أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

قراءة في الواقع الجيوسياسي للصراع بين أوكرانيا وروسيا وطبيعة العلاقات التاريخية والاجتماعية بين البلدين

مجلة تحليلات العصر الدولية - صلاح العمشاني

تعدّ أوكرانيا سياسياً واقتصادياً دولة مهمة لروسيا، لكونها خاصرة رئيسية بالنسبة إليها، وتتمتع بثروات وإمكانيات عسكرية وصناعية وزراعية واسعة وضخمة، وموقع جغرافي يفصل بينها وبين “معسكر القوى الغربية”، فيما يرتبط البلدان بعلاقات كبيرة، ثقافية واجتماعية، وخصوصاً في المناطق الحدودية.
كذلك، يعد البحر الأسود أحد أكثر أسباب الصراع حالياً، ومنه تأتي شرارة الحرب، لأنَّ الناتو يعمل إلى جانب الأسطول الأميركي فيه، وهو ما تعتبره روسيا تهديداً، وخصوصاً أنها لا تسيطر حالياً على كل المشهد فيه، إذ يشكّل البحر الأسود منطقة استراتيجية مهمة وحساسة تتداخل فيها المصالح الجيوسياسية لعدد كبير من الدول المطلة عليه، مثل رومانيا وبلغاريا وتركيا (الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي)، إضافةً إلى أوكرانيا وجورجيا اللتين تجريان مفاوضات للانضمام إلى “الناتو”.
وتكمن أهمية البحر الأسود بالنسبة إلى روسيا في كونه طريقاً مائياً يصل روسيا (عبر مضيق البوسفور) بالبحر الأبيض المتوسط الذي يتوسط 3 قارات، هي أوروبا وآسيا وأفريقيا، وهو ممر تجاري عالمي تسعى روسيا لتسهيل وصولها إليه، لتحقيق مكاسب اقتصادية وعسكرية، وهو أيضاً يصل روسيا بالدول الشرقية في أوروبا، مثل رومانيا وبلغاريا.
لذلك، تشكّل أوكرانيا أرض كباش بين مصالح روسيا ومصالح الغرب، ما يدفع روسيا إلى تلمّس محاولات لكسرها، وهي بالتالي تحدد الخطوط الحمر، نتيجة وجود حدود طويلة بينها وبين أوكرانيا، لأن سيطرة الغرب على هذا البلد تشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي الروسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى