أحدث الأخبارالعراقايران

كيف تدمر الجيوش

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: منيرة الهاشمي

قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ (34)
كان يا ما كان في سالف الزمان جيشان عظيمان يقبعان
في منطقة شاسعة غنية بالثروات أما الأول فهو جيش الشاه الإيراني الذي كان يصنف الخامس عالميا في البحرية
ولكنه كان تحت إمرة القوى الغربية وكان يعد الشرطي المخلص لحماية مصالح الإمبريالية الغربية والقوة العازلة ضد التمدد الشيوعي الى خليج فارس وبلدان الحجاز عامة
فكانت القبعات تخلع والرؤوس تطأطؤوا للشاه وتقبل اياديه لأنه كان الحارس المخلص الذي يسهر على حماية اسياده بريطانية وأمريكا واتباعهم و مصالحهم في المنطقة الى حد هنا كان كل شيء على ما يرام بالنسبة للغرب وللكيان المحتل لفلسطين كانت المخططات تسير بهدوء نحو الغاية الا انه كان فمة جيشان تواجدهما يضج مضجع الكيان المحتل و صانعيه وهما الجيش السوري والجيش العراقي .
وفجأة انقلبت كل المخططات و تغيرت الأولويات وتزعزعت المسلمات و اختلطت الأوراق وأصبح هنالك أمر واحد مهم في هذا العالم بل في هذا الكون وهو أيضا الأخطر بدرجة مرتفعة وملحة حيث يصبح كل عداء عداه من المحدثات العابرة و السطحية .
هذا الحدث هو الثورة الإيرانية
وليس هذا فقط بل هنالك من هو مفزع ومرعب ومزعزع لكل المسلمات والبديهيات بالنسبة للغرب وهو خطوات وجرأة الشباب الثائر (الحرس الثوري) وقائده الخميني فالاول تجرأ على السفارة الامريكية وحجز من فيها كرهائن والثاني اي الامام القائد صدح وعلى الملأ وبأعلى صوته ان أمريكا هي الشيطان الأكبر .
أحست أمريكا والعالم بأسره ان هنالك انفجار خرج من قلب الأرض فغطى الكرة الأرضية بهتافات (الموت لامريكا)
كانت تخترق كل القوانين التي كادت أن تكون قوانين سماوية التزاما وخوفا وطمعا
نعم كانت الصدمة شديدة وقاتلة ولكن الوقت لا يسمح بدراسة متأنية للحل فعلى حدود إيران هنالك من يحلم بالعظمة وهو مستعد لحرق الدنيا من أجل حلمه الذاتي
صدام المغرور ، نعم بينما كانت الاسترتيجة الامريكية تهيؤ لفتنة وحرب بين العراق وسوريا يحترق فيها الجيشين الأكبر عربيا بعد تقزيم الجيش المصري باتفاقية كام دفيد للسلام
تغيرت الأولويات فالخطر الإيراني داهم فهو اول من تجرأ بفثح سفارة فلسطينية على اراضيه
توجهت بوصلة الحرب إلى العدو الاشرس والذي على العالم وأده وهو رضيع ، الثورة الايرانية .
إلا أن صدام المغرور الذي زج بجيشه وشعبه في حرب كان يظن أنها (فركة كعب) كما يقول المثل الشعبي ، ثم سيصبح إمبراطور الخليج الفارسي ،
فسولت له نفسه وسوس له الشيطان الأكبر ان هذه ثورة فتية لم تستقر بعد وأن لنا عملاؤنا في الداخل الإيراني وهم من سيتولون إمدادنا بالمعلومات و كذلك تأليب الضعفاء من الناس ، وزين له الشيطان انه سيكون القوة التي يعتمد عليها الغرب عوضا عن الشاه ويكون القائد الزعيم على كل المنطقة العربية فهو طبعايهوى العظمة والتسلط والتجبر وهم يعلمون ذلك .
ولكن يا خيبة المسعى فقد سقط في حرب استنزاف
رصد لها الغرب أموال الخليج العربي وكل مقدراتهم وثرواتهم وأسلحتهم ولم ينالوا شيئا و بعد ثماني سنوات من الحرب حيث ان الكفة بدات تميل نحو نتيجة قد تكون كارثية اذا واصلوا الحرب وانتصرت ايران فسوف يعتنق الشباب العربي أفكار الخميني ويتاثروا به ، ذلك الشباب المكلوم بانهزامات الحكومات العربية و المخذول
من طرف القمم العربية والجامعة فسوف يجد في الثورة الخمينية ملجأ وهذا هو الخطر الداهم والأخطر بالنسبة لهم ولكيانهم المحتل لفلسطين.
فأوقفوا الحرب .
ولكن الحالة الاقتصادية للعراق كانت كارثية فقد تخلى عنه كل من زج به في هذه الحرب .
ولكن خطر الجيش العراقي حسب أمريكا أصبح أكبر مما كان عليه ،
فثمانية سنوات من الحرب اكسبت هذا الجيش خبرة قتالية واقعية مباشرة وعليه وجب تفكيكه وتدميره قبل فواة الاوان.

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120)
فكان اجتياح الكويت. ثم القرار الأممي بتأديب العراق ثم محاصرته ثم تدميره ببركة رئيسه المغرور الظالم صدام
بالتزامن كانت مهمة الأفغان العرب (القاعدة )
تدمير الجيش الجزائري في الجانب الغربي من الشرق في العشرية السوداء
بينما نأى حافظ الأسد بالزج بجيشه في أية معادلة خارج سوريا فقد خبر الخطة والهدف إذ انه كان اول من اكتوى بهذا المخطط حينما حمل الإخوان السلاح وطالبوا بخلافة إسلامية في مدينة حماة السورية .
بعد عملية 11 سبتمبر المشبوه التي سمحت لامريكا ان تاخذ العالم باسره رهينة لتنفيذ مخططاتها دون حسيب ولا رقيب تحت عنوان (الاسد المجروح) والذي يسمح له برد اعتباره كيف ما بدا له ، دمرت افغانستان
ثم دخل جيش الناتو بزعامة أمريكية بريطانية العراق واحتلوها .
وكانت امريكا قد اعلنت على انها سوف تعيد ترتيب ما يقارب 60 دولة اسلامية عبر محاربة الارهاب ونشر الديمقراطية فيها .
ولاحظ العالم طريقة نشر الديمقراطية في العراق وكيف صنعوا بالعراق الشامخة أفسدوا الأرض والحرث ونهبوا وسرقوا وجعلوا اعزة أهلها اذلة وشاهد العالم فضيحة أبو غريب وحقوق الإنسان وكشف الغرب والصهاينة على وجههم المقنع (الجوكر ).
فتحرك أحرار العراق وهزم الأسد المجروح
فاستنجد هذا الأخير بحصانه الرابح والذي تخلى عنه في لحظة ما وهم القتلة المرتزقة تجار الدين الدواعش ورديفاتهم.
فجاءت بهم من كل أصقاع الأرض حاشرين القوافل والأولوية عبر العالم لإسقاط المقاومة في العراق و الجيش في سوريا
ورغم انها فشلت في كليهما ولكن سياسة الفوضى الخلاقة التي اظهرت فشلها وعجزها في لبنان وسوريا ولكن المخطط مستمر فليبيا الساحة الخلفية لتدمير الجيش المصري الذي ينعم بالراحة والتدريب منذ ان انتهت حرب 1973 فحان الوقت ان يدمر .

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120)
السيسي يريد الدخول إلى ليبيا بجيشه تحت عنوان حماية حدوده فليبيا ارض الميعاد
واردوغان ات من اخر الدنيا بجيش من تركيا
ودواعش من سوريا طمعا في الغاز وفي الخلافة العثمانية
كذلك ليبيا ارض الميعاد .

فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ (120).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى