العراق

كورونا ومستقبل العراق

مجلة تحليلات العصر

إياد الإمارة
البصرة ٤ نيسان ٢٠٢٠

▪ هل من المبكر الحديث عن مستقبل هذا البلد بعد جائحة كورونا؟
خصوصاً وإن العراقيين (ساسة وشعب) لا يعبئون كثيراً بالمستقبل ولا يعملون من أجله العراقي أبن يومه لكني أجد من الضرورة الحديث عن هذا المستقبل “ما بعد كورونا” في بلد ينحدر إلى الهاوية بقوة بين فترى وأخرى ولا يحاول النهوض إلا وإنحدر أكثر..
وقبل ذلك من المناسب أن نرى العالم من حولنا وهو يرسم رؤية ما بعد كورونا ولو بشكل سريع.
يقول وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كسنجر:”إن الأضرار التي الحقها تفشي فيروس كورونا المستجد بالصحة قد تكون مؤقتة، إلا إن الإضطرابات السياسية والإقتصادية التي أطلقها قد تستمر لأجيال عديدة” جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.
أما الكاتب الإقتصادي البريطاني فيليب ليجرين فإنه يقول:”جائحة كورونا سيكون لها تأثير دائم”.
ويرى إدغار جلاد مدير الأخبار في تلفزيون B. B. C. نيوز العربي:”كلما طالت مدة المعركة مع الوباء، خصوصاً في الدول الصناعية الكبرى، كان حجم التغيير والتداعيات أكبر”.
المراقبون من حولنا في العالم تحدثوا عن الكثير من التغييرات التي أعقبت كل جائحة مرت بها البشرية ليس في تاريخنا المعاصر فحسب بل على طول خط الأوبئة والطواعين التي تعرضت لها، البعض منهم يرى أن الثورة الصناعية التي شهدتها آوربا كانت بسبب جائحة ضربت العالم أدت إلى تغييرات دفعت بآوربا بعد ذلك إلى الدخول في عصر الثورة الصناعية وإكتشاف الآلة التي تعمل بواسطة البخار، ويرى الجميع إن جائحة كورونا سوف تلقي بظلالها على مستقبل البشرية، هي قد لا تغير موازين القوى كثيراً ولا تبيد قوى لتشيد مكانها أخرى لكن سيحدث أن تتغير الموازين والإهتمامات والتحالفات وطرائق التفكير..
العالم اليوم وقواه الكبرى يراجع خططه وهو في الجائحة هذا أمر واقع كتب عنه الكاتب السياسي اللبناني محمد قواص وهو يصف الواقع الحالي في أمريكا «تلقت الترامبية ضربة مباشرة في الصميم. في واشنطن مَن يتهمه بأنه جرد البلاد من دفاعاتها ضد الأوبئة. أعاد ترامب نفسه الحديث عن التعاون الدولي. أدرك الرجل أن “امريكا اولاً” لا تستطيع إنقاذ أمريكا، وإن الفيروس الذي لم يفرق بين شرق وغرب او بين أمة وأخرى، فرض نفسه عدواً أصيلاً للبشرية جمعاء…»
في العراق نحن لا نعتبر ابداً وإن كان تفشي الجائحة للآن يبدو محدواداً لدينا ونأمل أن يبقى محدوداً إلى أن ينتهي تماماً من العراق والعالم..
لا نعتبر من أي جائحة..
لقد كانت هجمة داعش الإهابية جائحة ومن قبلها كان كل إرهاب ما بعد ٢٠٠٣ جائحة لم يعتبر منها أي منا إلا قلة من قليلي الحيلة الذين لا يملكون أي تأثير في مسار الحدث العراقي.
العراقيون سياسيون وغير سياسيين -والحديث عن الأغلبية- صلفون جداً بأُفق محدود لا يفكروا إلا بأنفسهم فقط وبوحشية وأنانية وبالتالي فنحن لن:
١. نحاول ترتيب علاقاتنا مع شركائنا أو جماهيرنا على اساس وطن..
٢. لن نفكر أيضاً بطريقة تؤمن لنا أمناً غذائياً أو دوائياً يجنبنا كوارث المستقبل التي ستستمر..
٣. نحن لن نفكر ببنى البلد التحتية المعدومة، لن نفكر بتطوير الواقع الصحي ووو…
٤. لن نفكر بميزانيات وإدخارات طوارئ..
٥. لن نفكر بتأهيل واقع صناعي يؤمن ابسط إحتياجاتنا الضرورية..
٦. الزراعة لن تكون من إهتماماتنا العراقية الوطنية..
٧. لن نفكر بتطوير الأساليب التعليمية وسيبقى تقليدياً في هذا الجانب إلى أن يشاء الله..
٨. وستبقى “ثقافتنا” بالية جداً ومحكومة بقدح خمر “خايس”، لن يفكر رجالها “الملطلطين” بتطويرها أو جعلها ذات فائدة لنا..
٩. ديننا أيضاً “موجة العواطف الفارغة الموسمية” هو الآخر لن نفكر بالخروج عن أطره التقليدية البالية المحكومة بعقد “جاهلية” لا تستطيع أن تواكب حاجة المجتمع .. لم نستطع للآن -ولا بعد جائحة كورونا- فهمه والعمل به بإصوله الحقيقية..
وختاماً أنا اعتقد إن العالم كل العالم من حولنا سيتغير ويعتبر ويطور نفسه إلا نحن في هذا البلد فلن نتغير ولن نعتبر ولن نطور أنفسنا نحو الأحسن، وإن غداً لناطره قريب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى