد الزمني لإعلان الاتفاق يشيء بوجود تحرش إسرائيلي بإيران نتيجة استغلال الظروف الاقتصادية والصحية التي تمر بها إيران وهذا ما يدعوها للاقتراب أكثر من الحدود الإيرانية بحماية أمريكية من خلال إيجاد اتفاقات أو تفاهمات مع الدول القريبة من إيران ولاسيما الإمارات.

١٠- توجد تقارير أمريكية تؤكد أن فرص ترامب بدءت تتضاءل شيئا فشيئا أمام غريمه جو بايدن لذلك تأتي عملية الإعلان عن هذا الاتفاق كمحاولة لزيادة الرصيد الداخلي لترامب الذي يعاني من تحديات كبيرة في معركته الانتخابية المقبلة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى