أحدث الأخبارايرانمحور المقاومة

قنبلة إيران قبل فيينا ما حيينا

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. شريف نورالدين

ان أعلان دونالد ترامب بتعليق الاتفاق النووي الايراني، ما هو إلا خطأ استراتيجي قد قدمه لدولة إيران على طبق من الماس، وسيشهد الحاضر والمستقبل على ذلك، وسيلعن التاريخ من تمرد وتغطرس وتكبر وتفرد على العهود والمواثيق وبالخصوص باللعب مع إيران وخلط الأوراق معها…

ومع إدارة سياسية اميركية جديدة متجددة من رحم الترامبية، فجائها المخاض بفيينا المولودة ميتة، خاضها المفاوض الإيراني( فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون )…

لما لا! ودولة الامام الخميني قد تولدت، وجذورها خامنئية تجلت وصلابة حكوماتها من الولاية تولت، وشعبها هو عمق التاريخ بين الحضارة والأمم تعنت، فكانت دولة إيران أمام جبروت العالم من أميركا حتى إسرائيل والخليج وقفت وواجهت وتصدت حتى تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ …

هي ثقافتها الزاخرة وارادتها الزاجرة وسياستها الباردة وقيادتها الساحرة وحربها الناعمة…

كيف لا! وقد أعلنت إيران عن انجازها تخصيب الاورونيوم وصولا الى ٦٠ بالمئة، وقريبا حيث يصل التخصيب إلى ٩٠ بالمئة، وفي القريب العاجل بحسب تصريحات المسؤولين والعلماء والمهندسين، ان تحضير قنبلة نووية، يمكن تصنيعها خلال مدة لا تتجاوز شهر، كما وتمتلك كل مكوناتها وباكتفاء ذاتي…

مع العلم أن أميركا وإسرائيل لم يألوا جهدا لمنع إيران من الوصول إلى القنبلة النووية، مرة من خلال حروبهم المعلنة والخفية بمراقبة العلماء والمهندسين ومحاولة اختراقهم أو اغتيالهم، وتارة عن طريق الحروبب السيبرانيية وتخريب معدات معاملها ومفاعلها…

كل ذلك لم يفلح بثني ايران وليي ذراعها عن تحقيق أهدافها الاستراتيجية، أن كان في الترغيب أو الترهيب أو التاليب لحكومات المنطقة وشعوبها ضدها، بدء في الحرب على اليمن أو العراق فسوريا ولبنان وفي قلب الصراع والحدث في فلسطين…

نعم! دولة ايران اليوم ما قبل فيينا وما بعدها هي نووية بامتياز، وقرار القنبلة بيد سيدها القابض على ولادتها أينما شاء وحيث يريد…

أما ايران اليوم وقبل الغد، هي منافسة وتاجرة في الأسواق العالمية الطبية والطاقة النووية وغيرها…

أما الان؛ وبعد فيينا إلى أين؟
إلى حيث امتدت ذراعها وطالت كل زمان ومكان ، بلا حدود ولا نهاية لفكر الامام…

باختصار!
لقد فشلت أميركا ومن معها في إدارة الملف النووي أمام تعنت وصلابة وشجاعة الموقف الإيراني قيادة ورئيسا وحكومة ومفاوضا وشعبا…

ايران اليوم؛ هي الرابح الأول والأخير قبل فيينا وبعدها وحتى مع فشلها، لقد فازت ورب الكعبة…

أما العالم!
ينتظر ليشاهد خسارة أميركا امام إيران في المفاوضات كما شاهدها تخسر وتنهزم أمامها في حروب المنطقة…

كما وأن العالم اليوم بحالة ترقب لفيينا وما بعدها وما ستؤول إليها الامور، مع علمهم المسبق للنتائج، التي نارها تكويهم والرعب من وإيران يكفيهم…

لذلك تبقى إيران ومع كل العقوبات والحروب والمؤامرات التي مرت عليها وعلى من معها، قد اجتازت واجتازوا كل الرهانات والامتحانات والثقال التي عجزت عن حملها الجبال، حتى باتت أميركا ومن معها، بين ايديهم كالعهد المنفوش…

وأيضا اليوم؛ الكل يستعد ويتحضر ويتاهب من الخليج الى المحيط لملاقات ايران على طاولتها وبشروطها حيث القوة تفرض نفسها وهي التي جعلت من ضعفها قوة لا تضاهى أمام اعتى غطارسة العالم، حيث لا جرأة لديهم على خوض الحرب بشكل مباشر معها، مع كل الصراخ والنباح والتهديد والوعيد منذ أكثر من عقدين بضربها. لم ولن يفعلوا، ولو استطاعوا لفعلوها منذ زمن…

هي ايران اليوم سيدة فيينا وعصرها والراقصة على مفاوضاتها المنتهية قبل بدايتها…

هي ايران اليوم القوة الضاربة والحاكمة والمتحكمة من مضيق هرمز وقريبا في باب المندب وعند النهر والبحر وعلى اعتاب باب المقدس…

هي ايران اليوم العابرة إلى القارات من المحيط حتى فنزويلا إلى معاهدة الصين وشنغهاي وعاجلا وليس اجلا في صنعاء ودمشق وقريبا في لبنان شاء من شاء وأبى من أبى…

وبما أن النصر على قدر الهزيمة، فاللعب مع الكبار خوض وغمار، بل أكثر من ذلك اذا كان في ملعب ايران أرض الاحرار والابرار وسادة اهل الديار…

هي الحقيقية المرة للبعض، والمرارة علقم هزيمة حروبهم عليها وعلى من معها…

هي حلاوة النصر الآتي المكلل بحاضر مصيب ومستقبل مهيب وتاريخ لهيب، والعيب كل العيب من لا يفهم من اللبيب، أو ليس الصبح بقريب…

وغدا لناظره قريب…

النص يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي الموقع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى