أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

قراءة خاصة في قرار مجلس الامن رقم 2624

مجلة تحليلات العصر الدولية - خالد العراسي

قراءتي الخاصة لهذا القرار هو أنه الخطوة الاولى في اطار وقف العدوان ورفع الحصار .
فالقرار من حيث المضمون لم يأتي بجديد فمنذ متى كان من المسموح دخول الاسلحة الى جماعة الانصار حتى نقول بأن القرار يندرج في اطار العقوبات الجديدة ؟
أما عن الجانب الذي اراه ايجابي في هذا القرار هو أنه حدد بالضبط ما هي السلع التي يمنع دخولها وهي “الاسلحة” وهذا معناه أن احتجاز سفن الوقود او الغذاء او الدواء او اي سلعة اخرى يعتبر اجراء مخالف للقرار وبالتالي وجب فتح ميناء الحديدة وانتقال فريق التفتيش الاممي الى الميناء بدلا عن جيبوتي وذلك لضمان عدم احتجاز اي سفن لا تحمل اسلحة وايضا فتح مطار صنعاء مع تحديد الية تضمن عدم دخول اسلحة عبر الرحلات الجوية .
وبالتمعن في هذا الامر نجد أنه يعتبر تنفيذ لشروط الانصار التي وضعوها مقابل اعلان وقف اطلاق النار والمضي الى مفاوضات حيث اشترط الانصار فتح الميناء والمطار .
وهذا ما يفسر توقف استهداف الامارات وهذا التوقف لا يمكن ان يحدث الا في حال وجود مفاوضات سرية وبالتاكيد كرر الانصار شرطهم لاعلان وقف اطلاق النار وهو فتح الميناء والمطار وهذا لم يكن ليتم بدون وجود قرار اممي .
وبالرغم من ان القرار لم يذكر فتح المطار والميناء الا أنه يحدد بوضوح نوعية الحظر المفروض وهذا يعني ان ما دون ذلك يعتبر مخالف للقرار وبالتالي النتيجة البديهية هي فتح المطار والميناء.
لاحظوا معي الدول التي رفضت القرار هل فعلت ذلك تحالفا ودعما للانصار ؟
بالتاكيد هي لم ترفض لهذا السبب وانما لان السعودية توقفت عن شراء الاسلحة منها نظرا للازمة المالية الشديدة التي تمر بها السعودية مما جعلها تحصر صفقات شراء اسلحة محددة(منظومات دفاع حوي وصواريخ وقنابل تدميرية من دول معينة (امريكا وبريطانيا) واستغنت عن شراء بقية انواع الاسلحة من هذه الدول مثل المفلس الذي يتخلى مجبرا عن شراء الكماليات ويكتفي بالاساسيات (راجعوا اخر تاريخ لصفقات شراء السعودية اسلحة من الدول التي رفضت القرار).

ايضا لاحظوا ان القرار تضمن تمديد فترة فريق الخبراء وهذا لصالحنا ايضا وتحالف العدوان هو الطرف الذي يرفض التمديد ويسعى دائما لعدم حدوثه لأن 90 % مما يرد في تقارير فريق الخبراء هي ضد دول العدوان وال10% المتبقية تدين الانصار لكنها افتراءات يمكن دحضها بسهولة وهي ناتجة عن عدم تمكن الفريق للحصول على المعلومات المؤكدة .
لاحظوا ايضا تصويت روسيا والصين لصالح القرار في ظل احتدام ازمة اوكرانيا وتداعياتها .

هناك كثير من المؤشرات تدل أن القرار هو الخطوة الاولى لايقاف العدوان على اليمن بشكل يوحي بأن العدوان توقف نتيجة مفاوضات وليس بسبب هزيمة وانكسار تحالف العدوان أي أنه خروج بماء الوجه وهذا ما طلبته السعودية من امريكا مؤخرا .

الخطوة القادمة هي التي ستحدد الهدف من هذا القرار .
فان كانت خطوات تصعيدية فالقرار تمهيد لعقوبات وتصعيد مع ان التصعيد لا يحتاج الى تمهيد بل على العكس فالتصعيد يتم بشكل مباغت ومفاجئ ولو كان القرار تصعيدي لتضمن ذلك فلن يتم اصدار قرارات لمجلس الامن في فترات متقاربة أي أنه لو كان قرارا تصعيديا لتضمن خطوات التصعيد .
وان تبع هذا القرار خطوات تهدئة وحل للقضايا الانسانية فهذا القرار يعتبر تمهيد فوري وسريع وعاجل لاعلان وقف اطلاق النار والذهاب الى مفاوضات يمنية يمنية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى