أحدث الأخبار

كلام في الانسداد السياسي

محمد صادق الهاشمي

16-5-2022.

بعيدا عن تعقيد المصطلحات في معنى الانسداد واسبابه ونتائجه التصورية والتصديقية نقول: ان ما يحصل في العراق لايمكن القول فيه بانه انسداد بل هو ( انسداد وانفراج كبير) .

نعم يوجد انسداد في جبهة الاطار والاطراف المتحالفة معه، الا انه في الجانب الاخر( الثلاثي ) فانه يعيش حالة الاسترخاء والشعور بالنصر وتحقيق المكاسب؛ كونه حقق كل مايريد من سقوف مطالبه دون الحاجة الى اي جهد لتشكيل الحكومة الجديدة كما يقول سعد الحلي (( شلك بالحكومة ودوخت الراس)).

نعم الثلاثي يشعر بتحقيق مكاسب مهمة وفق الحقيقة التالية :


اولا / المكون السني:

اخذ حصته الدستورية واستوفي اهدافه بنيله منصب رئاسة البرلمان، وبقاء عدد من الوزارات المهمة تحت سيطرتهم، وان الازمات الدولية تفعل وزاراتهم اكثر وسوف يتم ضخ 8 مليار في مدنهم وفق مشروع الامن الغذائي وفوق كل ماتقدم فان الحلبوسي يحكم قبضته على القرار السياسي والمالي والسيادي والتنفيذي في العراق وفي المدن السنية، فضلا عن المكسب والدور التشريعي وبهذا الانسداد ينفذ مايريد من اهداف مرحلية وستراتيجية له ولمكونه.

ولم يجد الحلبوسي ( المشروع ) فرصة لتنفيذ مشاريعة من مواجهة الحشد وترحيلهم الا في ظل هذا الانسداد وبالتالي هو ليس انسداد بل هو انفراج كبيرله ولهم؛ كونه يوفر فرصة سياسية؛ لتفعيل ما يطمح اليه هو وغيره .

ثانيا / المكون الكردي:

فيما يخص اربيل وفق الاجواء التي تسود في العراق وقوة الانسداد فانهم يركزون الجهد للقفز الى خارج العراق نحو مزيد من تحقيق المكاسب الانفصالية غير المعلنة، فأن اربيل اتخذت ستراتيجية الاعتماد على الغرب وتلبية حاجات اوربا من الطاقة؛ لذا لايتوقف مسرور عن الزيارات الى تركيا والغرب واوربا والخليج وايضا تتجه اربيل الى الداخل لكسب الوقت وتحقيق مزيد من المال والجهد والسيطرة على النفط والارض والقرار كل هذا يجري سواء تشكلت الحكومة ام لا، وان كان ظرف عدم تشكيل الحكومة افضل لهم؛ لان اربيل دوما تستفيد من الازمات .

ثالثا / في المكون الشيعي:

نجد ان التيار الصدري ايضا يعيش الشعور بالفوز وحصد المغانم وانه يربح اكثرفي حالة الانسداد؛ لبقاء الحكومة بيده، ومعروف ان رئيس الوزراء السيد الكاظمي محسوب على التيار بقوة وايضا في ظل الانسداد يتمكن التيار من تحقيق الكثيرمن المغانم والسيطرة على الدولة والمحافظات، واللجان المالية والاقتصادية والامنية دون منافس في القرار او مانع في التنفيذ لان الاطار ما زال خارج التاثير ولا يتمكن من منع اي قرار تنفيذي او صياغي.

ولسان حال الثلاثي في خطابهم الي الاطار اذا كان دوركم ينحصر في اولا:” تفعيل الثلث المعطل وفي طرح المبادراتثانيا، فالاول مفيد لنا، والثاني لايجد اذن واعيه منا .

نعم يوجد شعور لدي المراقبين بان الثلاثي فهم اللعبة جيدا وادرك ان حل مشكلة الانسداد عديمة الجدوي ولاتعني له شي فهو لا يعاني الانسداد من جانبه بل هو يحقق كل ما بجعبته من مشاريع؛ لذا لاتجد اي مسول من الثلاثي بكل مكوناته يستعمل مفردة الانسداد او يسعي لرفعه من خلال طرح اي مبادرة او الاستجابة لها فعليا وعمليا .


هكذا نرى ان الانسداد هو في طرف من الاطراف السياسية الا انه انفراج في الطرف الاخر اما التوقيتات الدستورية فهي اكبر كذبة في العراق ربما اكبر من كذبة النزاهة بالف مرة . انتهى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى