أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

قضية اللاجئين لن تغرق في بحر اليونان

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

قافلة أخرى من اللاجئين الذين لم يبقي لهم العالم الغافل بيت لهم ولا وطن، تزف على نعوش المعاناة والألم، لتوارى الثرى في باطن الأرض الذي سيتسع للجميع ظالمين ومظلومين، في وقت لم يتسع لهم ظاهرها.
أثمرت الجهود الصهيونية ومن لف لفها من العرب والعجم في محاصرة اللاجئين الفلسطينيين بغرض تضييق الدنيا عليهم، وحرمانهم من المأوى ومن لقمة العيش في المخيمات التي لجأوا اليها في الضفة أو غزة، في الأردن أو لبنان أو سوريا لدفعهم للهجرة من جديد بحثا عن حياة كريمة.
تذويب وانهاء قضية اللاجئين عبر تشتيت وتشريد اللاجئين الفلسطينيين في اصقاع العالم هو الهدف الأساس من هذه الحرب الشعواء التي يشنها العدو وأنابه على اللاجئين الفلسطينيين، بعيدا عن معاني وثوابت الإنسانية وحقوق الانسان التي يتغنى بها الغرب الذي يقف داعما أساسيا للعدو الصهيوني الذي يشعر بالحصانة وهو يرتكب الفظائع بحق الشعب الفلسطيني.
ثمانية لاجئين فلسطينيين هم عبارة عن عائلة من سوريا كانوا على متن قارب، غرق يوم الجمعة الفائت 25 كانون الأوّل\ ديسمبر، وكان من بين الضحايا 12 رجلاً، 3 نساء وطفل رضيع.
وهم كلّ من “روند محمد العايدي” من أبناء مخيّم اليرموك، “أحمد يوسف محمد” وطبيب الأسنان “محمد كامل عجاج” من سكّان منطقة دمّر في دمشق، و”عبد الكريم اسماعيل وابنته آلاء”، فيما نقلت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” اسمين وهما ” أبودياب” من مخيم جرمانا، و “أنس” من مخيّم درعا، فيما كُشف عن وفاة الشاب حيّان صوّان الذي كانت عائلته قد ناشدت لمعرفة مصيره
خفر السواحل اليوناني، قد أعلن انقاذ 63 شخصاً وانتشال 16 جثّة في هذه المأساة المستمرة.
على العالم الغافل الكف عن معاملة الضحايا من اللاجئين الفلسطينيين على انهم مجرد ارقام، انهم بشر تجري في عرقوهم دماء وليس ماء.
في الحقيقة لم تكن هذه العائلة هي المستهدفة من غرق المركب بقدر استهداف قضية اللاجئين كأحد ثوابت وأعمدة القضية الفلسطينية، بغرض تشتيتها، تذويبها، اضعافها، قتل الروح المعنوية للاجئين، واطفاء جذوة الأمل لديهم بإمكانية العودة إلى ارض الوطن الحبيب من جديد.
طرق الهجرة تشهد العديد من حالات الغرق والفقدان لشبّان وعائلات فلسطينية ومن جنسيّات متعددة اخرى، ولا سيما بعد تشديد الدول الاوروبية إجراءاتها عبر حدودها البريّة والبحريّة، وازدياد حالات الإعادة القسريّة إلى داخل الأراضي التركيّة، والقاء القبض على مهاجرين من قبل الشرطة وايداعهم في سجونها لمدد تصل إلى أكثر من شهر قبل إعادتهم.
أيها العالم الغافل، اللاجئون الفلسطينيون لا يبحثون عن الجنة في بلدانكم، انما يبحثون عن الكرامة، عن الأمن، عن الإنسانية وحقوق الانسان الكفيلة بإعادته الى بيوتهم الى مزارعهم الى وطنهم الذي سلبه منه لصوص الصهيونية.
ونحن إذ نتقدم بأحر معاني التعازي وأعمق كلمات المواساة من عوائل الضحايا، لنوجه رسالة إلى المتآمرين على اللاجئين الفلسطينيين وعلى حقهم بالعودة، لنقول لهم لن تستطيعوا اغراق قضية في عرض البحار، فما ضاع حق وراءه مطالب، والعودة حق كالشمس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى