أحدث الأخبارالثقافةايرانمحور المقاومة

كلام الإمام الخميني مع البابا

مجلة تحليلات العصر الدولية

بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران ولجوء شاه ايران الى امريكا ارسل البابا يوحنا بولس الثاني -بطلبٍ من الرئيس كارتر- برسالة مع مبعوث خاص له الى سماحة الامام الخميني في قم يطالبه فيها باسم القيم الروحية المشتركة بين الاسلام والمسيحية بالعفوعن الشاه وعدم محاكمته على جرائمه بحق الشعب الايراني.
فيما يلي مقاطع من جواب الامام الخميني للبابا والذي اذيع من الاذاعة و التفزيون ونشرته كل الصحف واطلع عليه كل الايرانيين والشيعة والمتابعون في العالم.
فيما يلي مقاطع من كلام الامام الخميني للبابا يوحنا بولس الثاني
علماً بان العبارات بين حاصرتين […] هي عبارات توضحية من المترجم:-
* لو طلب مني سائر المسؤولين [الوسطاء العالميون] في هذا الوقت الحساس موعداً لبحث عن هذا الموضوع [ تقديم الشاه للمحاكمة] لما قبلت ذلك، لكن المكانة المعنوية للشعب المسيحي والبابا الاعظم يتمتعان عندنا باحترامٍ خاص لذلك وافقتُ على هذا اللقاء.
*لقد سررتُ برسالة البابا لكي اذكّرهُ بما يجب تذكيرُهُ به بأنني وشعبنا بل وجميع الشعوب المستضعفة في العالم من المسلمين والمسيحيين وغيرهم نشعر بوجود قضية مبهمة انتهز هذه الفرصة لأشير اليها وهي:
ان خمسة وثلاثين مليون ايراني كانوا قرابة الخمسين عاماً تحت نير الاستعمار وضغوط امريكا والسيد كارتر بصورةٍ خاصة، وهناك الملايين من مستضعفي العالم ايضاً كانوا ينتظرون التفقد والعطف الابوي من المقام الروحاني للبابا…. العطف الذي يتمثل على الاقل في الاستفسار عن احوال هؤلاء المستضعفين وتحذير المستكبرين الذين ظلموا هؤلاء أو أن يتمثل في حثّ القوى الاستعمارية التي تدعي انها مسيحية لكي تكفّ عن ظلم الشعوب المستضعفة…. ولكننا مع الاسف لم نسمع لحد الان ذلك النداء المعنوي الروحاني [ من بابا الفاتيكان]
نحن وعلى مدى خمسين سنة قدمنا ضحايا بشكل جماعي دخلنا السجون الرهيبة التي تنتهك حقوق الانسان، والتي حبسوا فيها خيرة رجالات هذا الشعب وكانوا يعذبونهم بما ينافي الانسانية…لكننا لم نشاهد جهداً لتخليص هؤلاء المظلومين ولم يفكر السيد البابا الاعظم في دعم هذا الشعب المستضعف او على الاقل يتوسط لتحرير المستضعفين من ايادي هؤلاء الظلمة.
*لقد كنا نتوقع طول هذا المدة أنّ أحداً من رجال الدين في الغرب وخصوصاً كبير رجال الدين المسيحيين [البابا] ان يتفقد هذا الشعب المستضعف:
انا لا استطيع ان أصدّق أنّ الفاتيكان لم يكن على علمٍ بما جرى هنا من جنايات [بحق الشعب الايراني] ولا ادري ماذا اصنع بهذه القضية المبهمة؟ وبماذا اجيب شعبنا لو سألني: (هل أن رجال الدين المسيحيين موافقون على هذه الجنايات التي ارتكبها هؤلاء؟) لا ادري بماذا اجيب عن هذا السؤال.
إن رجال الدين المسيحيين يعلمون تماماً ان القران الكريم صدّق بالمسيح ودافع عن المسيح عليه السلام والصديقة الطاهرة مريم عليها السلام ونزّه أمه الطاهرة المطهرة من التهم الباطلة التي الصقت بها، وفنّد هذه الافتراءات بحقها بقوة وصراحة… وهكذا قام بتأييد المسيح عليه السلام.
كذلك ايّد القرآن علماء النصارى ورهبانهم وقساوستهم.
فلماذا يصدر هذا العمل من السيد البابا فيتوسط [للظالم]عند شعبٍ مظلوم مضطهد يريد ان يكشف للعالم شيئاً من ظلامته ويفضح ظلم هؤلاء المستكبرين للمستضعفين وجرائمهم بحق الشعوب؟
*يجب ان يعلم السيد البابا ان هذه القضية ليست من القضايا التي استطيع حلّها بنفسي دون رأي الشعب، فليس من مبادئنا ان نفرض شيئا على شعبنا، لان الاسلام لا يجيز لنا ان نكون مستبدّين.
اننا نتبع آراء الشعب ونوافق على كل شيء يصوت له الشعب لان الله تعالى لم يعطنا حق فرض آرائنا الخاصة عليه، كما ان نبي الاسلام (ص) لم يمنحنا الحق بفرض شيئٍ على الناس.
-على اي حال ما نطالب به[انصاف الشعب المظلوم من الحاكم الظالم] هو امر انساني وامر يقتضيه حب الانسانية. وشعبنا – لأنه شعب مسلم- يحب الانسانية، وانتم – ولانكم شعب مسيحي- يجب عليكم ان تقتدوا بالمسيح عليه السلام وتكونوا محبين للانسانية كما كان السيد المسيح عليه السلام.
واعلموا ان هؤلاء [الدول الاستعمارية] يعملون – باسم المسيحية – بخلاف نهج المسيح عليه السلام، حيث خدعوا بعض الاحزاب في بلدانهم، واذا ما تمّ كل ذلك [المشاريع الغربية] باسم المسيحيين وباسم المسيح عليه السلام فإن هذا سيشوّه وجه الأمة المسيحية.
*ينبغي ان يهتم البابا بالامة المسيحية، بل ينبغي ان يهتم بجميع الشعوب المستضعفة وان يهتم بشرف المسيحيين ويصون كرامتهم [من التلوّث بجرائم استعمار الدول الغربية]، كما ينبغي ان يفضح هؤلاء الذين يرتكبون باسم المسيح عليه السلام ما يخالف نهج المسيح، وأن يفضح جرائم كارتر ويعلنها للشعب الامريكي ولجميع الشعوب المسيحية … لكي تطلع الشعوب عليها كما فعلنا نحن مع محمد رضا [شاه ايران] وجعلنا الناس يطلعون على حقيقته، فافعلوا انتم كما فعلنا ايضا لكي نشكركم على ذلك.

* وانني ايها السيد البابا اقول لكم: (لو كان المسيح في هذا الزمان لاستجوب كارتر ولانقذنا من مخالب عدو الشعب والبشرية هذا.وانتم – باعتباركم ممثلي السيد المسيح- يجب ان تفعلوا ما يفعل المسيح عليه السلام لو كان موجودا
وانني احمّلكم سلامي الى السيد البابا الاعظم وان تقولوا له: (اننا على اساس العلاقة الدينية التي تجمعنا معكم وهي اننا جميعا موحدون مؤمنون بالله تعالى نطلب منكم ان تساعدوا هذا الشعب المستضعف وتقدموا نصائحكم الابوية الى رؤساء الدول العظمى أو ان تسائلوهم عن سلوكهم بحق الشعوب المضطهدة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى