أحدث الأخبار

كيف روّضت ايران اميركا والغرب على اللّهاث وراء الاتفاق ؟

العصر- للمرة فوق العاشرة عاد الاميركيون الى معزوفة “الاتفاق اصبح جاهزا” و”الاتفاق على الطاولة” بشأن المفاوضات الجارية مع ايران حول رفع الحظر عنها والعودة للاتفاق النووي المبرم في عام 2015 .

▪️لا يخطئ من يعتقد بأن القسم الاعظم من الالاعيب السياسية للادارة الاميركية الحالية ولعبها على الحبال منذ استئناف المفاوضات مع ايران من جديد، يعود الى محاولة الاميركيين لالقاء اللوم على ايران واظهارها بأنها هي من تعرقل وتجمد الاتفاق النووي وليس البيت الابيض الذي انسحب منه.

🔸وفي احدث التصريحات يقول منسق العلاقات الاستراتيجية في مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض جون كيربي فجر اليوم الخميس بأن المفاوضات حول العودة للاتفاق النووي استكملت تقريبا وان مسؤولية القبول والرفض تقع على عاتق ايران.

🔹✨. وكأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي التي انسحبت من الاتفاق وليس اميركا ترامب، ولذلك فهي مطالبة بالعودة اليها، وهذه هي سياسة التفاوض تحت الضغط التي تمارسها اميركا لانتزاع النقاط مع ايران، أما اذا اردنا ان نعرف مدى نجاح الاميركيين والغربيين في هذه السياسة علينا ان ننظر من الذي يعلو صراخه من التأخير في التوصل للاتفاق ؟

🔸يقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني في مؤتمره الصحفي الاسبوعي يوم الاثنين الماضي ان ايران أبدت كثيرا من المرونة في المفاوضات وتفكر قطعا في الاتفاق وترغب في التوصل اليه في المستقبل القريب “لكنها لن تتسرع وتأخذ مصالح الشعب والبلاد بعين الاعتبار ولن تضحي بها للاستعجال”.


🔹اذا، الجهة المستعجلة ليست ايران، وقد جلس الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون لساعتين متواصلتين رافعا لسماعة هاتف مكتبه، يوم السبت الماضي، ليناقش مع الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي تطورات المفاوضات وكيفية التوصل الى اتفاق ليبلغه نظيره الايراني بان المسرحية الاخيرة للغربيين في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية واستصدار قرار ضد ايران قد اضر بالثقة السياسية، ومعنى الكلام “اننا لا نثق بما تقولون”.

▪️لقد راهنت اميركا والغرب على اطالة أمد المفاوضات آملين بأن تؤدي ضغوطهم القصوى الى كسر الموقف الايراني لكن الاجراءات النووية الايرانية المضادة قلبت الموقف، فبعد ايقاف عمل كاميرات تابعة للوكالة الذرية كانت تعمل خارج نطاق نظام الضمانات، اعلنت ايران يوم امس الاربعاء على لسان رئيس منظمتها للطاقة الذرية “محمد اسلامي” عن قرب انشاء مفاعل نووي بحثي جديد في اصفهان لاختبار الوقود النووي للمفاعلات الاخرى، وهذا يعني انتقال ايران من موضوع تخصيب اليورانيوم الذي جن جنوب الغرب بشأنه الى وضع الثقل في الجزء الأهم من النشاط النووي أي دورة الوقود وامتلاكها بشكل كامل والانتاج التجاري الوفير للوقود النووي للمفاعلات، وسيعلو خلال الايام القادمة صراخ الاميركيين والغربيين الذين يلفون لفها، حول هذه المرحلة الجديدة وبالغة الحساسية من التطور العلمي الايراني.

🔸✨. لقد طرق مسؤول ملف المفاوضات مع ايران في الادارة الاميركية روبرت مالي مرة اخرى باب العمانيين يوم امس الاربعاء ليتوسطوا مجددا ربما لعقد جولة جديدة من المباحثات او ايصال رسالة الى الايرانيين، بعدما استضافت قطر ايضا مفاوضات مماثلة قبل اسابيع، وهكذا انقلب التسويف والمماطلة الغربية تجاه ايران والاتفاق النووي، الى تطور تكنولوجي ايراني في هذا المجال وهي أداة ايران لابطال مفعول استراتيجية الغرب لاستنزاف ايران اقتصاديا وسياسيا، واجبار الغرب على اتباع سياسة “اللهاث وراء الاتفاق مع ايران”، والغربيون اثبتوا بأنهم يجيدونها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى