أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

“قراءة في بيان الهيأة التنسيقية للمقاومة “

مجلة تحليلات العصر - ماجد الشويلي

المتأمل والمتفحص في ثنايا بيان الهيأة التنسيقية للمقاومة والمتعلق بمستقبل التواجد الامريكي في العراق يقف على عدة معطيات مهمة ترسم في مجملها ملامح الوضع الامني العام وانعكاساته على المشهد السياسي في البلاد .
ولعل من أبرز ما في هذا البيان أنه قد صدر عن الهيأة التنسيقية للمقاومة ولم يصدر عن فصيل مقاوم بمفرده او على شكل بيانات متعددة يحمل كل بيان منها اسم فصيل معين .
ما اعطى البيان زخماً مميزاً منحه اللازم من القوة التي كان ينبغي أن يتحلى بها في مثل هذه المواضيع والمحطات الحساسة.
ولذا سنحاول الاشارة لبعض هذه العناصر التي توفر عليها البيان وميزته عن سابقه من البيانات التي صدرت عن قوى المقاومة

🔳الاول:_صدور البيان عن الهيأة التنسيقة يعني بالضرورة وجود موقف واحد موحد حيال القضايا المصيرية وفي مقدمتها التواجد الامريكي على ارض العراق .
🔳الثاني:-أن هذه الهيأة التنسيقية تشير ضمناً لتوافق سياسي _كما سيتضح _بين القوى المقاومة المنخرطة في العملية السياسية وتلك التي ليس لها مشاركة فعلية فيها .

🔳الثالث:- صدور البيان بهذه الكيفية من حيث الشكل والمضمون والتوقيت ينم عن نضج في الرؤية وعمق في التشخيص وتقدير الموقف الملائم للتعاطي بمثل هذه الملفات الحساسة بلحاظ مايكتنفها من استحقاقات شائكة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.

🔳الرابع:- هذا البيان أكد على أن مسؤولية اخراج القوات الاجنبية هي مسؤولية تضامنية لاينبغي التفريط فيها بأي جهد خير يصب في تحقيق هذا الهدف النبيل.
كما أنه بدد شبه محاولة فصائل المقاومة زج البلاد في أتون المواجهة غير المتكافئة مع القوات الامريكية ودفع بتهمة محاولة قوى المقاومة الاستئثار بمشروع المقاومة وفتحَ الباب للجميع ممن لديه القدرة والنية الصادقة للاسهام في تطهير هذا البلد من الاحتلال سواء على الصعيد السياسي او العسكري وغيره

🔳الخامس:- لقد ساهم هذا البيان بقطع الطريق أمام الجهات المغرضة والمشبوهة الساعية لتشويه سمعة المقاومة وخلق نماذج مشوهة تسئ للعمل المقاوم وتلحق تبعات اعمالهم السيئة بفصائل المقاومة المعروفة بنهجها الثابت

🔳السادس:- أشار هذا البيان ضمنا انه جاء على وقع طلب والحاح من الجانب الامريكي لمنحهم هدنة ريثما يتمكنوا من جدولة انسحابهم كما وعدوا بذلك رئيس الحكومة وصرح بذلك اكثر من مسؤول امريكي.
وعلى مايبدو أن الوسيط هو ممثلة الامم المتحدة بلاسخارت مع ضمانات من شخصيات سياسة مرموقة في البلد.

🔳السابع:- ان البيان لم يشر من قريب أو بعيد الى تخلي هذه الفصائل عن نهج المقاومة بل على العكس فقد اكد على ان امريكا لاتفهم الامنطق القوة
وانهم اعدوا العدة اللازمة لمواجهتم لو اخفقوا باستثمار هذه الفرصة

🔳الثامن:-اكد البيان على ضرورة أن يكون الجدول الزمني لخروج القوات الامريكية (محدودا ومحددا) أي له له سقف زمني واضح وليس ببعيد وهي نقطة غاية في الاهمية تمنع من وضع ازمنة فضفاضة لخروج المحتل .

🔳التاسع :-اكد البيان ان امريكا بعد أن عجزت عن مجابهة قوى المقاومة على الارض راحت تعمل على محاربة الشعب العراقي باساليب الحرب النفسية من خلال الضغط والتهديد والتلويح بالحصار لكن كل تلك الاساليب اتضحت انها جوفاء واسقط ما في ايدي امريكا ولم تتمكن من تنفيذ الجزء اليسير من تهديداتها بغلق السفارة وراحت تتوسل المفاوضات مع المقاومة بشتى الطرق

🔳العاشر:- اكد البيان على ان قوى المقاومة لم تنس الثأر للشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج المهندس ورفاقهما بل لم تنس الاعتداءات على قوى الحشد والتعاون الامريكي الصهيوني بهذا الصدد .

🔳الحادي عشر:_ يشرح البيان ما آل اليه التواجد الامريكي من انكماش جغرافي على ارض العراق حتى أنه لم يعد آمنا في قواعده المحصنة باقوى واحدث اجهزة الدفاع الجوي .
فكم من قاعدة قد تخلت عنها امريكا نتيجة لحصار المقاومة لتلك القواعد

🔳الثاني عشر :- هناك علاقة وثيقة بين منح سنجار وسهل نينوى للحزب الديمقراطي الكوردستاني وبين محاولة عزل قوى الحشد
وخلق ملاذ آمن للقوات الامريكية في المستقبل.

🔳الثالث عشر :-هذا البيان سيسحب الذريعة من الحكومة ويجعلها في مواجهة مباشرة مع الامريكان فاما ان تكون مع خيار الشعب بضرورة انسحاب القوات الامريكية واما ان تكون جزءا من من المشروع الامريكي في العراق والمنطقة بشكل واضح.

🔳الرابع عشر:- عبر البيان عن كون هذه الاستجابة للقوى الخيرة في البلاد والتي نجم عنها منح القوات الامريكية فرصة ليحزموا حقائبهم ويرحلوا عن البلد
انما هي فرصة مشروطة ويبدو انها بشهادة الامم المتحدة هذه المرة ولو لم تكن بشكل علني .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى