أحدث الأخبارالعراق

قراءة في المشهد السياسي العراقي

محمد صادق
العصر-1- الاطار حسموا امرهم وعينوا مرشحهم لرئاسة الوزراء وهم مصرون على المضي قدما نحو بناء الدولة عبر تفكيك العقد واجماعهم وتماسكهم هو المشهد الواضح الى الان . وبهذا يكون الاطار قد قدم المشروع العملي بينما التيار لم يقدم حلا واضحا يمكن السعي للتفاوض حولة بل طرح جملة من المطالب تم رفضها من جميع القوى ومن الموسسات الدستورية .

2- الاطار تمكنوا من اقناع نوعي للمجتمع الدولي ولو مرحليا بمشروعهم ومشروعيتهم بينما يتراجع التيار وتنحسرمقولته التي كان يعول عليها وهي ان الموقف الدولي معه ولطالما شكرهم في تغريداته سابقا .

3- الاطار تمكن ان يخلق قواسم مشتركة اولية بينه وبين باقي القوى( سنة وكرد) دون استثناء والكل متفق على نقاط مهمة وهي المضي في تشكيل الحكومة والسير تحت مظلة الدستور وعدم حل البرلمان وايضا يوجد اجماع على عدم اعادة الانتخابات لعدم جدواها كما ان الظروف القائمة لاتساعد عليها الان .



4- المكون السني حسم امره باختيار من يتولى منصب رئاسة البرلمان. والكرة في ملعب المكونين الاخرين. بسبب موقف التيار ولان المكون الكردي لم يستطع حسم منصب رئيس الجمهورية حتى الان المهم ان الاطار اكد لجمهوره انه لاتوجد لديه مشكلة انما المشكلة لدى الكرد والتيار .

5- الاغلبية الصامتة (60% من الذين لم يشاركوا في الانتخابات من الشعب العراقي )،يبدو انهم ما زالوا بوضع غير مشجع فهم لم يقدموا شي وموقفهم التفرج وكانما الخلاف الشيعي ومصير العملية السياسية لا يعنيهم وان كانت الاستطلاعات تشير الى ان الاغلبية مع الاطار لكن هذه الاغلبية الصامتة غير مستعدة ان تتخذ موقف .

6- الموسسة الدستورية التشريعية ( البرلمان ) معطل ومصادر ويشهد تمرد غير حضاري فهو مسرح للابقار والجمال واللعب والتمرد والممارسات غير الصحيحة مما يضاعف النقمة العامة على التيار ويجعله يخسر الكثير من الراي العام وقطعا خسارته للمكون السني اكثر كون البرلمان موسسة تحت اشرافهم وهي مظهر وجودهم السياسي والدستوري عرفا وقد تاكد للراي العام السني ان الاطار اقرب الى التفاهم معهم وان ممارساته تنسجم مع الدستور وتحترم الوضع العام وحريصة على حقوق ومصالح المكون السني وغيره .

7- حكومة تصريف الاعمال محدودة الولاية وهي في طريقها الى الضعف لوجود اجماع اطاري على عدم التجديد لها وتضاعف الرفض بظهور ملفات فساد واضحة في عهدها وخلافات حول شرعية الكثير من ممارساتها وتاتي استقالة وزير المالية كحلقة اخيرة لعزلها ولم يبق معها من القوى المويدة لها الا التيار الصدري لهذا دعى الكاظمي الى الحوار لانه يريد مغادرة التيار لعله يجد في الاطار والمكونات الاخرى غير التيار امكانية القبول به وهو بهذه الخطوة ابتعد نوعا ما عن التيار .

8- التظاهرات التي قام بها الاطار والتيار اثبتت ان الشارع لايملكه طرف واحد بل هناك تعادل وربما رجحان في كفة الاطار ولهذا لا يستطيع اي من الطرفين الادعاء بانه يمثل الشعب، ولا يحق له فرض ارادته على الاخرين. بعبارة اكثر وضوحا نقول ان التيار الصدري يمثل جمهوره، والاطار التنسيقي يمثل جمهوره ولا يستطيع اي منهما الادعاء بانه يمثل الشعب لوحده.


9- الكل من القوى السياسية باستثناء التيار الصدري يتجه الى تشكيل الحكومة ماعدا ذلك، فان مقترحات مثل الغاء الدستور او تعليقه، او اجراء انتخابات مبكرة، او ما شابه ذلك، فكلها افكار غير عملية ولا تستطيع حل الازمة الحالية وبيان القوى الوطنية كاشف عن هذه الحقيقة .

10- النتيجة التي تنتهي اليها الاحداث هي تشكيل الحكومة بعد ان يحسم الكرد مرشحهم وبعد ان يتم عقد جلسة برلمانية وبعد ان تعلن المفاوضات مع التيار الصدري عن نتيجتها وبعد ان تحسم المحكمة الاتحادية امرها امام التيار الصدري فلم يبق من حل الا الفوضي التي يقودها التيار الصدري وحده معزولا عن الجماهير وباقي القوى او السير الى تشكيل الحكومة مع الصدر او بدونه مهما كلف الثمن . والمرحلة المقبلة تحسمها اما (المفاوضات او المخاصمات) . لذا يضاعف الاطار حرصه على المفاوضات قبل ان تصل النوبة الى المخاصمات

11- توجد احتمالات كبيرة ان يتنازل التيار عن التظاهرات ويتجه الى الحوار او الاعتزال بعد ان فقد جمهوره وتقلص اعداد المتظاهرين الذين لم يبلغ عددهم (200) من سرايا السلام وبعد اخفاق مقتدى في اخراج تظاهرات مليونية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى