أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

قصور الدولة سبب طوابير الذل

مجلة تحليلات العصر الدولية - عدنان علامه

لقد زادت طوابير الذل على محطات البنزين في كافة انحاء لبنان، وكاد التهافت على محطات البنزين أن يشعل شرارة طائفية بين بلدتي عنقون ومغدوشة.

وبالرغم من تفريغ عدة بواخر تكفي حاجة السوق اللبنانية لمدة شهرين على الأقل فإننا على العكس فقد لاحظنا إزدياد طوابير الذل على المحطات بالرغم من مصادرة الجهات الأمنية عشرات الملايين من ليترات المحروقات. ويعود ذلك إلى الأسباب التالية:-
1- فشل الدولة وقصورها في إدارة ازمة شح المحروقات وتوزيعها عند توفرها.
2- فشل المجلس الأعلى للدفاع في توزيع المحروقات المصادرة حسب الاولويات، وتوزيع المعلومات الشفافة حول مصير كل ليتر من ملايين ليترات المحروقات المصادرة في مختلف المناطق اللبنانية.
3- قصور الدولة في تنظيم توزيع الوقود شجع ظهور تجارة السوق السوداء وإزدهارها؛ علمًا بأن بلدية حولا وعددًا من البلديات الأخرى قد ألغت الطوابير نهائيًا للقاطنين في البلدات بإعتماد البونات.
4- عدم صدور اي قرار قضائي بشأن المحتكرين وتجار السوق السوداء الذين خزنوا ملايين الليترات من المحروقات؛ الأمر الذي شكل حافزًا للمتاجرة بالبنزين بالسوق السوداء وباتوا يعرفون بتجار الغالونات. وقد لجأ الآلاف من المواطنين إلى هذه التجارة المربحة جدًا. فينتظرون دورهم ليعبئوا سياراتهم، ومن ثم يفرّغون خزاناتهم ويعاودوا الكرة. ويتراوح سعر الغالون سعة 10 ليتر بين 150 و250 الف في السوق السوداء.

لذا يجب التخطيط المستقبلي بربط كافة المحطات بشبكة مركزية لتنظيم توزيع المحروقات بموجب بطاقة إلكترونية َتحدد فيها حصة كل سيارة إسبوعيًا. ونظرًا لإنعدام وجود تغذية كافية بالطاقة الكهربائية لضمان العمل بالبطاقة الذكية؛ أقترح ان تقوم كل بلدية في نطاق سلطتها توزيع بطاقة لكل سيارة وتعطي بونات تحدد فيه توقيت التعبئة على مدار اليوم، وبذلك تختفي طوابير الذل وينتهي أيضًا بيع الغالونات بالسوق السوداء.

ولكن يبدو ان الغرف السوداء في البيت الأبيض تخطط لإشغال اللبنانيين بالأزمات الإقتصادية المتتالية غاز ، خبز، دواء، تنقلات وألخ…..)
وقد أربك إعلان سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في العاشر من محرم عن إنطلاق أول سفينة مازوت الإدارة الأمريكية في مبادرةمنه لكسر الحصار وتحطيم سلسلة الضغوطات الأمريكية. فأتت الأوامر إلى سفيرة الوصاية الأمريكية للتشويش على مبادرة سماحته؛وقد أصيبت بصدمة أفقدتها توازنها، فاعلنت بأنه تم التنسيق مع مصر لإستجرار الغاز المصري عبر الأردن وسوريا إلى لبنان والطاقة الكهربائية من الأردن إلى لبنان عبر سوريا أيضًا دون التنسيق مع الجمهورية السورية. ونتيجة لتسرع سفيرة الوصاية في الإعلان عن مبادرتها، فقد فاتها بإن الأنابيب بحاجة إلى صيانة والشبكة الكهربائية بحاجة إلى تأهيل، والأهم من ذلك، الأمر كله يحتاج إلى الموافقة السورية. وطالما أن المشروع أمريكي؛ فعلى أمريكا أن تجتمع صاغرة بالمسؤولين السوريين.

وقد أحدث إقتراح سفيرة الوصاية الامريكية شيا زلزالًا في دوائر قرار الإدارة الأمريكية فأرسلوا التعزيزات ليقرّعوا شيا ويصوّبوا بوصلة العداء ضد سوريا وحزب الله. وعلى اللبنانيين ان يتيقنوا بأن سفيرة الوصاية قد باعتهم أوهامًا حين جزمت بوصول الغاز المصري والكهرباء عبر سوريا قبل أن تنسق مع صاحب الأرض.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا بد من الإشارة بأن كلام الوفد الأمريكي كان عالي النبرة مع تهديد مباشر لحزب الله متناسين بأنهم هربوا كالفئران من أفغانستان.
وقد لفتني حديثهم عن الفساد فبدوا كالعاهرات اللواتي يحاضرن عن العفة. والمؤسف بأن الوفد حين تحدث عن حزب الله بأنه “سرطان ينتشر في لبنان وهو يخلق الدمار” ؛ لم يواجههم أحد.، او يتصدى لهم أي صحافي ويقول : “أن حزب الله مكون لبناني وله ممثلين في المجلس النيابي” . وأما إتهام الوفد لحزب الله بأنه يخلق الدمار في لبنان فإن العالم كله يشهد بأن حزب الله وبمساعدة الجمهورية الإسلامية قد أعادوا بناء ما دمرته أسلحة الغدر الأمريكية بعد هزيمتهم في العدوان الصهيو-امريكي في تموز 2006.
ويبدو أن كسر الحصار الأمريكي على لبنان كان بمثابة الضربة القوية على رأس الإدارة الأمريكية، التي أصيبت بعدم التوازن وباتت تهدد وتتوعد وتعدنا بإستمرار أزمة الوقود.
وأرفق لكم بعض تصريحات الوفد التقريعي لشيا الذي سحب مشروعها من التداول؛ وأترك الحكم لكم :-

زار فد مجلس الشيوخ الأمريكي بيروت برئاسة رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط السيناتور كريس مورفي، والتقى عددا من المسؤولين اللبنانيين.

وضمّ الوفد السيناتور ريتشارد بلومنتل والسيناتور كريس فان هولن، والسيناتور جون اوسوف وعددا من مستشاريهم، في حضور السفيرة الأمريكية دوروثي شيا.

وتطلع الوفد “إلى أخبار مفرحة عن تشكيل حكومة جديدة”، وحدوث تغيير في الانتخابات المقبلة مع بروز أشخاص وقادة جدد.

وشدد الوفد على أن “حزب الله منظمة إرهابية”، معتبرًا أن “الفساد نمط في الحكومة اللبنانية وهو أمر غير مقبول، وأن أي عضو في الحكومة يتورط في قضايا فساد ستفرض عليه عقوبات أمريكية”.

واعتبر الوفد أن “حزب الله يخلق الدمار في المنطقة وهو سرطان ينتشر في لبنان”.

ولفت إلى أن “حزب الله منظمة ستستحوذ على جزء من مال النفط، وهذا لن يحل أزمة الوقود في لبنان”.

ولفت السيناتور مورفي إلى أنه “لا داعي لاعتماد لبنان على الوقود الإيراني وأن أي وقود يجري نقله عبر سوريا خاضع للعقوبات، وواشنطن تبحث عن سبيل لأداء ذلك من دون عقوبات”.

لقد وصلت وقاحة هذا الوفد الأمريكي بالتدخل السافر في الشؤون الداخلية اللبنانية؛ وحرّض ضد فئة من اللبنانيي بشكل واضح لا لبس فيه، وبلغة إستعلائية إستكبارية دون أن يردعم أحد.

ولم تنقل معظم الوكالات عنصرية وحقد السيناتور الديمقراطي في الكونغرس الأمريكي ريتشارد بلومنتال في تصريحه قبيل مغادرة العاصمة اللبنانية بيروت، أن “حزب الله” سرطان متفش يجب استئصاله”.

فعلى الوفد الغريب أن يكون أديبًا في البلد الذي يزوره؛ وإلّا وجب تأديبه.

وإن غدًا لناظره قريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى