أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

كلمة مختصرة حول زيارة البابا الى العراق …

مجلة تحليلات العصر الدولية - علي رباح

لن اذهب بعيداً في تحليل اسباب الزيارة ودوافعها، ولن اضعها في خانة العادية جداً، ولكن سأذكر بضعة ملاحظات انطلاقاً من احترام عقول القراء والناس، وحتى لا نقع في افخاخ الاستلاب الاعلامي الخطير، هذا ومع كل الاحترام والتقدير لموقع البابوية:
١. يشكل الفاتيكان سلطة دينية في اوروبا والعالم في زمن انهارت فيه معظم القيم الدينية في جل هذا العالم، ولم يبق من تأثير لهذه السلطة الا في طلب الدعاء والخطب المنفصلة عن الواقع المعاش.
٢. لم تتخذ الباباوية اي موقف جدي تجاه الام المستضعفين، ولم تقف بوجه الظالمين، بل في اماكن كثيرة كانت امتداداً لهم عبر السكوت او عبر تحميل الجلاد والضحية نفس الثمن بكلام عام، وهذا الموقف يفيد الظالم ويضر بالمظلوم، فلا يقيد الاول ولا يستنقذ الاخر.
٣. دأبت البابوية الى مسايرة التشريعات الوضعية حتى باتت كل المحرمات والمعاصي متسامحاً معها، واخرها التسامح مع زواج الشاذين.
٤. الخطأ ان نقرأ زيارة البابا دون قراءة التاريخ القريب للفاتيكان، ونسأل انفسنا لما التركيز على زيارة بيت النبي ابراهيم في اور في هذه الفترة بالذات (ولو ان الدراسات التاريخية تتحرك بين النفي والتشكيك في اثبات انه بيت النبي عليه السلام)، سؤال لا يفترض اني اتهم ولكن اتساءل…
اخيراً اقول لا تعظموا هذه الزيارة جداً ، فلا نتائج ترجى منها، وأكثر من ذلك فالعاقل من كان حذراً في هذا الزمن السيء، خصوصاً تجاه مَن يأتي مِن الغرب، لابساً بزة عسكرية كان، او رداءاً ابيضاً لطالما برأ اسرائيل من كل جرائمها بدءاً من السيد المسيح وصولاً الى اخر شهيد من امة العرب والمستضعفين.
اقول وأَجري على الله فيما اقول، لطالما كان المسيحيون اخوة لنا، ولطالما كنا والشرفاء منهم في نفس الخندق، ولطالما استشهد منا في الدفاع عنهم، واستشهد منهم لأجلنا، من لبنان الى العراق، والى كل العالم ..
والسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى