أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

قراءة في الهجوم الصاروخي الاسرائيلي على لبنان

مجلة تحليلات العصر الدولية - ابراهيم المهاجر

في عالم الساسية يقال من يضع الخطة يتحكم في نتائجها، وتفشل تلك الخطة اذا دخل في مشورتها أغبياء لايقرأون التاريخ. الذين لايقراون التاريخ محكوم عليهم بجهل مايجري في حاضرهم فكيف بهم قراءة المستقبل. الحرب على لبنان بكل صنوفها سياسية كانت ام اعلامية ام اقتصادية او عسكرية قد لاتنتهي الا بنهاية اسرائيل التي تنفذ تعاليم تلمودية في الشرق الاوسط وخصوصا في العراق وسورية ولبنان. حرب الصواريخ الاخيرة على لبنان لم يكن لها ان تبدأ يوم 5\8\2021 ولم يكن لها ان تستمر 24 ساعة لولا موقف المقاومة الصامد. فالحرب على لبنان ابتدات قبل سنوات. فقد تكفل محور التطبيع مع اسرائيل بالحرب الاعلامية والسياسية والاقتصادية وتكفلت اسرائيل تساندها امريكا برابع صنف من الحروب وهي العسكرية. اعلاميا تكون بالصاق تهم التدهور الذي يلحق بلبنان بسبب حزب الله وسلاحه، وسياسيا بتعطيل تشكيل حكومة تدير مرافق الدولة ليعيش لبنان فراغا سياسيا ثم الحرب الاقتصادية وهي تجفيف البنوك اللبنانية من العملة الصعبة ثم جاءت الهجمة الصاروخية من اسرائيل لتكمل انواع الحروب على لبنان.

ليس من الشك ان نقول كان اطلاق الصواريخ الاسرائيلية على لبنان واختيار الاراضي التي تسقط فيها عملا عشوائيا من دون الرجوع الى مشورة عملاء لها في الداخل اللبناني قد يكونوا قادة لكتل سياسية لها القرار في رسم السياسة اللبنانية. فحدث الاعتداء الاخير بدأ يقرأه حتى المطلع البسيط من خلال الاعتداء على سيارات المقاومة الذاهبين رجالها لاداء مهمات جهادية. هذا الاعتداء على المقاومين لم يكن عفويا من دون تظهيرة لبصمات عملاء من سياسيي الداخل، اذ يتم الاعتذار فيما بعد لحزب الله بعد ان يتم افشال العملية الجهادية ليكون الاعتذار تطييبا للخواطر والخروج مأزق تهمة الخيانة الملصق بالعميل ليس الا.

الهجمة الصاروخية الاسرائيلية على لبنان ماهي الا عبارة عن اختبار لقوة الردع الحالية للمقاومة بغية تغيير قواعد اللعبة وموازين القوى بعد ظهور النتائج. فلو كان رد المقاومة ضعيفا لايحاكي الاعتداء الاسرائيلي سياسيا. لطورت اسرائيل الهجوم على لبنان الى حرب شاملة ربما يدخل الى جانبها (إسرائيل) ضد المقاومة جيوش من دول محور التطبيع الخليجية، التي كانت بالأمس القريب يطبل علماء الفتوى لحكام دولها ان نبوءة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخر الزمان سوف تتحقق وهي ان يتحد اليهود والمسلمين على حرب أقوام تدعي الاسلام وهي خارجة عنه، ويقصدون الشيعة. ومن داخل لبنان يلتحق بالحرب طابور العملاء الحاقد على حزب الله وفي مقدمتهم الأجنحة المسلحة للجهات التي ينتمي اليها المعتدين على سيارات المقاومة لجعل حزب الله يقاتل على جبهتين، خارجية وداخلية، وبذلك تتم تصفيته والمقاومة حفاظا على امن اسرائيل. الا ان رد حزب الله جاء قويا وذكيا فاكتفت إسرائيل باعتداء محدود الوقت والمساحة. والحقيقة بعد ان ارتسمت صورة نتائج الاعتداء الصاروخي على لبنان امام الحكومة الاسرائيلية الفتية عدلت هي الاخرى عن التصعيد خشية ان تتورط في حرب شاملة ربما يدخل فيها محور المقاومة كله من ايران مرورا بالعراق وسوريا حتى لبنان ويكون اما الفشل السياسي او السجن لكبار اعضائها هي نتيجة حتمية كما في حرب تموز 2006 التي ادت الى اقالة رئيس الأركان الاسرائيلي ورمي رئيس وزرائها ايهود اولمرت في السجن تحت ذريعة تهمة الفساد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى