أحدث الأخبار

كسوة العيد وجشع التجار

مجلة تحليلات العصر الدولية - محمد صالح حاتم

ونحن نودع شهر رمضان، شهر الخير والبر والاحسان والذي مضت ايامه مسرعة ً، على أمل عودته العام القادم بكل خير وعافية، ونستعد لاستقبال يوم الجائزة عيد الفطر، والذي أتنا ولم نكن نريده أن يأتي…!.

فالعيد رغم أنه يوم فرح وسرور وابتهاج وتبادل التهاني والزيارات إلا ان يوم العيد لا يأتي ألا ّبعد مايكون قد تحملت الاسر الكثير من المعاناه والهموم وتراكمت عليها الديون إن وجدوا من يقرضهم المال لشراء كسوة العيد، فأكثر الاسر لاتجد ما تكسي به اولادها بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا جراء الحرب والعدوان والحصار وانعدام المرتبات، أضافة إلى الوجه الآخر للعدوان وهم التجار، الذي يستغلوا شهر رمضان لرفع الاسعار، فأغلب التجار إن لم يكن جميعهم يعتبرون رمضان موسم للكسب وجني الارباح فيستغلوا قدوم عيد الفطر المبارك فيرفعوا اسعار الملابس اضعاف مضاعفه في ظل عجز وصمت تام من قبل الجهات المعنية وخاصة ً وزارة الصناعة والتجارة العاجزة عن تحديد اسعار المواد الغذائية وضبط المخالفين، اما الملابس فلايوجد لدى الوزارة أي سلطة عليها ولاتملك معيار او مقياس لمايدخل إلى اليمن من ملابس بكافه مقاساتها ولكل الاعمار.
فجشع وطمع التجار سيحرم ملايين المواطنين وخاصة ً الأطفال فرحه العيد، فغلى اسعار الكسوة والتي عجزت معظم الأسر عن شراء ملابس لاطفالها سيشكل عائق كبير امام قدرة الاسر الفقيرة من شراء ملابس لأطفالها، فعلى الرغم من انتشار الأسواق والمولات التجارية الكبيرة في العاصمة صنعاء ومعظم المحافظات اليمنية والتي يعرض فيها اشكال وانواع الملابس والموضات الحديثة ذات الجودة الرديئة والغير لائقه بنا كشعب مسلم محافظ، شعب لديه عاداته وتقاليدة وهويته الإيمانية الاصيلة،فمن وجد قيمة الملابس لأطفاله فإنه وللأسف الشديد لايجد ملابس لفتيات تستر عوراتهن وتحافظ عليهن، فاغلبها قصيرة فاضحه ضيقة مخالفه لتعاليم الدين الاسلامي.
فإين دور الجهات المعنية التي سمحت بدخول هذه الملابس وسمحت بعرضها في المولات والمحلات التجارية؟
وفي الأخير نتمنى أن تكون الملابس التي تعرض محلية الصنع إن لم يكن القماش فيكون الخياط، بحيث يتم الزام التجار المستوردين للملابس بضرورة انشاء معامل للخياطة يتم فيها خياطة ملابس الاطفال والنساء في اليمن والذي سيشغل آلاف من الايدي العاطلة عن العمل،فبدل ما يتم استيرادها من الصين والهند وفرنسا وغيرها من الدول وندفع لهم مئات الملايين من الدولارات، واكثرها اجور خياطين،فعندما يتم خياطها في اليمن ستعود هذه المبالغ للعماله اليمنية.ولنا في مبادرة الهيئة العامة للزكاه خير دليل والتي وزعت كسوة العيد على الاسر الفقيرة واسر الشهداء صناعه يمنية فهي بمبادرتها هذه شغلت الايدي العاملة وكست الاسر الفقيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى