أحدث الأخبارايرانشؤون امريكيةمحور المقاومة

كيان الإحتلال يتوقّع مرحلة معقدّة للموساد بسبب التغييرات والأخير يتفاخر بأهم انجازاته: زعزعة النووي الإيراني والتطبيع

مجلة تحليلات العصر الدولية / يسرائيل هايوم

توقع المحلل الإسرائيلي للشؤون العسكرية، يوآف ليمور، أن تكون المرحلة المقبلة أكثر تعقيدا بالنسبة لجهاز الاستخبارات الخارجية (الموساد)، مشددا على أن الأمر يتعلق أيضا في دخول الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إلى البيت الأبيض.ليمور، أحد الأبناء المدللين للمنظومة الأمنية في تل أبيب، نقل عن مصادره “واسعة الاطلاع” أن العام المنصرم 2020 كان هادئا نسبيا من الناحية الأمنية، فقد شهدت الجبهات الأربع الساخنة المباشرة أقل توترا وعنفا من أي وقت مضى، وهي قطاع غزة والضفة الغربية وسورية ولبنان، بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، وعلى نحو خاص بفعل انتشار (كورونا)، التي شغلت العالم من حول إسرائيل، طبقا لمصادره.وأضاف الخبير الإسرائيلي في تحليل نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) العبرية الموالية لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، وأضاف أن “الفلسطينيين في الضفة وغزة يخشون الوباء، ولبنان مدمر اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وساعدت سلسلة من الأحداث الداخلية، أبرزها انفجار مرفأ بيروت، بكبح جماح حزب الله، وسورية الأقل تأثرا من كورونا، إلا أنها في الوقت عينه منخرطة بشؤونها، وغير مهتمة باشتباكات يصعب تعافيها من الحرب، طبقا لأقواله.وشدد ليمور في على أن الولايات المتحدة ساهمت إلى حد كبير في تهدئة هذه الجبهات، عندما وجهت ضربة قاسية لإيران بقتل الجنرال قاسم سليماني في يناير من العام الماضي، الأمر الذي أدى لعطل كبير في نشاطاتها لتأسيس وجود للمليشيات المسلحة في سورية، وتسليح رعاياها بأسلحة متقدمة، وفق ما نقله عن مصادره.ليمور عدد ما أسماها بـ”إنجازات الموساد” في العام الماضي، حيث وجه ضربات مؤلمة لإيران في الداخل: تخريب مصنع لإنتاج أجهزة طرد مركزي متطورة في ناتانز، اغتيال قيادي بارز في القاعدة في طهران، واغتيال العالم النووي والأب الروحي للبرنامج النووي، البروفيسور محسن فخري زاده في نوفمبر من العام الفائت.وكشف الخبير العسكري الإسرائيلي النقاب عن أن هذه العمليات أثارت النقاش حول القدرات العملياتية غير العادية التي يمتلكها الموساد، وهي قدرات تم بناؤها خلال العقد الماضي، وبدأت عقب اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة حماس بدبي، وبعدها قرر الموساد تقليل المخاطر على عناصره المنتشرين في المنطقة، وطور القدرة على القيام بعمليات مماثلة بمساعدة “مرتزقة” يعملون لصالحه، دون ترك أي أثر، كما قال.وكال ليمور المديح لقائد الموساد الحالي حيث قال إن هذه القدرة تحسنت بشكل دراماتيكي في السنوات الأخيرة، حيث أخذ مدير الموساد جهازه إلى الحافة، وأحيانا أبعد من ذلك، بحثا عن أفعال من شأنها الإضرار بإيران، وتعطيل خططها، وفي هذا الصدد، كان عام 2020 مميزا بشكل خاص للجهاز: فقد وصل لمستويات تشغيلية، مع معرفة كيفية الاستفادة من مظلة الحماية الواسعة التي مدتها إدارة الرئيس دونالد ترامب لتشمل إسرائيل، حيث طور علاقات ممتازة مع أقطاب الإدارة المنتهية ولايتها، خاصة وزير الخارجية مايك بومبيو الذي أصبح الصديق الشخصي لكوهين، علما أن بومبيو شغل منصب رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) سابقا.المحلل ليمور عاد وأكد مرة أخرى، كغيره من جوقة المراسلين والمحللين العسكريين في إسرائيل، مساهمة في عمليات التطبيع الأخيرة مع كل من الإمارات، البحرين، المغرب والسودان، بمساعدة من مجلس الأمن القومي، المسؤول عن الاتفاقات مع السودان والمغرب، حيث قاد الموساد بناء العلاقات مع دول الخليج، التي جاءت تتويجا لعملية استمرت عدة عقود، وانتشرت في بلدان أكثر مما تراه العين، وفق تعبيره. ولم يتطرق ليمور، وهو أحد صحافيي البلاط إلى الخلافات بين الموساد ومجلس الأمن القومي حول من ساهم أكثر في عمليات التطبيع مع الدول العربية.وشددت المصادر الأمنية التي استند عليها ليمور على أن دور الموساد “اتضح من خلال لقاء نتنياهو مع ولي العهد السعودي في مدينة نيوم الساحلية، بمشاركة كوهين، التي شملت زياراته إلى قطر وعمان ودول إسلامية أخرى”.وخلص الخبير الإسرائيلي إلى القول إن دور الموساد سيكون أكثر تعقيدا مع إدارة بايدن، وإمكانية استئناف المحادثات حول عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي، وستتضاءل بالتأكيد حرية عمل الجهاز، والعلاقة السياسية الحميمة التي أداها الجهاز في السنوات الأخيرة، وهذه ستكون مشكلة “د”، خليفة كوهين، المعين الأسبوع الماضي، وما يعني ذلك من تطلع كوهين للعمل في السياسة، ومواصلة الاستفادة من إنجازاته في الموساد، كما قال.يشار إلى أن خليفة كوهين هو (د) من الموساد، الذي لا تسمح الرقابة العسكرية في تل أبيب بنشر اسمه، حتى يبدأ بممارسة مهامه فيشهر حزيران (يونيو) القادم، علما أن نتنياهو قد يعين كوهين سفيرا لإسرائيل في الولايات المتحدة، وأن كوهين نفسه لم ينف أو يؤكد التقارير التي تحدثت عن نيته الانخراط في الحياة السياسية بالدولة العبرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى