أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

كل شيء من حولنا يغلي في هذا البلد

مجلة تحليلات العصر الدولية - إياد الإمارة

لا أريد الحديث عن الغليان السياسي والديني والأمني في هذا البلد فقد يشعرنا هذا الغليان أحيانا بالغثيان ولكني أريد التوقف عند الغليان الفاحش الذي تشهده السوق العراقية منذ إنتكاسة رفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي وإلى يومنا هذا!
الرفع غير المنصف وغير المبرر الذي كان عبارة عن خطأ إقتصادي جسيم تسبب به البرلمان العراقي السابق برئيسه السابق الحالي وتسببت به الكتل البرلمانية السابقة الحالية وقبل كل ذلك كان الخطأ من قبل حكومة السيد مصطفى الكاظمي التي لم تنصف محدودي الدخل من العراقيين وبقيت حكومة إمتيازات بامتياز تمنح حقوق الناس لفئة معينة ولجهات من خارج العراق على شكل منح وإستثمارات!
لا زلت أتذكر الصورة التي تعانق بها السيدان الحلبوسي والخال العزيز الذي أحبه كثيرا (الكعبي) بعد أن مُرر قرار رفع سعر الدولار وكأن الرجلين حققا إنجازا غير مسبوق بأن ضاق العيش على المواطن الفقير وأصحاب الدخول المتوسطة الذين خُفِضت رواتبهم إلى الثلث قسرا ودون سابق إنذار..
هل تتذكرون الصورة معي؟

العراق بلد مستورد يستورد حبة الطماطم ورأس البصل يا أيها السادة (رؤوس البصل) بالعملة الصعبة (الدولار) ومن الطبيعي جدا ومن البديهي جدا أن يرتفع سعر كل شيء في هذا البلد: الغذاء، الدواء، كافة المستلزمات الأخرى …
القضية لا تحتاج إلى رؤية حاذقة ولا إلى خبير إقتصادي حاذق ينبينا بأن حياة العراقيين ستصعب بعد رفع سعر صرف الدولار الذي زعم البعض بأنه سيوقف تهريب العملة ولم يوقفها بل الغريب أن مزاد بيع العملة الصعبة قد إرتفع فعن أي إيقاف تهريب عملة تحدث وقرر وصوت وفرح الاخوة به؟
أمر غريب جدا غير مسبوق في أي بقعة من بقاع العالم ..
لم يحدث في أي دولة تحترم نفسها وتحترم مواطنيها أن تسببت بإضعاف عملتها الوطنية لصالح عملة أجنبية كما فعلت الدولة العراقية برئاساتها الثلاث ..

المشكلة إن الطفرة غير المتزنة في أسعار المواد كل المواد في العراق غير متوقفة ولا تزال مستمرة ..
إذ فتح قرار رفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي شهية بعض المستغلين لأن يستمروا بالرفع والرفع مستمر..
الرفع من أجل النصب وهذا ليس من قواعد اللغة العربية بل من قواعد اللعبة السياسية في عراق لا يجيد أهل السياسة فيه العمل السياسي.
المشكلة إن هناك تقارير تفيد بوجود إرتفاع عالمي بأسعار بعض المواد وفي مقدمتها الحبوب فهل يدفع هذا الواقع العالمي لتعضيد العملة المحلية وتقويتها أمام العملات الأجنبية أم العكس؟
حقيقة الحال إن السيد مصطفى الكاظمي ليس إقتصاديا فالرجل حقوقي وإن كان متخرجا من كلية أهلية درس فيها مساء ولم يقدم لنا إلى الآن شهادته الثانوية (الإعدادية) فهذا غير مهم لأن مهاراته (الحقوقية) واضحة جدا وضوح آلام العراقيين المستمرة أصحاب الحقوق الضائعة، لكن ذلك لا يمنع وجود إقتصاديين في الحكومة أو الدولة العراقية لديهم قدرة التمييز والتقرير بصورة صحيحة وإن كانوا قد تخرجوا من كليات أهلية دراسة صباحية أو مسائية شريطة أن يقدموا شهاداتهم الثانوية من مدارس معتبرة وإن كانت من خارج العراق.

أعود مرة أخرى إلى موضوع الرفع والنصب لأقف عند حالة الجر أيضا ..
كل ذلك غير مرتبط بقواعد اللغة العربية التي لا يجيدها العرب وسيبويه ليس من ناحية السيبة العراقية البصراوية فيا للغرابة!
وإنما مرتبط بقواعد اللعبة السياسية -كما ذكرت- وهي فعلا لعبة تقوم على أساس فريق واحد يلعب على طريقته بالآخرين ليحقق الفوز دائما.
الفريق السياسي العراقي -أغلبه- يلعب بالشعب العراقي ولا يلعب مقابله وبالتالي فالقاعدة العراقية المزمنة أن تكون الغلبة للفريق السياسي!
الفريق الذي يرفع سعر صرف الدولار وأشياء أخرى ليست لمصلحة هذا الشعب المظلوم..
وهذا الرفع للنصب ..
النصب الذي يجر الناس إلى هذا الوضع المزري الذي يعيشونه الآن والله كريم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى