أحدث الأخبارالإسلامية

كربلاء شعب .. وموقف امة !

مجلة تحليلات العصر الدولية - فاطمة محمد المهدي

التاريخ الهجري ارتبط بمفهوم (الهجرة) النبوية الشريفة لسيدنا محمد عليه واله ازكى الصلاة والتسليم.
وليس فحسب، نسبة الى هجرته من مكة الى المدينة.. بل بمفهوم الهجرة الى الله ، ومع الله ، وفي الله.

تبدأ السنة الهجرية بشهر محرم.
وتبدأ عشرتها الاولى بذكرى هجرة الحسين ومن معه من آل البيت، رجالا ونساءا واطفالا .. ومن صحابة الحسين الاولياء سلام الله عليهم اجمعين.
وتنتهي بالعاشر من محرم .. يوم عاشوراء .. يوم كربلاء ..
يوم الهجرة الكبرى .. هجرة ارواح واجسام مؤمنة نقية تقية طاهرة ، من الارض الى السماء .. ومن الحياة الدنيا الى الله رأسا.
هجرة بدأت (من) .. منطلقة (ب) الله .. (في) سبيل الله .. (على) الله و (مع) الله ..
وانتهت (الى) الله.
تحقيقا للمبدأ الالهي لحقيقة الهجرة : {قل : ان صلاتي ، ونسكي ، ومحياي ، ومماتي لله رب العالمين …}.

ينبغي لنا ان نعي هذا المفهوم للهجرة ، كما فعل الحسين ومن معه من آل بيت رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين.
ونستلهم منهم في كل لحظات حياتنا المنهج والتطبيق.
فنهاجر كما هاجروا ..
هجرة عمل وجهاد بالنفس والمال والثقافة والوعي والسلوك والسلاح ، في سبيل الله عز وجل ، الذي خلقنا لهذه الغاية.
وان نستشعر اليوم – اكثر من ذي قبل – حجم المأساة التي عاشتها وتعيشها امة الاسلام (بل والانسانية جمعاء) منذ ما يقارب 1400 سنة.
مأساة التخبط والفرقة والضياع والضلال والانحراف والفتن .. نتيجة التفريط في اعظم امتحان لهذه الأمة : امتحان كربلاء.

اليوم الذي امتحن الله فيه الأمة، ليعلم حقيقة ايمانها وتصديقها وولائها لله ورسالته.
امة تقول في بداية كل صلاة : ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين.
{{افحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون}}..؟

في ذلك اليوم برز الجبت والطاغوت كله ، متمثلا ب(يزيد) ومن معه.. للايمان والحق كله، متمثلا بالحسين عليه السلام ومن معه.
هذا داعيا ومهاجرا الى الله وفي سبيله .. وذاك داعيا ومهاجرا الى الشيطان وفي سبيله.

وهنا كانت لحظة الامتحان الحقيقي للأمة.
لينظر الله في صف من ستقف، وهل هي صادقة الايمان والولاء والعهد مع الله، ام عكس ذلك؟!
وسقطت الامة في الامتحان لحظة سقطت اول قطرة دماء زكية من صفوف الحق فوق رمال كربلاء.
وسقط ايمانها لحظة سقط الحسين.
امة فرطت في حق الله ورسالته بعدما بايعت وعاهدت، ماذا يميزها عن بني اسرائيل وافعالهم وتفريطهم (وهم الذين فضلهم الله على العالمين..!) لتنجو من عاقبة هذا التفريط؟!

ولقد كان.
وجنت الامة، وما تزال، وستبقى، عاقبة تفريطها، حتى تدرك اي ظلم ارتكبته، وتتوب عما فعلته .. وتقول : {يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله}.
وتثور على الجبت والطاغوت الذي هو هو نفسه، مهما غير اسمه او هيئته بين قرن وآخر.
فبنو امية هم انفسهم الامارات.. وال سلول هم انفسهم ال سعود ..
ويهود خيبر هم انفسهم صهاينة اليوم ..
والخوارج هم انفسهم الدواعش .. وهكذا.

عندئذ تكون قامت بالتكفير عن خطيئتها وتفريطها.
وصارت لائقة بتكريم وتعويض الله لها.. واخراجها من التيه التاريخي الذي هي فيه بين الأمم.

والامة اليوم، وفي ظل واقع تفرضه عليها ارادة الجبت والطاغوت الشيطاني، الامريكي، الصهيوني، السعودي، الاماراتي، العالمي، تخضع للامتحان من جديد .. ربما كفرصة اخيرة لها للتكفير عن تفريطها من قبل.
الامة الاسلامية التي ظلت قرونا تدعو الله {ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيله} .. ابعث لنا مخلصا .. ابعث لنا مهديا .. ابعث لنا حسينا.
ها هو الله بعث لها حسين العصر .. ومسيرة العصر.
وها هو اليمن جيش حسين العصر .. يخوض معركة كربلاء العصر. في مواجهة ذلك الطاغوت الاعظم.
وبقدر ما هو امتحان لليمن ، هو امتحان للامة.

اما ان تقف في صف حسين واليمن ضد يزيد العصر ..
واما ان تقف ما بين مؤيدة ليزيد العصر ومتفرجة ..
وتكون عندئذ حكمت على نفسها .. وعليها ان تستعد لعواقب موقفها من الله.
ولعل الجميع نسي وعيد الله : {وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم}
اليوم نحن بأمس الحاجة ، بل والضرورة .. لان نحيي في النفوس والعقول والقلوب، روح الهجرة المحمدية الحقيقية، للواقع الوثني والصنمي والعبودي ..
وروح كربلاء الحقيقية . والهجرة، بل والمواجهة الحسينية لواقع الجبت والطاغوت، والتصدي لهما.

ان لا نجعل من ذكرى كربلاء ايام مناحة وبكاء ولطم وعويل.
بل ذكرى انتصار.
فإذا صرخنا : (هيهات منا الذلة) كانت صرخة قوة وعزة وإباء وشموخ وثورة في وجه الطغيان والظلم والخنوع، في سبيل الله والمستضعفين والمظلومين ..

فلنصرخ : هيهات منا الذلة.
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين
واللعنة على الظالمين
لبيك ياحسين ، سنقاتل من قاتلت ونسالم من سالمت على نهج خاتم المرسلين

ولنصرخ :

الله اكبر
الموت لامريكا
الموت لاسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للاسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى