أحدث الأخبارالبحرينالخليج الفارسية

كلمة سماحة الشيخ عبدالله الصالح نائب أمين عام جمعية العمل الإسلامي “أمل” في الحفل الذي نظمته قوى المعارضة في مركز الامام الخميني بمدينة قم المقدسة تحت شعار يستبشرون احتفاء بعيد الشهداء

مجلة تحليلات العصر الدولية

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ﴾سورة آل عمران الأيات: 169 ـ 171.

أنعمي يا أرواح الشهداء، باركي مسيرتنا، طالبنا بالعزة والكرامة والعبق الفواح الذي يفتح لنا طريق الشهادة والنصر..

*بشارات عظيمة من الله..
الآية الكريمة تختزن بشارات عظيمة، فهم:
ـ أحياء عند ربهم يرزقون.
ـ فرحين بما آتاهم الله من فضله.
ـ ويستبشرون بإخوانهم اللذين سيلحقون بهم.
ـ لا خوف عليهم.
ـ ولا يحزنون.
ـ يستبشرون بنعمة من الله.
ـ ويستبشرون بفضل من الله.
ـ وعدم ضياع أي عمل وجهد قدموه.

ـ وهم المختارون من الله مباشرة ﴿إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾سورة آل عمران الأية: 140.

* ومن النبي صلى الله عليه وآله..
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: “الشهداء أمراء أهل الجنة”.
وهل في الجنة إلا أمير فكيف بأمرائهم؟!!

وفي الدنيا..
أسماء الشهداء في سجل الشرف الإلهي، وسيأتي بإذن الله اليوم التي توضع أسماؤهم في أهم ساحات البحرين، وتُسمى بأسمائهم الشوارع، ويحتفى بهم في كل مكان في بحرين العز والكرامة، وسيكونون القدوات التي يتطلع المؤمنون ـ حملة رآيات الإصلاح الخفاقة الخالدة ـ للاقتداء بهم.

* واليوم..
تمثل قيمة الشهادة في سبيل الله تعالى أعلى صور براءة الأفراد والمجتمعات أمام الله سبحانه تعالى من عبادة الطاغوت ومن القبول بأعماله وانحرافاته ومخالفة الرضوخ له، ولاستعلائه في الأرض.
ويمثل إعلاء المجتمع لقيمة الشهادة وتضحيات الشهداء إعلاء لقيم الله وفي مقدمتها البراءة من الطغيان التي مقدمة على التولي، قال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّٰغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ ۚ فَبَشِّرْ عِبَادِ﴾سورة الزمر أية رقم: 17.
لقد مثل آل خليفة ـ منذ غزوهم البحرين إلى اليوم ـ سيرة الطغيان والفساد، سواء في عدوانهم الأول على أرض الإيمان: البحرين، وهجماتهم على القرى الآمنة، أو في قتلهم لأهلها، أو في انتهاكهم للاعراض، أو في سرقتهم للأراضي والمزارع والأموال، أو في اختطاف النساء والأطفال، أو في تهجيرهم لأهلها، أو في فرضهم الضرائب والمكوس، أو في سخرة أهلها واستعبادهم، أو في عمالتهم للمستعمر الإنجليزي، أو في ملئ السجون بالمعارضين والأحرار والصالحين وتعذيبهم، أو في تلفيق التهم لهم وسجنهم، أو في محاربة أبناء البلد في أرزاقهم وتجويعهم وتهميشهم وإفقارهم، أو في تدمير مجتمعهم وهويتهم التاريخية بمؤامرات التجنيس وملئ البلاد بالغرباء والمرتزقة والاستقواء بهم على أهل البلد، أو في ملئ البلد بالفساد والمنكرات وقواعد القوى الأجنبية، أو في الإستقواء على أهل البحرين بجيوش الجوار، أو في محاربة الشعائر الدينية والمساجد والحسينيات، وليس أخيراً في ربط النظام مصيره بمصير الصهاينة، وإنحيازه بوضوح لمعسكر أعداء الله والأمة..

إن دماء شهداء البحرين هي صك براءة أبناء البحرين من أعمال وأفعال وجرائم الطغيان، وصك البراءة من الركون إليه والقبول بعمله، ولهذا فإننا عندما نحيي ذكرى شهدائنا فإننا نحيي قيمة البراءة من الطاغوت، ونعلن تمسكنا وانحيازنا لنهج المباديء والقيم، ومن جهة أخرى نؤدي بعض الوفاء لمن ضحوا من أجل هذا الشعب وهذه الأمة، من خلال استحضار تضحياتهم والتعاهد على عدم التخلي عن الأهداف التي ضحوا من أجلها.

ولذلك نعلن بوضوح..
١- أن الشهداء هم القادة الذين يمثلون الصدق والقيمة والوعي في الدفاع عن الكرامة والحرية وتحقيق المطالب العادلة التي خرج من أجلها شعب البحرين بغالبيته الساحقة، ونهجهم وطريقهم يجب أن يكون حاضراً بيننا.
٢- أن الدماء الزكية التي أريقت ظلماً هي الحصانة الطبيعية والحماية الفعلية للمطالب المشروعة، ولا يجب تجاوزها في أي حال من الأحوال، وأن دماء الشهداء في مقدمة كل الملفات، ولا يمكن القبول بأي شكل من اشكال القفز على هذه الدماء الزكية واستحصال حقوقهم كاملة بمحاسبة من تجاوز عليهم وتسبب في إزهاق أرواحهم.
3ـ أن الثمن الحقيقي والجبران الفعلي للدماء الزكية للشهداء والتضحيات الكبيرة منهم ومن أهاليهم وذويهم وعموم أبناء شعبنا هو ‏في تحقق المطالب الشعبية المتمثلة في الديمقراطية ‏العادلة، ونظام الحكم الذي يرتئيه شعب البحرين، في دولة القانون والمؤسسات، والتداول السلمي للسلطة، بحيث يكون الشعب هو صاحب السيادة ومصدر السلطات..

تحية الختام..
لعوائلهم الصابرة، ولكل المجاهدين من أبناء شعبنا، من قادة ورموز وأحرار (نساءً ورجالاً)، لا سيما السجناء الصابرين والمكابدين للصعوبات والمتحملين لأنواع الإنتهاكات خصوصاً المرضى والمضربين عن الطعام لا سيما الدكتور عبدالجليل السنكيس، وجميع المهاجرين والمبعدين والمحرومين من العودة للوطن..

والفاتحة والرحمة والرضوان لأرواح شهداء البحرين الطاهرة..
والنصر والظفر وتحقيق المطالب لشعب البحرين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى