أحدث الأخبارالخليج الفارسيةقطر

قطر وسيط النهايات السعيدة في النزاعات الدولية

مجلة تحليلات العصر - أسعد العزّوني

إكتسبت دولة قطر الصغيرة”جداجداجدا” سمعة دولية كبيرة، بسبب خبرتها الواسعة في الوساطات وحل النزاعات الدولية والتوصل إلى نهايات سعيدة ترضي جميع الأطراف بطبيعة الحال،وتسجل لها في سجل النزاعات الدولية ،كوسيط نزيه ومعتبر ينشد السلام والأمن الدوليين،في حين أن هناك جهات إقليمية ثرية وكبرى كرّست نفسها شيطانا لتخريب الإقليم وبث النزاعات والفرقة فيه ،وقتل شعوبه وسرقة ونهب مقدراته وشحنها إلى حاراته ،لتقول للعام أن لها تاريخا .
آخر إبداعات الدبلوماسية القطرية في هذا المجال تقديمها عرضا مغريا جديدا للوساطة بين كل من تركيا وإيران مع السعودية ،من أجل تبريد نار الإقليم المشتعلة ،والتفرغ للتنمية التي تحتاجها شعوب المنطقة ،وحفظا للأرواح ،على طريق الدخول إلى الملف اليمني الذي أجزم أن قطر سوف تشتغل فيه وتكسب الجولة ،لتضيف إلى سجلها السلمي إنجازا آخر يحسب لها .
ملف الوساطة القطرية في حل النزاعات الدولية كبير ،فالدبلوماسية القطرية النظيفة خاضت في صراعات الإقليم والعالم ،وغاصت في بحرها اللجي ،وخرجت محملة بالألماس واللؤلؤ ،بتوصلها إلى نهايات سعيدة في تلك الصراعات ومنها على سبيل المثال لا الحصر :حل النزاع بين جيبوتي وأريتيريا،وإحتضان مفاوضات مثمرة بين كل من أمريكا وحكومة أفغانستان وحركة طالبان،والتوصل لإتفاقيات مضمونة وإطلاق سراح أسرى،كما أنها خاضت في الحالة المستعصية التي تمثل النزاع بين سلطة رام الله وحركة حماس،ودخلت واثقة على خط الصراع التركي-الأمريكي وأنجزت.
كما خاضت دولة قطر ونجحت في التهدئة في السودان من خلال إتفاق دارفور،ونجحت في إطلاق رهائن في سوريا وإطلاق سراح راهبات معلولا،ونجحت في وضع حد للفراغ الرئاسي في لبنان، والإفراج عن جنود مختطفين في لبنان،والإتفاق بين قبائل التبو والطوارق في ليبيا ،وفي قضية الممرضات البلغاريات المشهورة في ليبيا، وتبادل أسرى بين أمريكا وحركة طالبان.
وهذا يعني أن دولة قطر رسخت نفسها في المجتمع الدولي وسيطا دوليا نزيها وموثوقا به،ما أهلها لتحقيق نجاحات تعجز عنها دول كبرى لسوء نواياها وأطماعها،كما يعني ذلك أن الثقل والسمعة الطيبة لا تخلقهما المساحة الشاسعة أو عدد السكان الكبير أو حتى الثروة الكبيرة ، ولا تصنع مجدا بمعزل عن عقلية صانع القرار ،ولذلك حق القول :تميم المجد.
نجحت دولة قطر في تحقيق الإنجازات الكبيرة في هذا الملف الشائك والمتفجر ،لعدة أسباب منها عقلية صانع القرار ورغبته ونواياه الطيبة تجاه ملف السلام والأمن الدوليين،ونواياها ودورها الإنساني في تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المحتاجة بدون النظر إلى العرق والهوية والجنس والبشرة والدين،وهذا ما أوصلها إلى هذه المرتبة الدولية السامية وحجز لها مقعد صدق في الدبلوماسية العالمية، التي تحركها الأساطيل البحرية والبوراج الحربية والصواريخ النووية،بينما تعتمد دبلوماسية دولة قطر على النوايا الحسنة والسمعة الطيبة التي يتمتع بها صانع القرار والمسؤول والشعب في قطر،وقد أكسبها ذلك صفة الرقي الدبلوماسي،وهذه صفة يسعى لها الكبار ولا يحصلون عليها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى