أحدث الأخبارالثقافة

كيف كان مجيئنا لهذا الكون .. ” حيرة ” .؟!

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسامة القاضي

لاأدري كيف كان مجيئنا إلى هذا العالم الصاخب والمزدحم والمحتدم بالصراع والغضب والجنون المليء بالقتل والمظالم والبشاعات عالم يُنحر فيه حق الحياة باسم الحياة، وتصلب فيه العدالة باسم العدالة، وتغيب عنه المساواة في تكافؤ الفرص حد العدم أغلب الأحيان .

جبابرة وطغاة بنوا مجدهم وحياة رغيدة لهم على حساب كرامة الإنسان ودمه وجوعه ووجعه وأحلامه ضعفاء وبسطاء ومحرومون، مخدوعون ومبتلون بلعنات الأقدار وسوء الطالع وعاثر الحظ الحياة بالبر والبحر والجو كاسرة ومتوحشة وممتلئة بالظلم والألم والجنون .

عالم لازال محكوم في الغالب بشريعة الغاب، وشروط البقاء فيه لازالت للأقوى، وكثيرون ما زالوا يسفكون الدم من أجل الله وبأسم الله أو من أجل السلطة أو من أجل أنانية مفرطة ومستبدة وجشع يزداد ويستمر ولا يتوقف كيف جئنا.؟! سؤال يمكن أن يُكلفك حياتك وتُزهق روحك باسم الله والذود عنه .؟!

كم مليون صدفة كانت سبباً لوجود كل واحد منّا.؟! وجود لو حاكيناه ربما أختاره البعض على أمل، وربما رأى البعض في المجهول شك ولا أمل في عالم ملؤه بالوهم والأكاذيب ربما رفض البعض هذا الوجود لو أتيح له الحرية والإرادة في الاختيار الاختيار الذي يقوم بحسب فلسفة هؤلاء على إدراك عميق ومعرفة مستفيضة .

المكان لايكف عن السير، والزمن يتسرمد للأبد، وومآلات الكون غامضة ومجهولة كم هي الصدف التي أنتجتها أو حركَتها الضرورات في عملية طويلة ومعقَدة وربما محيَرة حداً يفوق الخيال.؟!

الأب والأم الجد والجدة لولا هؤلاء لما أتيت وما وجدت وينطبق هذه على التراتُبيات كلّها إلى كل الأجيال إلى الجذر الأول إلى الإنسان البدائي الأول على أي نحو كان سلسلة طويلة من الصدف والضرورات لاتكف ولا تتوقف، لاندري بدايتها الأولى، ولا ندري إلى أين تسير، ولا ندري أين ستنتهي إن وجد للأمر نهاية .!

وفي الحياة سباق مزحوم ومحموم، وليس كل ظافر في هذا السباق بالضرورة يكون محل سعادة ورضى صاحبه في سباق الـ “مليون حيوان منوي” واحد فقط من يلقِّح البويضة ويتخلق في رحم الأم وما عد ذلك يفنا ويموت فأيهما المحظوظ، هل من ظفر بالحياة أمّن أدركه الموت والفناء.؟!

يرى البعض أن الفوز بالحياة هو شقاء وتعاسة وعذاب للنفس فوزا بالألم والندم والوهم، وما نتصوره خسران يراه البعض تحرراً مسبقاً من آلام الحياة وأوجاعها ومشقاتها التي لاتنتهي إلاّ بالموت .

من علِق وتخلَّق تسعة أشهر لماذا يخرج إلى واجهة الكون صارخا أو باكيا.؟! هل هذا البكاء أو الصراخ إعلان وجود أم هو رفض واحتجاج على هكذا وجود .؟! هل هو فزع من العالم أم خوف من المجهول .!

لماذا لانخرج إلى واجهة الكون فرحين أو مقهقهين أو حتى مبتسمين .؟! لماذا المولود من بني البشر لا يستهل حياته إلاّ بصرخة بكاء حادة .؟! هل صرخة البكاء هذه هي تعبيراً عن رفض لقدر لم يختاره ولم يكن لإرادته فيه شأن .؟!

بين صرخة الولادة و شهقة الموت عمر مثقل بالمعاناة وعالم من المتاعب والأحزان والأشياء والتفاصيل عندما تتعثر خطاك على الدوام، ويلحق السوء بحظك كلعنة لاتفارقك، وتخيب أمنيات حياتط، وتبطش بك الأقدار يمنيا وشمالا وتصير فريسة للحرمان والمتاعب .

هل تكفر بنعمة من كان سببا ومعجزة في وجودك .؟! أم تلعن تلك الصدفة التى جلبت لك كل ماهو تعيس وخائب .؟! هل وجدنا صدفة أم ضرورة.؟! أم هناك جواب آخر .؟! أم ان الجواب سر عصى في عالم الغيب .؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى