أحدث الأخبارسوريامحور المقاومة

كيف عزز حلف الأسد وسليماني والسيد نصر الله مساعي تحقيق النصر في سوريا؟

مجلة تحليلات العصر/ المصدر: الميادين

خلال سنوات صعبة للغاية، تحولت سوريا من دولة تدافع عن نفسها إلى دولة مواجهة لمشروع يخطط لضرب المنطقة بأسرها، تحولت إلى دولة مواجهة برفقة حلفائها.الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله تحدث في “حوار العام” عن دور قائد قوة القدس الشهيد الفريق قاسم سليماني، وعن غرفة العمليات الإيرانية، وعن إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمشاركة في الدفاع عن سوريا، والتي ضمّت حلفاء من الرئيس الأسد إلى الشهيد سليماني إلى السيد نصر الله.في حوار العام على الميادين كشف السيد نصر الله أسراراً حول الحرب على سوريا تتصل باللحظات الأولى لبدء الأزمة، مع تفاصيل كان شاهداً عليها حين تجاوب الأسد مع مطالب شعبية كثيرة، وعرض حواراً لحل سلمي للأزمة.وروى السيد نصر الله كيف أن دولاً عربية وإقليمية كانت تعتبر صديقة لسوريا رفضت الحل السياسي، ووضعت جداول زمنية لسقوط النظام. وأدلى بشهادة للتاريخ عن دور قامت به إيران للوساطة مع قوى سياسية، فكان الجواب بالمضي في الخيار العسكري المدعوم خارجياً.لقد كانت حرباً كونية تدخلت فيها كل دول العالم وأقواها، واستخدمت فيها كل الأسلحة وصرفت لأجلها أموالاً طائلة. لكن في النهاية تحققت لسوريا عوامل صمود ونصر، ليصبح السؤال الأهم والأكبر، ما سر الأسد وسليماني ونصر الله؟أكد السيد حسن نصر الله أن الشهيد سليماني كان قد توقع مساعي أميركا وحلفائها لإدخال سوريا في الحرب انتقاماً منها على مواقفها المعادية لـ”إسرائيل”.مساعي الحل السياسي في سورياالسيد نصر الله كشف حجم الجهود التي بذلت لإقناع الأطراف السورية في الحوار للحل في الأسابيع الأولى لبداية التظاهرات. وكشف عن غرفة عمليات شكلت في طهران بإشراف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي للتواصل مع الجهات المعارضة السورية.وقال “استنفرت كل الجمهورية الإسلامية لأنها كانت مقتنعة بالحل السياسي، وأنه لا نريد في سوريا أن تذهب الأمور إلى مواجهة مسلحة”.وأكد السيد نصر الله أنه وبعد موافقة دمشق والرئيس الأسد لعب الشهيد سليماني الدور الرئيس في إقناع الرئيس الروسي بالدخول إلى سوريا.ولفت إلى أنه “سيبقى ذكر الشهيد سليماني خالداً في ضمير الشعب السوري الذي لن ينسى وقوفه إلى جانب الجيش السوري في دفاعه عن سوريا ضد الإرهاب وداعميه، وبصماته الجلية في العديد من الانتصارات ضد التنظيمات الإرهابية”.-أنيس النقاش : معرفة الحلفاء الثلاثة لأهدافهم جيداً أدى إلى انتصارهم

وفي هذا الإطار، قال منسق شبكة أمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية أنيس النقاش، في حديث للميادين إن “الأسد ينطلق في قراراته من منطلقين: الأول معرفة الخصم والثاني الدفاع عن بلده، وهو يقول: أنا ليس لدي خيار سوى الصمود”.وأشار النقاش إلى أن الأسد قال إنه أعطى لحلفائه الحرية للذهاب إلى الآخر في الحوار مع المعارضة، بغية الوصول إلى حل المسألة السورية، لافتاً إلى أنه “عندما وصلوا إلى طريق مسدود مع المعارضة أوقفوا الحوار، مع عدم تقديم أي تنازلات، لينتهي ملف الحوار مع المعارضة هنا”.النقاش قال إن الأسد “لم يطلب تدخل إيران في سوريا، بل مجموعة متطلبات لكي تصمد، حيث أن سوريا كانت فعلياً خيمة صمود المقاومة، وبعد هذه المرحلة بدأت الاستراتيجية باتخاذ قرار الدخول إلى سوريا لكي يكون المحور متكامل”.وتابع أنه عندما انتهى الحوار مع المعارضة بدأت المجموعات المسلحة من الأجانب بالدخول إلى الحرب في سوريا، معتبراً أنه حينها اتضحت صورة الحرب والأهداف.النقاش لفت إلى أن الذي فتح الباب لدخول روسيا ميدان الحرب السورية “هو اللقاء الذي جمع الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.وأوضح أنه وبعد الحوار بين جليلي وبوتين جاء سليماني مع الخرائط للتحدث كيف يمكن الدخول إلى سوريا، حيث لسليماني كان دوراً تقنياً.وقال النقاش إن تقرب قطر وتركيا من سوريا “كان هدفهما إما تغيير سياسة النظام أو إسقاطه، وكان جواب الأسد لقطر وتركيا أنه لا يغير سياساته من خلال هكذا تقارب وعلاقات”.كما أكد أن القوى الثلاثة يعرفون الأهداف جيداً، ومتفقون عليها، لذلك هم صمدوا بإيمانهم والثقة العظيمة التي بينهم أدت إلى نجاح هذا الحلف”.وشدد النقاش أن ما جمع بين الأسد وسليماني ونصر الله المعرفة بالأهداف المشتركة والعدو والثقة المتبادلة بينهم.-أبو عاصي : الصمود في سوريا كان معجزة لأن الحرب الكونية كانت قادرة على إسقاط أي دولة

بدوره، قال محمد أبو عاصي مدير مركز دراسات الشرق الأوسط محمد أبو عاصي، في حديث للميادين إن “محور المقاومة هو الذي يعيق المشاريع والمخططات الأميركية في المنطقة”.وتابع أن العوامل الثلاثة التي ساهمت في الصمود والانتصار، “هو أن القضية الأولى مرتبطة بشخص الرئيس بشار الأسد، التي لعبت دوراً محورياً في صمود سوريا، وثانياً الالتفاف الشعبي حول الرئيس، وثالثاً الجيش السوري”.وأكد أن هذا التحالف لم يكن فقط مع سوريا، وإنما للدفاع عن فلسطين أيضاً.ورأى أن انتصار سوريا كان انتصاراً على كل الجبهات “امتداداً من العراق، إلى الغرفة المشتركة التي كانوا يديرونها ضد سوريا، وهم كانوا يراهنون على سقوطها، لكن ما حدث كان معجزة”.وختم قائلاً إن “الصمود في سوريا كان معجزة لأن الحرب الكونية كانت قادرة على إسقاط أي دولة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى