أحدث الأخبارشؤون امريكية

قُضي الامر !

مجلة تحليلات العصر - عامر الحسون

تعبيراً عن فرحتى وابتهاجي باعتراف فرعون العصر ترامب بهزيمته المُدَويّة ، أُعيد نشر مقالي الذي كتبته بعد ايام من الانتخابات الامريكية وفيه رسالة وعِضة الى الادارة الامريكية الجديدة …

واخيراً هُزِم الفرعون صاغراً ذليلاً وهو في علياء جبروته ؟!
لم يكن يخطر في بال الكثيرين ان صفعة السماء ستكون خاطفة .
هزيمة بضربة قاضية لكنها “تافهة” ضيئلة في المقدار عظيمة في الدلالات والنتائج !

بضعُة ألاف قليلة من الناخبين لا تقوى على الاستحضار ، في بعض الولايات المتأرجحة والحاسمة شاركوا في الانتخابات الاكبر في تاريخ امريكا ، كانت كافية لتقصم ظهر الطاغية المتنمر وتُنزِله من برجه العاجي وهو يتوعد الاقربين والأبعدين بما يحلو له من بذيء الكلام والأوصاف والتهديد والوعيد والقرارات التعسفية والاجراءات الظالمة .

رحل ترامب غير مأسوف عليه ولن ينعاه سوى الاذلاء المُستَحلَبين ،وقد تخلى عنه حتى “الاصدقاء” والجيران فكانت كندا اول المبتهجين بفوز بايدن مهنئة !

انه الاذلال الذي يليق بظالم ومستبد وقاتل تعدّى كل الحُرمات وتفاخر بكل الموبقات وتبختر مغروراً وكأنه سيد العالم .
كان ترامب في طريقه الى (المجد) الابدي المصطنع وهو يسوق العالم الى احادية قسرية ظالمة ومتوحشة، يفعل ويصنع ما يشاء وكيف يشاء ؟!
يخال له انه التاجر الماهر الذي يقدر على إخضاع الجميع، وقد “نجح” نسبياً ؟!
لكن فايروساً مجهرياً حقيراً لا يُرى حتى بالعين المسلحة كان جندياً مجهولاً جباراً لسحق احلامه وجبروته فانقلب السحر على الساحر !
وتبخرت كل الاحلام وباتت اليوم كسراب بقيعة ، بعد اكتمال حلقة الفشل الاكبر حين عجز عن استمالة بطاقات انتخاب عِدّة ضيئلة من المقترعين في جورجيا وفيلاديفيا وبنسلفانيا وويسنكسون ونيفادا لتُنقذه من المصير المحتوم ؟!

رُحماك ربي اذا قلت للشيء كن فيكون ، هكذا قررت المشيئة الربانية ان يسقط هذا المتجبر ذليلاً ، وهو الذي أطل على العالم عبر صفحته على التويتر فجر٣/ ١ / ٢٠٢٠ ، يعني قبل عشرة أشهر من موعد الانتخاب ٢٠٢٠/١١/٣ بالتمام والكمال، ليُعلن بصَمت قاتل وبحركة رمزية دنيئة وشريرة عِبر نشر علم الولايات المتحدة على الصفحة انه (فخور) بتصفية واغتيال “الارهابي” الاول في العالم ويقصد قائد النصر على الارهاب ورفاقه الحاج قاسم سليماني وجمال المهندس رحمهما الله.

ان الله يُمهل ولا يهمل ..
أُطيح بترامب دون ان يَعبُر الى دورة رئاسية ثانية بعد أربعين عاماً على صنوه الاخر كارتر الذي فشل هو أيضاً في نيل الولاية الرئاسية الثانية بعدما أذلته الجمهورية الاسلامية الفتية في حينها .

كثيرون تمنى ترامب هزيمتهم او سحقهم او اذلالهم او تطويعهم لكن النتيجة جاءت معكوسة !
فالصين لم تخضع وروسيا لم تنحني وايران صمدت أيما صمود والعراق ظل شوكة في عيونه التي أرادها هناك محطة للتجسس واليمن المقاوم اثبت استبساله رغم كل التآمر وسوريا ولبنان ظلا عصيّان على مخططاته ..

نعم ولّى ترامب وتاه اتباعه وتَيتّم أذنابه وباءت كل مخططاته لتطويق المقاومة الى الفشل .

فهل سيعي خَلفه بايدن الدرس ؟
وهل سيفهم هذا العجوز البالي ان هيبة امريكا ليست بارقام زائفة واقتصاد يتحلل ومجتمع ممزّق وترسانة لا تقوى على الفعل امام ارادة الصمود والمقاومة .

إعقلوا وإفهموا يا آل كابوي ياسادة البيت الابيض ولن تكونوا سادة العالم ؛ ان زمن الاستكبار والاحادية قد ولّى وهذا ترامبكم الطامح والمتغطرس كان “خيراً “منكم في نيل ما تطمحون اليه وقد سبقكم ، لكن الرياج جرت بما لا تشتهي السفن فكفاكم تكبراً وطغيانا …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى