أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

كيف نقرأ اعتراف ليبرمان المفاجئ بهزيمة “إسرائيل” في جميع حروبها منذ حزيران عام 1967؟ وماذا لو وصلت صواريخ “قدس 2” المجنحة الى حركتي “حماس” و”الجهاد” في القطاع؟ وما مدى صحة تحذيراته من امتلاكها قدرات بحرية وجوية متطورة جدا؟

مجلة تحليلات العصر - عبد الباري عطوان

▪️في الوقت الذي تتصاعد فيه عمليات التطبيع العربية مع دولة الاحتلال الاسرائيلي طمعا في الحصول على حماية عسكرية وامنية باهظة الثمن، يعترف افيغدور ليبرمان، وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق، “ان اسرائيل لم تنتصر في أي من حروبها التي خاضها جيشها منذ حزيران “يونيو” عام 1967،طه ان عدوها الأول والأخطر هو “حزب الله”، ثم ايران ثم حركة “حماس”.
ليبرمان كان يتحدث امام لجنة امنية عسكرية عليا في الكنيست (البرلمان)، وسرب مقربون منه أقواله هذه، وغيرها الى صحيفة “هآرتس”، واتهم بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه بيني غانتس،طه بإخفاء معلومات خطيرة عن الرأي العام من ضمنها تطوير حركة “حماس” لصواريخ كروز وقنابل عنقودية، وقدرات بحرية تشمل معدات غوص وصواريخ ارض جو محمولة على الكتف لإسقاط الطائرات والمروحيات الإسرائيلية.

▪️ما يؤكد أقوال ليبرمان هذه ان الردود الإسرائيلية على اطلاق صواريخ من قطاع غزة، سقط آخرها فوق مصنع في مدينة عسقلان المحتلة قبل بضعة ايام، اقتصرت على قصف مزارع وحقول خالية تجنبا لوقوع خسائر بشرية خشية الانتقام بقصف حركات المقاومة لتجمعات واهداف مزدحمة بالسكان مثل تل ابيب، وعسقلان، وحتى حيفا.
اكثر ما يقلق دولة الاحتلال هو وصول تكنولوجيا الصواريخ المجنحة من ايران الى حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في قطاع غزة، خاصة بعد نجاح صاروخ من هذا النوع اطلقته خلية تابعة لحركة “انصار الله” الحوثية وأصاب مصفاة ومخازن للوقود تابعة لشركة “أرامكو” السعودية في مدينة جدة ودمر أجزاء كبيرة منها.
مصادر مقربة من “حزب الله” اكدت لنا ان هذا النوع من الصواريخ المجنحة عالية الدقة وصلت فعلا الى الحزب، مثلما وصلت الى حركة “انصار الله” الحوثية في صنعاء، ولكنها لم تصل بعد الى القطاع، ولكن هذه المصادر لم تستبعد وصولها في الأسابيع او الاشهر المقبلة.
مبعث خشية المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من هذه الصواريخ هو فشل صواريخ “الباتريوت” السعودية الامريكية الصنع في اسقاطها، لانها تسير على ارتفاع منخفض (50 مترا) ومجهزة بأجهزة توجيه (غوغل ماب) او مثيلاتها، تمكنها من الالتفاف حول العمارات المرتفعة التي قد تعترض طريقها، مما يعني ان القبب الدفاعية الإسرائيلية ستواجه الفشل نفسه.
الامر المؤكد ان هذا الخوف والقلق الاسرائيلي قد يتأكد ويتعمق، حسب المصادر نفسها، اذا كان هذا الصاروخ “قدس 2” الذي يحمل اسمه معاني ومدلولات مميزة، هو قمة جبل الجليد الذي يخفي تحته ترسانة هائلة من الصواريخ الأكثر تطورا، وقادرة على الوصول الى اهداف تصل الى 2000 كيلومترا، مثل ميناء ايلات في فم خليج العقبة، فمن يملك صاروخ “قدس2” يمكن ان يملك أيضا “قدس 1″ وقدس 3″ وقدس 4” وهكذا.

🔸نعم “إسرائيل كانت قوية ومتفوقة جدا قبل ستين او سبعين عاما، عندما كان العرب فقط هم اعداؤها، وكانوا في ذروة التخلف عسكريا، ولكن تغيرت الصورة الآن، وتغيرت المقاومة، واتسعت دائرة الأعداء، بحيث باتت تشمل ايران و”حزب الله” وحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” التي لا تستمد أسباب القوة والتسليح من الأنظمة العربية ولله الحمد، مثلما كان عليه الحال عندما انطلقت المقاومة الفلسطينية بعد هزيمة عام 1967.
الدول العربية التي تهرول الى التطبيع مع دولة الاحتلال هذه الأيام طمعا في الحماية، تراهن على الحصان الاعرج في سباق تغيرت قواعده وخيوله، وتنطبق عليها المقولة: “يذهب الى الحج والناس راجعة”.. والله اعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى