أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

كيف نقرأ تداعي الغرب للدفاع عن أوكرانيا وعدم استنكارهم لتهويد القدس واجتياح غزة وتهجير سكان الشيخ جراح؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - الدكتور بسام روبين

إن الحرب الروسية الأوكرانية أسقطت ورقة التوت الأخيرة التي كان الغرب يخدعون المجتمع الدولي بها مستحدمين عناوين كاذبة تتصدرها الديمقراطية والعدالة والحرية وحقوق الانسان ،فردود الفعل السريعة للغرب ضد روسيا وهي تحاول ضمان أمنها ووجودها أمام تهديد الأسلحة النووية للناتو بعدما حرضوا أوكرانيا على روسيا مقابل الانضمام للناتو أو الدخول بالاتحاد الاوروبي ،فقد سارعوا لإغلاق الأجواء والاقتصادات وكل ما يمكن فعله فعلوه بإستثناء المواجهة العسكرية ،ليس حباً في روسيا وإنما خوفا منها ومن رئيسها الذي يتمتع بقدر كبير من الذكاء العسكري والاستخباري والسياسي ،ونجح في تغيير قواعد زعامة العالم فتحداهم حفاظاً على عظمة الإمبراطورية الروسية وعدم تعريضها لأي خطر حتى لو دعاه ذلك لاستخدام الرؤوس النووية ،فوضع الأصابع على الزناد مهدداً من يفكر بالتدخل المباشر في القتال بردة فعل لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ،وما يهمنا كعرب كيف نقبل على أنفسنا أن ينظر إلينا بهذه الطريقة العنصرية التي باتت أكثر وضوحاً من أي وقت مضى فمعظم دول الغرب لم تجرأ على انتقاد اسرائيل أو استنكار أفعالها العدائية وهي دولة محتلة للأرض العربية والإسلامية ،بل استخدم الغرب قوتهم وتأثيرهم للضغط على بعض الدول للتطبيع ترهيباً وترغيباً مع هذا الكيان المحتل برغم انتهاكه لحقوق الانسان ،وفي مقدمة هذه الدول أوكرانيا والتي ربما كانت من أوائل الدول التي شجعت تأييد إسرائيل في عدوانها على الفلسطينيين ،وها هي تشرب من نفس الكأس التى تمنته للعرب ،ولكن بأسلوب آخر مختلف.
وأتمنى أن يكون هنالك دروساً مستفادة للعرب بحيث يعيدوا توزيع بيضهم بطرق تراعي مصالحهم وتاريخهم المشرف ،وأن لا يحصروه في السلة الأمريكية التي انهزمت أمام روسيا في هذه الحرب بعدما ثبت أن كل من روسيا والصين يعاملون الدول الحليفة لهم وفقا لاستراتيجيات أكثر نفعاً وحرصاً من تلك الأمريكية والغربية التي تقوم على المصالح باتجاه واحد بل تقتل اقتصادات حلفائها وتفقر شعوبها ،وهنا أسجل عتبي على بعض القنوات العربية التي انحازت بشكل واضح لأوكرانيا ،ولم تكن عادلة في نقل الأخبار كما هي على الساحة سيما وأن القوات الروسية وخلال ساعات كانت قد حيدت سلاح الجو الاوكراني وعطلت المطارات الاوكرانية والدفاعات الجوية ووقفت على تخوم العاصمة كييف متمنياً للمفاوضات الروسية الاوكرانية أن تنجح وأن لا تنجرف أوكرانيا خلف الغرب كما انجرفت وقدمت الدعم للكيان المحتل ،وهي تعلم أنه محتل.
حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية وجنبها كل شر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى