أحدث الأخبارشؤون آسيوية

قصور في “مراكز” صنع القرارات لدى الاحتلال!

مجلة تحليلات العصر الدولية

اعترف سابقاً مسؤولين في الكيان الإسرائيلي ان الكيان يفتقر الى مركز او جهاز واضح لصنع القرارات على كافة المستويات، فقد ورد في جملة تصريحاتهم ان نظام صنع القرارات في “إسرائيل” عبارة عن نظام هواة قائم على الارتجال وغير محدّد المعالم، كما يفتقر الى تحديد واضح للمسؤوليات والصلاحيات بين مختلف المسؤولين وبشكل خاص في مكتب رئيس الحكومة حيث يشير أحد من تولى منصب مدير مكتبه بين الأعوام 1984 و 1986 “ان الكادر السياسي الأعلى في إسرائيل لم يسبق له ان ناقش بشكل جدي وجذري اية وجهة نظر استراتيجية فيما يتعلق بعملية السلام مع الدول العربية”. وبدوره كشف شخص كان يشغل منصب “سكريتير الحكومة الإسرائيلية” ان أغلب الجلسات الحكومية “الرسمية” تنعقد بدون ترتيبات وبل في الغالب لا يكون لدى الوزراء معلومات حول القضايا التي سيتم مناقشتها في وقت عليهم ان يتخذوا فيها القرارات.

ذلك وان هناك العديد من الأجهزة لا سيما العسكرية التي تؤثر في عملية صنع القرار في الكيان، ومنها “المؤسسة المركزية للاستخبارات والأمن (الموساد)، جهاز الاستخبارات العسكرية (أمان)، دائرة البحوث السياسية، مصلحة الأمن العام (الشين بيت أو الشاباك)، مصلحة يهود الاغتراب، شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي، شعبة الأمن السياسي في وزارة الدفاع”. وكلها تُعتبر أنها تمارس فقط دوراً في “جهاز التفكير” وكلها في الإطار “الرسمي” ليست تابعة لـ “وحدة صنع القرارات” بل تتبع أجهزة متفرقة.

أمام هذه المشاكل يطرح الباحثين في الكيان التساؤلات حول ضرورة إعادة هيكلة نظام لصنع القرارات، فكان اقتراح أنشاء “مجلس الأمن القومي” كجهاز “مدني” يكون الى جانب الحكومة المحاطة بمراكز ذات الخلفية العسكرية، كأحد أوجه الحل. الا ان هذا المجلس، بحسب ادعاءات أوساط من الكيان، لم تُتح له فرصة القيام بمهامه الموكلة اليه، واقتصر دوره “الفعلي” على الإعداد والإشراف لسياق اتخاذ القرار وطرح البدائل، في المقابل كشف هذا المجلس العديد من الثغرات لناحية التنسيق بين العسكر والسياسة والأمن داخل الكيان.

كما ظهر من التحقيقات في الكيان أن حكومة الاحتلال قد صادقت على قرارات كبيرة أثناء الحروب، دون أن يكون لديها المعرفة الكافية والكاملة حول هذه القرارات، كما مارست “المؤسسة العسكرية الإسرائيلية” ضغوطاً كبيرة ومن خلال الأطر غير الرسمية التي تعمل داخل مكتب رئيس الحكومة لتسيير القرارات بالوجهة التي ترغب بها هذه المؤسسة.

وفي هذا الملف المرفق، دراسة شاملة تعرض بالتفاصيل، خلفيات تأسيس “مجلس الأمن القومي” في الكيان، والأهداف المرجو تحقيقها منه، بالإضافة الى هيكلته الداخلية وتأثيراته، وأبرز المهام التي قام بها والقضايا التي شارك في صنع قرارها، مع ذكر التفاصيل في النماذج العملية في التاريخ الحديث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى