أحدث الأخبارشؤون امريكيةلبنانمحور المقاومة

قصة اكتشافنا وإفحامنا لمارسيل غانم خلال زيارته لأميركا قبل عقدين!

مجلة تحليلات العصر الدولية - خليل إسماعيل رَّمال

مُبكِّراً كشف كاتب هذه السطور مارسيل غانم، أحط إعلامي ونذِل عرفه العالم، وذلك من خلال زيارته غير الميمونة إلى أميركا وبالأخص إلى عاصمة العرب الأميركيين ديترويت الكبرى، قبل عقدين ونيِّف من الزمن وذلك بهدف الإيقاع بالجالية العربية وبث سمومه المعروفة الهدف. كان يومها مازال يعمل لدى محطة “تيار بشير حيَّةٌ فيهم” (أل بي سي) وكانت تدور يومها معركة الخليج الأولى التي شنَّتْها الولايات المتحدة ضد جرذ العوجة، الطاغية صدام التكريتي المقبور.
وتم جمع أشخاص من الجالية العربية من المنطقتين (حتى في أميركا)، المنطقة الغربية (ديربورن وضواحيها حيث تقطن أغلبية لبنانية مسلمة) والشرقية التي كان معظمها من السكان المسيحيين اللبنانيين التابعين لأحزاب الكتائب والأحرار والقوات، في عزهم وقتها لكن اليوم لم يعد لهم نفس التأثير والنفوذ نتيجة تواجد أنصار الحزب السوري القومي الإجتماعي العريق القدم في الإغتراب، وحزب البعث وبعض ممثلي الحركة الوطنية، ونتيجة نمو الجالية العربية المسلمة عددياً وتياراتها المتنوعة.
وكنت أنا والصديق حسن بزي من بين المدعوين للمقابلة مع رهط من الحزب القومي وممثلي الأحزاب اليمينية. وكانت في جعبة مارسيل غانم الخبيثة جملة أسئلة طرحها علي بالخصوص كمسلم شيعي أنتمي لمدرسة الإمام القائد السيد موسى الصدر. وبعون الله تمكنا من تكبيل فم وتطويع هذا الإعلامي النزق قبل أن يطلع طلعته ويشتهر في لبنان بمقابلاته الصِدامية مع من لا يتفق معهم سياسياً ويتصرف كالخروف مع من يؤيدهم مثل الإقطاعي الإشتراكي وليد جنبلاط، عديله بالخبث والغدر والتزوير. ونتيجة إفحام هذا الوقح أذكر أننا نلنا شُهرة لطيفة في لبنان خلال زيارتنا له مباشرةً بعد المقابلة حيث تعرف بسرعة علينا الجمهور الطيب الذي شفى غليله قليلاً من هذا الحاقد، وكان سؤال الناس الأول عند زيارة محل أو مطعم هو “شفناك عالتلفزيون، ألست أنت من تصدى لمارسيل غانم”؟
المهم كان سؤال اللاغانم الأول لي (وهو موجه لمن يهمه الأمر في أميركا)، هو كيف توفق بين انتماءك لحركة أمل التي تعادي سياسات أميركا وبين مواطنيتك الأميركية؟ فكان جوابنا أننا نستقي مبادءنا التي خطها بقلبه وروحه وفكره سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر من تعاليم الإسلام الخلوقة وأهمها إنْ كنتم غرباء فكونوا أدباء ونحن نتقيد بقوانين هذه البلاد المرعية الإجراء ولا ننكر جميلها بعد أن آوتنا اليها وأحسنَتْ وفادتنا وهي موطننا الذي اخترناه وحملنا جنسيته وموطن أبنائنا والأحفاد ولا نسمح بتعريض أمنها للخطر بتاتاً لكن هذا لا يمنع أن نبدي معارضتنا السلمية الشرسة ضد سياستها الخارجية كأي مواطن أميركي يكفل له الدستور حرية الرأي والحركة السياسية!
وعندما لم يُوَفَّق في مكيدته الأولى، جرب هذا الخنوص محاولة خسيسة ثانية بالسؤال، ماذا لو وقعت الحرب بين أميركا ولبنان وطُلب منك أن تتجند إجبارياً في الجيش الأميركي وتحارب بلدك الأول لبنان؟ فكان جوابنا “الكثير من العرب الأميركيين تطوعوا فعلاً في الجيش الأميركي والبعض منهم بذل روحه فداءً لهذا البلد لكن هذه بلاد الحضارة والرقي والعدالة ولذلك إذا خُيِّر أحدنا وحُشر في هكذا موقف إفتراضي (مستحيل الحدوث أصلاً) فهناك ما يُسمَّى معترضون أصحاب ضمير ضد الحرب وقد استُعمِل هذا الحق خلال حرب ڤيتنام فلماذا لا نلوذ نحن به أيضاً ونمتنع عن الوقوع في هكذا موقف؟! حتى في إسرائيل، دولة الثكنة العسكرية، البعض من المجندين يرفضون الذهاب للضفة الغربية أو غزة حتى لا يموتوا”.
وبعد عدة مكائد غير موفقة خاطبناه مباشرة، ومَن هم وراءه، أن الباب الوحيد للحل في لبنان آنذاك هو الوحدة الوطنية وإلغاء الطائفية السياسية، كما علَّمَنَا الإمام الصدر، وتكافؤ الفرص على أساس الكفاءة لا الإنتماء الديني والعدالة الإجتماعية وشبكة الأمان الصحي والإجتماعي كما في أميركا التي يجب أن نتعلم منها السياسة الداخلية لا الخارجية والعسكرية وأذكر انتقادي للقوات اليمينية التي “كلما دق الكوز بالجرَّة” تلوم سوريا وتوالي العدو الإسرائيلي المُغتصِب وقد تبينت صحة ما تنبأنا به في ٢٠٠٦ عندما انسحبت سوريا من لبنان تماماً (وليس بفضل ثورة الزنزلخت وقرطة حنيكر طبعاً) وهاهم وحوش السياسة في لبنان لم يعرفوا أن يديروا وطناً منذ ذلك الحين، حتى أنهم لم يتمكنوا من تنظيم نهبهم وسرقتهم للشعب اللبناني!
واليوم نشاهد مارسيل غانم أكثر انحطاطاً من ذلك التاريخ حيث لم يتمكن أن يأخذ منا لا حق ولا باطل وردينا الصاع صاعين عليه وعلى أمثاله، ولكن الرد المناسب عبر القانون يجب أن يكون أشد وقعاً اليوم بعد إهانته لإمامنا العظيم زين العابدين الذي عرفته البطحاء والقلم والحل والحرم بل الدنيا قاطبةً بسبب عبادته وأدعيته وصبره وتحمله وعظمته الريادية. ولا عجب أن يتطاول مارسيل غانم على إمامنا المعصوم خلال مقابلة مع معبوده المجرم وليد جنبلاط الذي ما فتيء يتحامل على القرض الحسن بسبب حقده وكرهه وغيرته الشديدة من نجاح المقاومة في خرق الحصار المالي على شعبنا.
يجب وضع حد لاستهتار هذا المجرور الاعلامي وأشباه الرجال مثله، وكذلك لمحطته الفتنوية.
في الختام لا يصح إلا الصحيح وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وهذا الإعلامي غانم وغيره ما هم إلا أحذية في قدم السفاح الكافر اللعين يزيد وآل سفيان الشياطين، وكلنا نعرف أين انتهى هؤلاء المجرمون وكيف أصبح عابدنا زيناً وقدوة ونبراساً هو وأهل بيت النبوة عليهم السلام فليكيدوا كيدهم ويركبوا أعلى ما في خيلهم فلا أحد يمكنه أن يمحو ذِكرَهم وشتان بين الثرى والثريا. لقد قُضِي الأمر ومجد الشرف والكرامة والعزة اُعطي لنا ولو كره الحاقدون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى